هل سمعت من قبل عن مرض الهربس التناسلي؟ ما سببه؟ وكيف نعالج مرض الهربس التناسلي؟
يبدأ تكوين المجتمع السليم من الأسرة السليمة، القائمة على أساس التفاهم بين الشريكين. وما يزيد متانة العلاقة الزوجية هو الممارسة الصحية والسليمة للجنس بين الزوجين. لكن عند شذوذ أحد الطرفين عن العادات الصحية والشرعية، سيؤدي ذلك إلى إصابته بأمراض خطيرة. وما يزيد الأمر سوءًا هو أنّ هذه الأمراض ستنتقل إلى الشريك عند حصول اتصال جنسي معه. بالإضافة إلى ذلك فإنّ أي مولود جديد سيكون معرضًا لخطر العدوى عن طريق الأم. الأمر الذي يقلل من مناعة كلا الطرفين، وقد يحرمهما من إنجاب طفلٍ سليمٍ معافى من الأمراض. ومن بين هذه الأمراض هو مرض الهربس التناسلي.
في هذا المقال سنتعرف على هذا المرض، ما هي أسبابه، وأعراضه، كيف نشخّصه، وما هي عوامل خطر الإصابة به.

نظرة عامة عن مرض الهربس التناسلي

هو عدوى فيروسية سببها فيروس “HSV” الذي ينتقل عن طريق ممارسة الجنس مع شخص مصاب. بعد العدوى الأولية، يبقى الفيروس المسبب للمرض خاملًا في الجسم لعدة سنوات قبل أن يبدأ بالنشاط. بعدها تبدأ أعراض المرض بالظهور، حيث يعاني المريض من قروح مصحوبة بآلام شديدة وحكة مكان الإصابة. وأحيانًا لا تظهر هذه الأعراض. وبالتالي يبقى المريض جاهلًا بإصابته، ويمكن أن ينقل الفيروس عند حدوث أي اتصال جنسي بينه وبين شريكه.
من ناحية أخرى ليس هناك أي علاج وقائي للهربس التناسلي. لكن استعمال الواقي الذكري يمكن أن يقلل من خطر انتقال الفيروس في حال الإصابة بالعدوى.

كيف نعالج مرض الهربس التناسلي

يعالج الألم الناتج عن الفيروس باستخدام مسكنات بسيطة. على سبيل المثال”باراسيتامول” أو “الإيبوبروفين”، وذلك دون الحاجة إلى وصفة طبية. بعدها يمكن للمريض استخدام الكمادات الباردة لتخفيف تهيج القروح المؤلمة. أما بالنسبة لهربس الأماكن التناسلية، فيجب على المريض تجنب ارتداء الملابس الضيقة، وخصوصًا مكان القروح. بالإضافة إلى ذلك ينبغي دهن مكان القروح بكريم فازلين، مع الحرص على غسل الأيدي بشكلٍ مستمرٍ.
من ناحية أخرى يجب الالتزام بعدم الاتصال جنسيًّا مع الشريك حتى تزول القروح بشكلٍ كاملٍ. وبالنسبة لمن يعاني من هربس الشفاه، يجب عليه الامتناع عن القبل، أو مشاركة أدوات الطعام والشراب مع أي شخصٍ آخرٍ. بشكلٍ عامٍ ليس هناك دواء قادر على وقف فيروس الهربس تمامًا. لكن دواء “زوفيراكس” يملك القدرة على تثبيط تكاثر الفيروس، ويمنع زيادة البثور والقروح. كما أنه من الممكن أن يقلل من مدة ظهور الأعراض أو يؤخر ظهورها. والجدير بالذكر أن فيروس الهربس يستطيع أن يعاود النشاط حتى بعد تناول الدواء.

أعراض الهربس التناسلي

  • ظهور ثآليل صغيرة جدًّا بلونٍ أحمرٍ، إضافةً إلى قروح مفتوحة ومؤلمة في مناطق مجاورة للأعضاء التناسلية.
  • آلام شديدة مترافقة مع حكة قوية قرب منطقة الأعضاء التناسلية وفتحة الشرج، ومقدمة الفخذين.

يبدأ ظهور الثآليل بعد أسابيع قليلة من ممارسة الجنس مع شخص مصاب، وبعدها بعدة أيام تتقرح هذه الثآليل ثم تنفجر و يخرج منها سائل أبيض (قيح)، أو تنزف دمًا، وبعدها تشفى.
تظهر القروح لدى الأنثى المصابة في منطقة المهبل، أو عنق الرحم، أو حول الأعضاء التناسلية، أو عند فتحة الشرج. بالمقابل فإنها تظهر عند الذكر المصاب إما على القضيب، أو الخصيتين، أو الفخذ، أو داخل الإحليل، أو على المؤخرة. تترافق عملية التبول بأوجاع شديدة خلال فترة ظهور القروح، وتستمر هذه الأوجاع إلى أن يشفى المرض ويذهب الالتهاب. في بداية ظهور أعراض المرض، قد يشتبه بأنك مصاب بالانفلونزا، إذ يمكن أن تصاب بصداع، وألم في العضلات، بالإضافة إلى حمى وانتفاخ في العقد الليمفاوية.

أسباب وعوامل خطر مرض الهربس التناسلي

بشكل عام وجود الفيروس خارج الجسم يسبب موته، وهذا يعني أن الفيروس لا ينتشر عن طريق المناشف، أو الملابس المشتركة، أو المراحيض. ومن العوامل التي تسبب زيادة نوبة الهربس التناسلي:

  • الدورة الشهرية.
  • ضعف جهاز المناعة لدى المصاب.
  • الضغط النفسي.
  • التوتر.
  • التعب.
  • ممارسة الجنس مع شخص مصاب.

والجدير بالذكر أنّه من الممكن أن يكون المرض معديًّا حتى وإن لم تظهر الأعراض.

مضاعفات مرض الهربس التناسلي

  • ظهور أمراض تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي: على سبيل المثال مرض نقص المناعة المكتسبة أو (الإيدز).
  • العدوى لدى الطفل المولود حديثًا: الأم المصابة والتي تعاني من جروح مفتوحة، ستنقل المرض إلى طفلها المولود حديثًا، وذلك أثناء مروره ضمن قناة الولادة. وقد يحمل ذلك أضرارًا كبيرة، مثل الضرر في الدماغ، أو العمى، أو قد يسبب موت الطفل.

تشخيص مرض الهربس التناسلي

عندما تشعر أنك مصاب بالمرض، استشر طبيبًا مختصًا بأمراض المجاري البولية. ستُشخص الإصابة بالمرض من خلال أخذ عينة من أحد القروح وفحصها مخبريًّا، أو قد يطلب منك إجراء اختبارًا للدم. وبما أنّ المصاب بمرض الهربس التناسلي يكون معرضًا للإصابة بأمراض تناسلية أخرى مثل االسيلان والإيدز، سيطلب الطبيب إجراء فحوصات ليعرف فيما إذا كان المريض مصابًا بهذه الأمراض أو لا.

وختامًا، إنّ الأمراض التناسلية المنتقلة عن طريق الممارسات الجنسية غير الصحية أو غير الشرعية عديدة، ولا تكمن خطورتها في أعراضها فقط ولكن فيما تسببه من مضاعفات وأمراض جنسية أخرى. بالإضافة إلى ذلك فهي تنتتقل إلى الأولاد. لذلك يجب عدم ممارسة الجنس إلا ضمن الشروط الشرعية، لضمان حياة زوجية صحية خالية من الأمراض.