رائعةٌ هي تلك المواد المضافة إلى الطعام التي تشعرك بإحساس اللذة والمتعة بما تأكل. الأمر الذي يحفزك على إنهاء طبقك بسرعةٍ وطلب المزيد أيضًا. نعم إنها البهارات أحد أهم أركان الطبق الشهي، التي إن غابت عنه أصبح طعامًا باهتًا مجردًا من أي مذاقٍ رائع. ولكن إن وجدت منحته النكهة اللذيذة التي تحفز المعدة على استقبال كمياتٍ أكبر من الطعام. كما عليك أن تعلم بأن مهمة هذه الذرات الصغيرة لا تقتصر على ما ذكرناه فحسب. بل إنها تملك وظائف أسمى عندما تدخل الجسم. فلم تعد تخفى على أحد فوائد البهارات للصحة.

بدايةً وقبل التعرف على فوائد البهارات للصحة، لا بّد لنا من التطرق إلى تاريخها وكيف أتت إلى بلادنا العربية. فمنذ زمنٍ بعيد وتحديدًا في عام 2000 قبل الميلاد، انتشرت تجارة البهارات ضمن منطقة الشرق الأوسط. نتيجة استيلاء العرب على طريق تجارة الأعشاب البرية والبهارات. مما أدى إلى مرور القوافل القادمة من بلاد منشأ البهارات والمحملة بأجود أنواعها، وهما الصين والهند. والقليل منا يعرف أن المصريين استخدموا هذه المواد في عملية التحنيط، وفيما بعد استخدمت في حفظ الطعام. إلى أن أصبحت تضاف كمادةٍ منكهة. ولم يكتفِ العرب بالاستيراد فقط بل استخلص بعض العلماء أنواعًا من التوابل من النباتات والأعشاب. وذلك نتيجةً لملاحظتهم فوائدها العديدة على الصحة.

فوائد البهارات الصحية بشكل عام

بالعموم تملك البهارات بمختلف أنواعها فوائدًا صحيةً لا تعد ولا تحصى. بعضها يعالج الأمراض والبعض الآخر يقي منها. ومن أهم هذه الفوائد ما يلي:

  • تفيد البهارات وخاصةً ذات الطعم اللاذع كالفلفل في الوقاية من الإصابة بأمراض القلب والشرايين. نتيجة تخفيفها لعملية تخثر الدم الموجود ضمن الأوعية.
  • يعالج  بعضها حالات الزكام والرشح وحتى إن كان شديدًا.
  •  تعمل على إراحة الجهاز الهضمي بعد تناول الطعام من خلال تسهيل عملية الهضم، إضافةً لقتل البكتيريا الضارة الموجودة فيه.
  • تفيد بعض البهارات المستخرجة من الأعشاب في تخفيف آلام الدورة الشهرية بما فيها آلام البطن، وأيضًا تزيل النفخة والتشنجات.
  • هناك أنواعٌ منها تحفز الجسم على الاسترخاء، كاليانسون.
  • يعمل بعض البهارات كمقوي جنسي مثل الزنجبيل.
  • تحفز إتمام عمليات الاستقلاب في الجسم.
  • تفيد أغلبها في محاربة السرطان نظرًا لاحتوائها على مضادات الأكسدة.
  • يستخرج من بعض أنواع البهارات زيوتٌ طيارة، التي تفيد في تسكين آلام العظام والمفاصل كالقرنفل مثلًا.

