هل سمعتي سابقًا عن اضطراب عدم تخلق الرحم ؟ هل تعلمين أن بعض النساء تولد بلا رحم أو برحم صغير جدًا لا يمكنه القيام بوظائفه؟ أتعلمين أن بعض النساء يولدن بمهبل مشوه أو بدون عنق رحم، ويؤثر ذلك بشكل مباشر على حياتهن، ويمنعهن من ممارسة حياتهن بشكل طبيعي؟
لقد وهبنا الله جسدًا متكاملًا يعمل كمنظومة دقيقة لأداء واجباته في استمرار حياتنا، ولكن البعض قد يخلق بجسد غير مكتمل الأعضاء أو بأعضاء مشوهة. ويؤثر ذلك على حياته، حيث لا يستطيع القيام بجميع وظائفه الحيوية. واضطراب عدم تخلق الرحم أحد العيوب الخلقية التي قد تمنع المرأة من ممارسة حياتها الجنسية بشكل طبيعي، ويمنعها من الإنجاب وتصاب بالعقم.
عزيزي القارئ كما عودك موقع كيف دومًا على الحصول على المعلومة الشيقة، الدقيقة والصحيحة، والتي جمعناها لك من أفضل المواقع. فسنقدم لك في هذا المقال، معلومات عن اضطراب عدم تخلق الرحم، وأعراض هذا الاضطراب وأسبابه، وكيف يمكن تشخيصه وطريقة علاجه.

ما هو اضطراب الرحم الطفولي

يعرف اضطراب عدم تخلق الرحم  أو الرحم الطفولي على أنه عيب خلقي في الجهاز التناسلي الأنثوي، ويكون الرحم ذو حجم صغير جدًا، أو غير موجود أساسًا، بحيث لا تنضج الأنثى عند سن البلوغ، ولا يكون لديها دورة شهرية كباقي الإناث. كما أن المرأة المصابة بالرحم الطفولي لا يمكنها الحمل والإنجاب بطريقة طبيعية، ولكنها تنمو وتتطور جنسيًا بشكل طبيعي.
أما اضطراب عدم تخلق عنق الرحم، فهو أيضًا عيب خلقي حيث يرتبط بعد وجود عنق الرحم لدى الأنثى، وهنالك بعض الحالات التي يسكون فيها عنق الرحم موجودًا ولكنه صغيرًا أو مشوهًا ولا يمكنه القيام بوظيفته.
وإن اضطراب عدم تخلق عنق الرحم، قد يكون مترافقًا مع مشاكل في المهبل. مثل عدم التخلق المهبلي وتسمى هذه الحالة بعدم التنسّج المولري. كما وقد يترافق في بعض الأحيان مع اضطرابات في الكلى أو القلب أو الجهاز العظمي الهيكلي.

ويمكن معالجة اضطراب عدم التخلق المهبلي جراحيًا، ويمكن للمرأة بعد ذلك أن تتمتع بحياة جنسية طبيعية. ولكن النساء اللواتي يعانين من عدم تخلق الرحم الكلي أو الجزئي، لا يمكن علاجهن ولا يمكنهن الحمل كسائر النساء. وقد توافرت حديًثا تقنية الرحم البديل. حيث يمكن للنساء التي تعاني من الرحم الطفولي أن تنجب طفلًا إذا كان مبيضاها طبيعيان عن طريق تقنية الرحم البديل.

