الألم هو حالة صحيّة خطيرة يرافقه مضاعفات تتجاوز الأعراض الجّسدية، مثل الاكتئاب والقلق وصعوبة النوم. يمكن أن يجعل الألم المزمن من الصّعب متابعة العمل والقيام بالأعمال الموكلة إلى الشخص، مما يؤدي إلى مشاكل مع المحيطين به وعدم استقرار نفسي وعاطفي ومادي. ومن المعروف أنّه كلما زادت نسبة الألم، زادت خطورة هذه المشكلات. لذلك نلجأ إلى استخدام أنواع المسكنات للتخلص من هذا الألم حتّى لو كان بسيطًا، متجاهلين أن أنواع المسكنات لها فوائد وأضرار وآثار جانبية ناتجة عن هذا التّعامل الخاطئ مع المسكنات. وتختلف أنواع المسكنات فمنها الأقراص أو الكبسولات أو الشراب أو كريمات. ويحتاج بعض الأشخاص إلى تناول المسكنات لعدة أيام وبعضهم الآخر لعدة أسابيع. وفي بعض الأمراض المزمنة يحتاج المريض لتناول المسكنات لفترة طويلة مثل أنواع السّرطان المختلفة والعيوب الخلقية. وسنتعرف في المقال التّالي على أنواع المسكنات فوائد وأضرار.

أنواع المسكنات

الأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهابات

تعتبر الأدوية غير الستيرويدية هي الأكثر فعالية للألم الخفيف إلى المتوسط الذي يصاحبه الورم والالتهاب. تُستخدم هذه الأدوية لعلاج الأمراض البسيطة مثل تقلصات الدورة الشهرية والتهاب المفاصل والألم النّاجم عن الشّد العضلي أو إجهاد العضلة أو إصابات الظهر والرقبة.

تعمل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية عن طريق تثبيط انزيمات الأكسدة الحلقية في الجسم، والتي يتم إنتاجها أثناء تلف الأنسجة.

عندما يتم تناول مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية وفقًا للإرشادات الموجودة على الوصفة المرفقة، فهي آمنة بشكل عام. ولكن في حال تناولت أكثر من الجرعة الموصى بها لن تقدم فائدة إضافية في تخفيف الألم بل سينعكس ذلك سلبًا. وقد تتسبب بالإصابة بالغثيان أو آلام في المعدة أو نزيف المعدة أو قرحة معدية. كما أنه من الممكن أن تؤدي الجرعات الكبيرة من مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية إلى مشاكل في الكلى وارتفاع ضغط الدم واحتباس السوائل. وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ خطر الإصابة بالمضاعفات يزداد مع التقدم في العمر وفي وجود مشاكل صحية أخرى، بما في ذلك مرض السكري، وتاريخ الإصابة بأمراض الكلى وقرحة في المعدة أو الارتجاع.

ومن أشهر هذه الأدوية: الأسبرين و الاسيتامينوفين والايبوبروفين.

المسكنات الأفيونية

تساعد على علاج الألم الحاد مثل الألم النّاجم عن العمليات الجراحية، تعمل المسكنات من هذا النّوع من خلال التّفاعل مع المستقبلات الأفيونية في الخلايا. تنتقل أدوية المسكنات الأفيونية عبر الدّم وتتعلق بالمستقبلات الأفيونيّة في خلايا المخ، فترسل الخلايا إشارات إلى الدّماغ تقلل من الشّعور بالألم وترفع مشاعر السّعادة والمتعة.

تصنع المسكنات الأفيونية من نبات الخشخاش. ومن أنواعها المورفين والفينتانيل.

قد يسبب تناول المسكنات الأفيونية ولو بجرعات قليلة إلى الشّعور بالنعاس، ولكن تناولها بجرعات عالية قد يتسبب في إبطاء التّنفس وزيادة ضربات القلب مما قد يؤدي إلى الوفاة. ويمكن أن يؤدي الاحساس بمشاعر المتعة الناجمة عن تناول المسكنات الأفيونية إلى الإدمان على الشعور بهده المشاعر.