ما هي أنواع البهارات

للبهارات أنواعٌ كثيرة تختلف عن بعضها باختلاف مصدرها، لذلك يجب لتعرف على أنواعها المتمثلة بما يلي:

  • بهارات ورقية المنشأ: يأتي هذا النوع من أوراق بعض النباتات أو زهورها، ومنها ما يستخدم كما هو كالنعناع الأخضر والزعتر البري، أو يستخدم بعد تجفيفه وطحنه على شكل حبيبات أيضًا كالنعناع اليابس. وهناك نوعٌ مستخرج من زهور النبات كحبة البركة.
  • بهارات مستخرجة من الثمار والبذور: ومنها ما يستخدم كما هو أي على شكل بذور كاليانسون، وبعضها يجفف ويطحن كالليمون المجفف أو الحلبة.
  • بهارات تأتي من جذور ولحاء الشجر: من أشهرها الثوم والبصل اللذان يجففان ومن ثم يطحنان للاستخدام على شكل بودرة، بينما تشتهر القرفة باستخراجها من لحاء الشجرة.
  • البهارات المختلطة: وهي عبارة عن عدة أنواعٍ من البهارات المطحونة التي تخلط مع بعضها البعض لإنتاج نكهةٍ مميزةٍ للطعام.

أشهر أسماء البهارات مع فوائدها الخاصة

لا بد من تخصيص فقرةٍ لأشهر أنواع البهارات وأكثرها استخدامًا، وذلك لتوضيح فوائد كلٍ منها على حدى، وهي:

  • القرفة: التي تتميز بقدرتها على خفض مستوى السكر في الدم وبالتالي الوقاية من مرض السكري، كما أنها تعمل على التصدي للالتهابات بمختلف أنواعها، إضافةً لامتلاكها خصائص مضادة للأكسدة.
  • الميرمية: تفيد في زيادة مستوى أداء المخ لوظائفه وتحسين الذاكرة، وخاصةً في حالات مرض الزهايمر.
  • النعناع: النبات الأخضر المميز برائحته العطرية وخصائصه المهدئة، فهو يساهم في تهدئة الجهاز الهضمي وبالأخص تهيج القولون وغثيان المعدة، من خلال قدرته على إرخاء العضلات.
  • الكركم: ذو اللون الأصفر المميز الذي يلون به الطعام، وهو يستخدم كمضادٍ للالتهابات نتيجة احتوائه على مركب الكركمين التي تملك تلك الخاصية.
  • الفلفل الحار: وهي المادة التي تكسب الطعام الطعم اللاذع والحار، ويحوي على مادة الكابسيسين المساعدة في خفض الشهية للطعام، إضافةً لكونها من مضادات الأكسدة وبالتالي تقي من أمراض السرطان.
  • الثوم: النبات الخارق بصفاته المفيدة للصحة، فيعتبر من أقوى مضادات الالتهاب الطبيعية، كما أنه يقوي الجهاز المناعي وبالتالي يخفف من حالات نزلات البرد والإنفلونزا، وله فائدة في تحسين أداء القلب ووقايته من الأمراض.

أضرار البهارات على صحة الإنسان

بعد معرفتك لفوائد البهارات سيكون ضروريًا أن تتعرف على أضرارها أيضًا، فهي كأي مادةٍ غذائية قد تؤدي إلى الضرر عند استخدامها بشكلٍ خاطئ أو بكمياتٍ زائدة. ومن هذه الأضرار ما يأتي:

  • تسبب البهارات ذات الطعم الحار واللاذع ضررًا في الحليمات الذوقية الموجودة على اللسان، إضافةً للتسبب في نشوء القرحة المعدية، كما أنها قد تؤدي إلى ظهور البواسير الشرجية.
  • تؤدي بعض الأنواع وخاصةً الحارة بالتحسس الجلدي المتمثل باحمرار الجلد وتهيجه مع هور الطفح، ومن الممكن أن تصل الحساسية إلى العيون عند تلامسها معها.
  • من الممكن أن تسبب بعض أنواع البهارات وخاصة الورقية كإكليل الجبل بحدوث الإجهاض للمرأة الحامل، وذلك في حال تناولها بكميات كبيرة.
  • قد تؤثر الكميات الزائدة من البهارات على عمل الكلى والمثانة.

إلى هنا نكون قد بينا لك أهم ما تحتاج معرفته عن البهارات لعلها تفيدك في الحفاظ على صحتك، مع التذكير بضرورة الاستخدام المعتدل لهذه المواد للحصول على الفائدة منها والوقاية من ضررها.