لا يرضى أيّ كائن على وجه الأرض الضرر بنفسه ويطوّر لذلك دفاعاته الخاصة ليحتمي من أيّ خطر محدّق به. فهل تساءلت كيف يتمّ ذلك في جسم الإنسان؟ إنّه الالتهاب الذي يحدثه الجسم لأيّ عضو قد يصيبه الأذى، ولكن قد ينقلب السحر على الساحر أحيانًا ليشكل مرضًا فعليًا يستوجب التقصّي والعلاج فماهو التهاب الأوعية الدموية وماهي أعراضه وعلاماته؟.

ماهو التهاب الأوعية الدموية

يعرف التهاب الأوعية الدموية بأنّه فعالية التهابية متواسطة بالمناعة. تحدث استجابةً لعدة عوامل، ويمكن لهذا أن يتسّبب بازدياد سماكة جدران الأوعية مضيّقًا بذلك لمعة الوعاء ومجبرًا إياه على إيصال الدم إلى الأعضاء الهدف تحت ضغوط مرتفعة فينتج عنه إفقارًا أو قصورًا في أداء عمله.

أسباب التهابات الأوعية الدموية

تختلف أسباب التهاب الأوعية الدموية بحسب العمر والجنس والبيئة المحيطة. فهو يمكن أن يصيب أي شخص وبأي عمر كان، ويمكن ألا يحدّد سببه، وقد يتعلق بالاستعداد الجيني أو الوراثي، وإليكم بعض الأسباب:

  • العدوى الفيروسية كفيروس التهاب الكبد (ب) والتهاب الكبد (سي).
  • بعض السرطانات الدموية.
  • أمراض جهاز المناعة قد تترافق بشكل كبير مع التهابات الأوعية الدموية وخاصة الذئبة الحمامية الجهازية، وتصلب الجلد، وأيضًا التهاب المفاصل الروماتيزمي.
  • رد الفعل التحسسي من قبل جهاز المناعة تجاه بعض الأدوية كخافضات حمض البول.

عوامل الخطورة

لا تعتبر عوامل الخطورة مسببات رئيسة لالتهابات الأوعية الدموية فهي فقط تزيد من احتمالية حدوث المرض عند صاحبها، ولكن ليس بالضرورة أن يحدث المرض بوجودها وهي:

  • العمر: فقد تحدث بعض أنواع التهابات الأوعية بعمر دون غيره فمثلًا يصيب داء كاوازاكي الأطفال تحت الخامسة من عمرهم فيما يحدث مرض التهاب الشرايين الخلوي العرطل قبل عم عمر الخمسين.
  • الجنس: تكثر الإصابة بداء الشرايين الخلوي العرطل بين النساء فيما يحدث داء برغر بشكل أكبر بين الرجال.
  • العدوى الفيروسية: يمكن للإصابة بالتهاب الكبد (ب) والتهاب الكبد (سي) أن يزيد من خطر الإصابة بهذا المرض.
  • تاريخ العائلة: كثيرًا ما نشاهد هذه الأمراض ساريةً في العائلة الواحدة كداء بهجت وداء كاوازاكي.
  • نمط الحياة: تزداد فرص الإصابة ببعض أنواع التهاب الأوعية عند متناولي دخان السجائر ومدمني الكوكائين.

أنواع التهابات الأوعية الدموية

تختلف أنواع التهابات الأوعية الدموية بحسب الآلية المرضية التي تحدث والتشريح المرضي، وأحيانًا بحسب الأعضاء المصابة فتكون إما بدئية أو ثانوية، وإليكم بعض هذه الأنواع:

  • التهاب الأوعية المترافق مع الأورام الحبيبية.
  • التهاب الشرايين لتاكاياسو.
  • التهاب الشريان الصدغي.
  • داء بهجت.
  • داء برغر.
  • متلازمة شيرج شتراوس.
  • فرفرية هينوخ شوئنلاين.
  • ترسب الغلوبولينات القرّية في الدم.
  • داء كاوزاكي.

الأعراض العامة في الالتهاب الوعائي

تختلف الأعراض الموجودة في التهاب الأوعية الدموية بحسب نوع الالتهاب كما قلنا سابقًا، ولكن هناك مجموعة من الأعراض العامة التي تدلّ على وجود أحد أنواعها مثل:

  • الحمى.
  • فقدان الوزن.
  • التعب والإرهاق.
  • ألم الرأس أو الصداع.
  • الأوجاع العامة كالآلام العضلية المعممة.

الأعراض الموضعية في الالتهاب الوعائي

هناك أيضًا بعض الأعراض الموضعية التي ترتبط بجهاز معين وبعضها يكون نوعي للإصابة:

  • الجهاز الهضمي: قد يؤدي الالتهاب الوعائي إلى حدوث التقرحات المعدية والمعوية وأحيانًا النزوف الهضمية العلوية والسفلية والتي يستدل عليها عن طريق فحص البراز أو غيرها من الاستقصاءات كالتنظير الهضمي العلوي أو السفلي.
  • الأذن: قد يحدث فقدان سمع مفاجئ أو طنين أو دوخة وهنا يجب إجراء الفحوص اللازمة.
  • العين: يمكن أن يكون العمى الدائم أو المؤقت في عين واحدة أو العينين معًا العلامة الأولى للمرض، وقد يحدث الشفع حيث تدلّ هاتان العلامتان بشكل خاص على التهاب الشريان ذي الخلايا العرطلة، ومن الأعراض العينية الأخرى احمرار العينين أو الشعور بالحرق والحكّة فيهما.
  • الأطراف: يمكن لبعض أنواع التهاب الأوعية أن يتظاهر على شكل خدر وتصلب في اليدين أو القدمين مما قد يسبب عجزًا في حركتهما.
  • الجهاز التنفسي: تحدث الأعراض التنفسية في حال إصابة الأوعية المغذية للرئتين وذلك على شكل نفث دموي أو ضيق التنفس وهنا قد يختلط التشخيص كثيرًا.
  • الجلد: تتضمّن التظاهرات الجلدية في التهاب الأوعية النمشات الجلدية وهي نزوف صغيرة تحت سطح الجلد وقد تحدث الكتل أو التقرحات الجلدية أيضًا.

لذلك ينبغي على كل فرد أن يستقصي حالته الصحية كل ستة أشهر، وألا يهمل الأعراض والعلامات التي قد تصيبه بل يكثر من ثقافته عن أي موجودات غير طبيعية يمكن لها أن تشير إلى أمراض خطيرة.