لذلك من الأفضل اتباع إرشادات الطبيب وتناول الجرعة التي وصفها الطبيب فقط ، وإخبار الطّبي بجميع الأدوية والمكملات الأخرى التي تتناولها.

الآثار الجانبية للمواد الأفيونية: الإمساك، الغثيان، النعاس، ضعف جهاز المناعة، دوخة، حكة، بالإضافة إلى الإدمان.

 

مسكنات الألم المركبة

وهي عبارة عن مزج نوعين مختلفين من مسكنات الألم مثل:

  •  البارسيتامول يدمج معه الكودايين ويستخدم لعلاج ألم الأسنان والصداع النصفي. ومن أعراضه الجانبية النعاس وهبوط ضغط الدّم والامساك.
  • وهيدروكودون الباراسيتامول وهو مزيج من مضادات الألم الهيدروكودون مع البارسيتامول، يستخدم لعلاج الآلام المتوسطة والشّديدة ولكن يجب الحذر عند تناوله لأنه قد يسبب الإدمان وانخفاض في معدل التّنفس.

أضرار المسكنات

  • الإمساك: وهو العارض الأساسي لمسكنات الألم ويتم التخفيف منه من خلال زيادة تناول السوائل والأغذية الغنيّة بالألياف وممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
  • الغثيان: يحدث الغثيان والقيء في بعض الأحيان في الأيام الأولى من تناول الأدوية الأفيونية. يجب إبلاغ الطبيب المعالج عند الإحساس بالغثيان لوصف أدوية مضادة للغثيان.
  • النعاس: يمكن أن تسبب المسكنات الأفيونية في بعض الأحيان النعاس بعد تناول الجرعة أو بعد زيادة الجرعة. إذا ظهر هذا التأثير يجب إخبار الطبيب فورًا، ليخفف الجرعة أو يصف دواء آخر أو إضافة دواء آخر.
  • بطئ في التنفس: يمكن أن تبطئ المواد الأفيونية التنفس، خاصة عند الجرعات العالية. تخف هذه الحالة عادةً عندما يعتاد الجسم على الدّواء. ويمكن أن يصف الطّبيب دواء إلى جانبه للتخفيف من أعراضه.
  • إصابة الرّئتين: يحدث ذلك لمرضى الجهاز التّنفسي وخاصةً الذين يدمنون المسكنات فمن الممكن أن تسبب لهم أزمات صحيّة شديدة.
  • قد تسبب مشاكل في القلب والأوعية الدموية، وقد تؤدي إلى جلطات دماغية.
  • قرحة في المعدة ونزيف عند استخدام المسكنات لفترات طويلة.
  • فشل كلوي وارتفاع وظائف الكلى مما يؤدي إلى الحاجة إلى غسيل كلوي.
  • فشل في عمل الكبد وارتفاع أنزيمات الكبد.
  • تؤدي إلى الإجهاض لدى المرأة الحامل في حال زيادة الجرعة.
  • مشاكل جنسيّة وضعف انتصاب لدى الرجال.
  • يؤدي التّوقف المفاجئ لتناول بعض أنواع المسكنات إلى ظهور أعراض الانسحاب وهي زيادة في ضربات القلب والتعرق المستمر والقلق.

فوائد المسكنات

 

  • تساعد على التّخفيف من آلام العمود الفقري.
  • علاج آلام الأسنان.
  • تسكين آلام التواء الأوتار.
  • خافض للحرارة.
  • علاج التهاب المفاصل الروماتيزمي.
  • تخفيف الآلام النّاجمة عن بعض الأمراض مثل التهاب الزّائدة الدّوديّة.
  • التخفيف من التّشنجات المرافقة للدورة الشّهريّة لدى النّساء.
  • التقليل من آلام العضلات مثل آلام الرقبة.
  • التخفيف من آلام كسور العظام.
  • علاج الصّداع والصّاع النّصفي.

مسكنات الألم تعمل على تخفيف الألم فقط، لكنها لا تعالج السّبب، لذلك لا بدّ من معرفة سبب الألم ومعالجته واعتبار المسكن علاج مرافق لعلاج المرض.