أسباب اضطراب عدم تخلق الرحم

لايزال سبب اضطراب عدم تخلق الرحم مجهولًا ولا يمكن تأكيده بشكل قاطع، ولكن يرجع بعض العلماء السبب في اضطراب عدم تخلق الرحم وعنق الرحم إلى المرحلة الجنينية خلال أول 20 أسبوع من الحمل. حيث تفشل القناة المسماة قناة مولر في تشكيل الرحم والبوقين أو عنق الرحم، ولكن المبايض تنمو بشكل طبيعي. وتسمى هذه الحالة اضطراب عدم تخلق الرحم الخلقي.
وفي بعض الحالات فد يحدث تضيق في الرحم، أو تغيير في حجمه بعد الولادة، أو عدم نموه بشكل طبيعي، نتيجة عوامل مختلفة نذكر منها:

  • العمليات الجراحية مثل استئصال أجزاء من الرحم.
  • مشاكل تعرضت لها الأنثى بعد الولادة متعلقة بداء السكري والغدة الدرقية.
  • بعض المضاعفات التي سببتها أمراض أصيبت بها الأنثى مثل الحصبة والحميراء.
  • الولادات المتكررة والشد والضغط على الرحم بشكل كبير يسبب تغييرًا في حجم الرحم وتدليه أو تضيقه.

أعراض اضطراب عدم تخلق الرحم

  • الشعور بالآلام والتشنجات في منطقة البطن.
  • العقم ومشاكل في الإنجاب.
  • انعدام الدورة الطمثية بشكل كامل وذلك بعد بلوغ الأنثى سن البلوغ.
  • أحيانًا يرافق اضطراب عدم تخلق الرحم فتحة مهبلية صغيرة جدًا أو غير موجودة.
  • إذا كان هنالك دورة طمثية عادة ما تكون تلك الدورة مؤلمة جدًا وحيث تعاني الأنثى من عسر الطمث.

أنواع اضطراب الرحم الطفولي

  • اضطراب عدم تخلق الرحم البسيط: حيث يكون الرحم ذو شكل طبيعي تمامًا ولكنه صغير جدًا ومشدود.
  • اضطراب عدم تخلق الرحم الممدود: يكون الرحم ذو شكل طولي ممدود.
  • اضطراب عدم تخلق الرحم المشوه: أن يكون الرحم ذو شكل مشوه مختلف عن الرحم الطبيعي ويأخذ شكل حرف T

درجات اضطراب عدم تخلق الرحم

  • الدرجة الأولى: يكون طول الرحم من واحد إلى ثلاثة سنتمترات، وهي أكثر درجات الاضطراب خطورة، كما لا يمكن علاجها.
  • الدرجة الثانية: وفي هذه الدرجة يكون طول الرحم من ثلاثة إلى ستة سنتمترات، وهذه الحالة من الممكن علاجها بالأدوية الهرمونية، وبالعلاج المطول، وبعد العلاج احتمالية حدوث الحمل ممكنة.
  • الدرجة الثالثة: وفيها يكون طول الرحم من ستة إلى سبعة سنتمترات، كما أن احتمالية التعافي وحدوث الحمل مرتفعة في هذه الحالة.

تشخيص اضطراب الرحم الطفولي

إن معظم حالات الإصابة باضطراب الرحم الطفولي لا يمكن الكشف عنها مبكرًا، وذلك لأن الأنثى تنمو جنسيًا بشكل طبيعي، وليس هنالك أية مشاكل في شكل الأعضاء الأنثوية الخارجية، وعندما تصل الفتاة إلى سن البلوغ، أي لسن 14 عشر عامًا ولم تحدث لها أية دورة طمثية، عندها تتجه للطبيب النسائي لإجراء الفحوصات المناسبة. وتشمل هذه الفحوصات ما يلي:

  • فحص هرموني للدم للكشف عن مستويات الهرمونات الأنثوية لدى المريضة، ومستويات هرمونات الغدة الدرقية.
  • فحص الرحم والجهاز التناسلي بالأشعة فوق الصوتية.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي لمنطقة البطن حيث تظهر الأعضاء التناسلية بشكل واضح.

علاج اضطراب الرحم الطفولي

يعتمد العلاج على درجة الرحم الطفولي، حيث أن الدرجة الأولى لا يمكن علاجها، وإذا كان المبيضان طبيعيان يوجه الطبيب المريضة إلى تقنيات الحمل بالرحم البديل. أما الدرجات الثانية والثالثة يمكن الاعتماد على العلاج الهرموني لها.