تتعرض العديد من الفتيات لحالات نزول ماء من المهبل مما يشكل لديهن العديد من إشارات الاستفهام. ولعل الكثير من أولئك الفتيات يصبن بالخوف والذعر ظنًا منهن بأن هذه السوائل تدل على حصول أذية ما. تختلف السوائل التي تتدفق من المهبل بين الفتيات والسيدات المتزوجات، ولعل العامل المؤثر الأكبر في اختلاف هذه السوائل هو الوقت من الدورة الشهرية.

تتطلب الدورة الشهرية وتبدلاتها فهمًا واستيعابًا صحيحًا. لتتمكن الفتيات من التعامل مع التبدلات التي تطرأ على جسدها وفكرها وحتى مشاعرها. حيث يغلب الخجل والحياء على الفتيات خصوصًا أول سن البلوغ مما يجعلهن أكثر ارتباكًا حول التغيرات الحاصلة على أجسادهن. سنوضح في مقال اليوم العديد من النقاط المتعلقة بالإفرازات المهبلية والتغيرات الحاصلة خلال مرحلة البلوغ وما بعدها.

ماذا يعني نزول ماء من المهبل

المهبل هو أحد أعضاء الجهاز التكاثري الأنثوي، ويتكون من عدة طبقات منها العضلية والمخاطية. ويتميز المهبل بأنه عضو ينظف نفسه بنفسه، أي أنه يتخلص من الجسيمات العالقة أو المواد المهيجة عن طريق إفرازاته التي تعمل على الحفاظ على توازن بيئة المهبل وتقاوم نمو البكتيريا الممرضة.

وذلك من خلال الحفاظ على درجة حموضة معينة تمنع نمو البكتيريا الممرضة. عامل الحماية الذي يحافظ على توازن بيئة المهبل هو أيضًا بكتيريا لكنها بكتيريا نافعة تحارب العوامل الغريبة أو أي مسبب للمرض أو التخريش.

عندما ينظف المهبل نفسه بشكل طبيعي ويتخلص من الخلايا الميتة سيفرز بعض السوائل المعروفة بالمفرزات المهبلية. تختلف هذه المفرزات بطبيعتها من أنثى لأخرى. وفي معظم الأحيان تكون مائية القوام شفافة رائقة أو تميل إلى اللون الأبيض.

يبدأ المهبل بعملية الإفراز هذه قبل سن البلوغ عند الأنثى بمدة قد تصل إلى ستة أشهر أو سنة. مما يخيف الفتيات في هذه الأعمار وقد تظن الفتاة أنها مصابة بالسلس البولي. ولكن في الحقيقة نزول ماء من المهبل عند البنات أي قبل سن البلوغ ما هو إلا علامة على اقتراب موعد بلوغها، وبدء نشاط جهازها التناسلي. وهي علامة طبيعية على نشاط المهبل الذي يحاول المحافظة على استتباب بيئته الداخلية.

علاج نزول ماء من المهبل عند البنات

باعتبار المهبل عضو يستطيع تنظيف نفسه بنفسه فإن هذه المفرزات المائية هي حالة طبيعية ولا تحتاج للعلاج. قد تزداد المفرزات المهبلية في بعض الأوقات من الدورة الشهرية كالفترة حول الإباضة حيث تصبح المفرزات المهبلية فيها مائية وغزيرة.

وتكون المفرزات بهذه الطبيعة خلال فترة ما حول الإباضة لتسهيل مرور النطاف من أجل حصول الإخصاب. لكون فترة ما حول الإباضة  هي الفترة المثالية للإخصاب والحمل. باعتبار حالة المفرزات المهبلية المائية حالة طبيعية عند الفتيات أو السيدات المتزوجات فلا حاجة لعلاجها أو منعها لكونها مفيدة لصحة المهبل.

