سلالة جديدة من فيروس كورونا تظهر في الفيتنام، استيقظ العالم في يوم 30 آيار الموافق ل 2023 على إعلان السلطات الفيتنامية لرصد سلالة متحورة جديدة من فيروس الكورونا وهي سلالة مزيج من السلالة الهندية والبريطانية، وهذا ما أثار هلع الشارع الاجتماعي المواكب لأخبار تطورات الفيروس الذي استطاع حصد آلاف الأرواح حتى مطلع هذا العام ومازال. ونحن في هذا المقال سنقدم لك بعض المعلومات عن هذه السلالة والتي قد تجيب عن بعض التساؤلات حوله.

هل تصبح الفيتنام نموذج يحتذى به في مكافحة سلالة فيروس كورونا

في تجربة سابقة للفيتنام مع فيروس الكورونا، عند انتشاره خارج الصين عام 2020 لأول مرة تصرفت الحكومة بسرعة وحسم، وكانت مثال يحتذى به في خوضها لجائحة الكورونا، وبذلك قد كانت من أقل الدول المتأثرة بالفيروس، بالرغم من اشتراك حدودها البرية مع الصين حيث بدأ الفيروس وانتشر، ومع ذلك هي لم تسجل أكثر من 268حالة إصابة أكيدة، ولم تبلغ عن أي وفيات منذ 23 نيسان الموافق ل 2023.

عمدت الحكومة على القيام بإجراءات سريعة وحاسمة في التعامل مع الجائحة وأهمها:

عند تسجيل أول حالة إصابة بفيروس الكورونا، قامت الحكومة بإغلاق سريع لحدودها مع الصين. كذلك قامت بفحص درجة حرارة وفرضت فحص الكشف عن التسلسل الجيني للفيروس PCR، لجميع المواطنين العائدين إلى بلادهم في كافة المطارات الرئيسية في البلاد. كما طبقت الحجر الصحي على جميع من قام بالعودة من الخارج، لأنها أدركت جميع الحالات المصابة جاءت من الخارج.

  • ثانيًا الكشف عن أي إصابة محتملة:

قامت الحكومة بعزل الإصابات المؤكدة، وتتبع جميع المخالطين لها، لأنهم قد يكونون حملة للفيروس. على الرغم من كونها دولة قليلة الموارد، لكنها استطاعت تصميم معدات فحص، منخفضة التكلفة مصنعة محليًا. واتبعت “نظام منخفض التكلفة” يركز على تتبع مسار انتشار العدوى، وكشف الإصابات المحتملة وعزلها على الفور.

  • ثالثًا حملات التوعية:

أحيت الحكومة ذكرى “بطولات الشعب” في خوضهم لحرب الفيتنام، ذلك رفع روح المسؤولية في قلوب المواطنين، وجعلهم أكثر امتثالًا لاتباع الإجراءات الوقائية والالتزام بها. وحققت ذلك عن طريق رسائل الفيديو والملصقات وغيره.

  • فرض الحجر الصحي:

مع وجود جهاز أمني فعال، استطاعت الحكومة تطبيق الحجر الصحي بنجاح على مناطق واسعة من أراضيها. وبالتالي منعت تطور الوباء وتفشيه فيها.

  • وبالتالي فقد كان من الإدارة السياسية الممنهجة والالتزام الشعبي عاملان أساسيان ضد تفشي الفيروس في بلادهم.

سلالة كورونا الجديدة في الفيتنام

نقلًا ع وزير الصحة الفيتنامي” نغوين لونغ” أنه تم إجراء فحص التسلسل الجيني PCR لجميع المرضى الذي تم اكتشافهم مؤخرًا وتم اكتشاف سلالة جديدة من الفيروس وقد أثار ذلك قلق العاملين في منظمة الصحة العالمية والسكان حول فوعة هذا الفيروس وشدة انتشاره فالمتحور الهندي كان أشد سرعة بانتقاله وتفشيه عن المتحور البريطاني والذي كان أشد عن سابقه، وتابع أن من العلامات المميزة لهذا الفيروس هو سرعة انتشاره وارتفاع تركيزه في سوائل الحلق ثم انتقاله ليصيب الأجهزة الحيوية الأخرى.

بما أن التفشي الجديد للفيروس يتركز حول مجمع في مدينة هو تشي منه والذي كان بداية لا يقل عن 147 إصابة، بالتالي قامت السلطات بإجراء فحوصات كشف الفيروس لجميع السكان المحيطين بالمجمع وهو الذي يشهد اليوم إغلاق تام. وأيضًا تخطط السلطات لإجراء الفحوصات الطبية لكافة أفراد المجتمع والذي يبلغ عددهم 13 مليون نسمة وقد وعدت بإكماله خلال 4 أشهر، وذلك يكون بمعدل 100 ألف فحص يوميا.

بالإضافة لفرض شروط التباعد الاجتماعي والحجر والإغلاق التام للمدينة جميع المتاجر والمنشآت الاجتماعية كما تم تعليق الأنشطة الدينية لمدة 15 يوم بدءا من 31 آيار/مايو.

سلالة كورونا الجديدة واللقاح

معظم الفيروسات تكون قادرة على تعديل مادتها الوراثية وبعض هذه التعديلات قد تكون غير مهمة والبعض الآخر قد يكسبها بعض الصفات التي تجعلها قادرة على إحداث المرض بشكل أعلى لتصبح الوقاية من هذا الفيروس أصعب وكنتيجة لهذه التعديلات تصبح هذه الفيروسات أكثر ضرواه وقدرة على نقل العدوى، وقد تم التعرف على آلاف السلالات من فيروس الكورونا منذ اكتشافه في 19 كانون الثاني2020.

أوضح الخبراء، أن السلالة الهندية المعروفة ب B 1,617, 2 كانت أكثر قدرة على نقل العدوى عن السلالة البريطانية المعروفة B 1, 1,7 وسوف يعلن قريبًا عن الشيفرة الوراثية للفيروس المكتشف في الفيتنام والتي من خلالهاقد يتمكن لعلماءمن إيجاد لقاح فعال لها.

كما أظهرت التجارب السابقة أن لقاح فايزر وغيره كان فعال ضد السلالة الهندية حين ظهرت، وذلك بعد حصول الفرد على جرعتين منه لأن جرعة واحدة من اللقاح قد تبين أنها أقل فعالية.

وهكذا نكون قد وصلنا لختام مقالتنا حيث جمعنا لكم جميع المعلومات التي كان عدم وضوحها مثيرًا للقلق في نفوس البعض، وماعليكم سوا اتباع شروط العقامة لحماية أنفسكم والمقربين منكم بشكل واعي ومضبوط.