فترة الحمل هي إحدى الفترات التي تعيشها المرأة في مرحلةٍ ما من حياتها. وتقضي فيها أوقاتًا قد تكون مُتعبةً أحيانًا، ومن أبرز المشاكل الشائعة خلال هذه الفترة هي نقصان ماء الجنين. فيا ترى ما هو ماء الجنين؟ وكيف أعرف أن ماء الجنين ناقص؟ أسئلةٌ كثيرةٌ تبحث عن إجاباتها  كل امرأة حامل. في الواقع نقصان الماء المحيط بالجنين ليس أمر جيدًا، فهو قد يمنع الولادة الطبيعية، مما يحتم حدوث الولادة القيصرية. كذلك قد يؤدي إلى ولادة طفل ميت، ومن الممكن أن يحدث بمعدل إصابة امرأة حامل واحدة من بين 25 امرأة أخرى، خلال أشهر الثلث الثاني من الحمل أي الرابع والخامس والسادس. أما في الأشهر الأولى، فقد يحدث بمعدل إصابة امرأة واحدة من بين ثماني حوامل.

كما هو معروف طبيًا أن ماء الجنين أو السائل الأمنيوسي هو سائل يحيط بالجنين ويحميه من التعرض لأي عدوى بكتيرية خلال فترة تكوّنه داخل الرحم. أيضًا له دورٌ في منع الحبل السري من الالتفاف حول الجنين وإلحاق الأذية به. كذلك يحافظ على درجة حرارة الرحم ليؤمن نموًا آمنًا للجنين، وغيرها من الفوائد العديدة. لا بد أن تعلمي أن هذا الماء ينشأ من المياه التي تتناولها الأم في بداية الحمل، ويصبح في الشهر الرابع من الحمل المادة الأساسية للجنين. إلا أن تأتي الأشهر الأخيرة من الحمل التي يبدأ فيها الطفل بابتلاع ماء البطن وإخراجه على شكل البول. هذا ما يوضح أهمية ماء الجنين والتعرف على إجابة سؤال كيف أعرف أن ماء الجنين ناقص؟ لعلها تكون بمثابة المنقذ من الوصول إلى حالاتٍ أكثر ضررًا.

كيفية معرفة أن ماء الجنين ناقص

لا تظهر علامات نقص ماء الجنين بشكل واضحٍ  في العديد من الحالات . إنما يكشف عنها عن طريق فحص الطبيب المراقب للحمل. ولكن توجد حالات تظهر فيها مجموعة من الأعراض على المرأة الحامل، التي تدل على نقصان ماء الجنين، وتتمثل بما يلي:

  • قلة نشاط الجنين و بطء حركته.
  • عدم نمو الرحم بالشكل الطبيعي أو وجود خلل في نمو الرحم.
  • عدم شعور الأم بحركة الجنين في أغلب الأوقات.
  • حدوث تسريب جزء من السوائل عن طريق المهبل.
  • عدم نمو الجنين، كما يجب في الوضع الطبيعي أو نموه بشكل غير متوقع.
  • صغر في حجم بطن الأم مقارنًة بشهور الحمل.
  • ضعف نبضات قلب الجنين بشكلٍ مفاجئ.
  • حدوث تقلبات في ضغط الدم إما ارتفاعه أو انخفاضه.

أسباب نقص ماء الجنين المحيط به

توجد مجموعة من الأسباب المؤدية إلى نقص ماء الجنين وتشمل ما يلي:

  • ارتفاع ضغط الدم للمرأة الحامل بشكلٍ حاد.
  • حدوث تمزق في الكيس الأمنيوسي، مما يسبب تسرب ماء الجنين إلى خارج الرحم.
  • تعرض المشيمة للانسداد.
  • وجود عيوب خلقية مثل المشاكل في المسالك البولية أو الكليتين.
  • إصابة الأم بمرض السكري مسبقًا قبل الحمل.
  • ظهور خلل وراثي على الجنين.
  • تناول الأم لبعض الأدوية غير المسموح بها أثناء فترة الحمل مثل مضادات الالتهاب أو مثبطات الأنزيم المتحول للأنجيوتنسين.

المضاعفات الناتجة عند نقص ماء الجنين لدى الحامل

تختلف طبيعة الحمل من امرأة إلى أخرى وقد يسبب نقص ماء الجنين مضاعفات عديدة في حال الإهمال. فإن حدث في أشهر الثلث الثاني من الحمل ستكون مضاعفاته متمثلةً بالآتي:

أما في حال حدوث نقصان ماء الجنين في الأشهر الأخيرة من الحمل ستأتي المضاعفات بالشكل الآتي:

  • تقلص الحبل السري أثناء الولادة.
  • نمو الطفل بشكل بطيء.
  • الولادة بعملية قيصرية.
  • بلع الطفل من ماء الجنين ودخولها إلى الرئتين مما يتسبب بمشاكل تنفسية لدى الطفل.

كيفية علاج نقص ماء الجنين

توجد مجموعة من الطرق التي تساعد على زيادة ماء الجنين وتقلل من فرصة إجراء عملية الولادة  القيصرية. وتتمثل هذه الطرق بما يلي :

  • شرب الماء بكمية كافية بما لا يقل عن ثمانية أكواب في اليوم بالإضافة إلى شرب العصائر الطبيعية.
  • تناول الخضار والفواكه التي تحتوي على نسب مرتفعة من الماء مثل الخس والخيار والجزر والفريز والبرتقال.
  • الابتعاد عن الأطعمة المدرة للبول أو المسببة الجفاف.
  • الاستلقاء على الجانب الأيسر عند النوم لأنه يسهل حركة الجنين بمعدل منتظم ويساعد بتدفق الدم عبر الأوعية الدموية بسهولة وبسرعة.
  • عدم القيام بأعمال تحتاج بذل مجهود كبير مثل ممارسة العلاقة الزوجية.
  • تجنب تناول المكملات العشبية المسببة للجفاف، ومن الأفضل استشارة الطبيب في ذلك.
  • في حال اتباع جميع الطرق وعدم زيادة ماء الجنين فيلجأ الطبيب إلى زيادة الماء من خلال إدخاله وريديًا.

أما علاج نقص ماء الجنين في الشهر التاسع من الحمل، فيتطلب القيام بما يلي:

  • تجنب التدخين والابتعاد عن أماكن تواجد المدخنين، فيؤدي  النيكوتين لانخفاض مستوى ماء الجنين وحينها، يمكن أن تتعرض المشيمة لاضطرابات عديدة.
  • تناول فيتامينات مكملة للحمل حسب إرشادات الطبيب، والتي يجب أن تحتوي على 4000 ميكروجرام من حمض الفوليك.
  • متابعة الحالات المرضية والسيطرة عليها، مثل داء السكري.
  • تناول كميات كبيرة من السوائل لمنع الإصابة بالجفاف أو ضغط الدم.

في النهاية وكما يقال الوقاية خير من قنطار علاج  فعلى المرأة زيادة الانتباه إلى أي تغير قد يحدث في الجسم خلال الحمل. والمسارعة إلى الطبيب عند ظهور أي من أعراض نقصان ماء الجنين، فالتأخر في الكشف والمعالجة قد يؤثر على صحته. ونتيجةً لظهور عدة مشاكل في الحمل دون الشعور بأي أعراض يجب الالتزام بزيارة الطبيب بشكل دوري واتباع طرق الوقاية من أي مشكلة. بالإضافة إلى اتباع نظام غذائي صحي لتغذية الجنين والمحافظة على سلامته.