ولكن يمكن اعتماد بعض الطرائق للتخفيف من الإزعاج الذي قد تسببه هذه المفرزات. وأحد هذه الطرق وأهمها هو اعتماد الملابس الداخلية القطنية التي تخفف من رطوبة المناطق الحساسة دون أن تتسبب بأي أذية. كما ينصح بعدم ارتداء الملابس الداخلية الضيقة لفترات طويلة لأن ذلك قد يتسبب باحتباس الرطوبة وسيخلق بيئة مثالية لتكاثر للجراثيم.

يمكن أيضًا للفوط الصحية القطنية اليومية أن تساعد في التخلص من إزعاج المفرزات المهبلية وخاصة المائية، وهنا ينصح بتبديلها عدة مرات خلال اليوم والابتعاد عن المنتجات المعطرة لأنها قد تسبب حساسية وطفح جلدي.

العناية بالنظافة الشخصية عند السيدات

لكون منطقة الحوض منطقة حساسة فهي تستدعي عناية خاصة، وخاصة المهبل الذي يعد بيئة رطبة بطبيعة الحال، ولكن في حال زادت هذه الرطوبة عن حدها الطبيعي سيتحول المهبل لبيئة مثالية لتكاثر البكتيريا، وفي حال أصيب المهبل بالجفاف فسيصبح معرضًا للرضوض والسحجات وسيتسبب بالإزعاج للسيدة.

للملابس دور كبير في الحفاظ على نظافة المناطق الحساسة، فالاعتماد على الملابس الداخلية القطنية وتبديلها باستمرار سيجنب السيدة العديد من المشاكل الصحية. السراويل الضيقة وخاصةً سراويل الجينز التي ترتديها السيدات لوقت طويل يمكن أن تسبب احتباس رطوبة في المناطق الحساسة وبالتالي تؤهب لحساسية أو التهاب. لذلك على السيدات الحفاظ على لباس يومي مريح وواسع.

هل الدوشات النسائية صحية

تعتقد الكثير من السيدات أن الاستعمال اليومي للدوشات المهبلية سيحافظ على بيئة المهبل نظيفة وصحية، ولكن الحقيقة هي عكس ذلك تمامًا. فالدوشات المهبلية قد تحوي مواد مطهرة قوية المفعول تقتل ما يدعى فلورا المهبل وهي البكتيريا النافعة التي تحافظ على توازن بيئة المهبل، لذلك يعتبر الاستعمال اليومي للدوشات المهبلية أمر خاطئ ويكفي غسل المنطقة بالماء والصابون مرة واحدة يوميًا، لأن المهبل قادر على تنظيف نفسه كما ذكرنا سابقًا.

يمكن استخدام هذه الدوشات مرة شهريًا أو حسب إرشادات الطبيب لكن في حالات خاصة قد يصف مختصي أمراض النساء أنواعًا معينة من الغسولات المهبلية التي تقوم بدور علاجي.

ما هي مفرزات المهبل الطبيعية

تختلف المفرزات المهبلية في طبيعتها بين الإناث، كما تختلف في كميتها، وتختلف باختلاف فترات الدورة الشهرية، حيث تميل لتكون سائلة وشفافة في فترة الإباضة وما حولها في حين تصبح أسمك وأغمق قبل فترة الحيض.

قد يدل التغير في لون أو رائحة أو كمية المفرزات المهبلية على حالة معينة، فالمفرزات ذات اللون الرمادي والتي غالبًا ما تكون رائحتها كريهة تشبه رائحة السمك تدل في أكثر الحالات على إصابة بكتيرية، كما تدل المفرزات الخضراء أو الصفراء على حالة غير طبيعية يجب تحريها.

سيدتي إن كنت تلاحظين أي تغير في لون أو كمية أو رائحة المفرزات المهبلية أو تعانين من أعراض مرافقة كالحكة أو الحرقة عند التبول فعندها يجب عليك طلب المساعدة الطبية، ويجب أن تتذكري دائمًا أن كل سيدة حالة مميزة عن غيرها من السيدات فالتغيرات التي قد تلاحظينها قد تكون حالة طبيعية بالنسبة لسيدة أخرى لذلك دعي القرار للطبيب المختص!