ما المقصود بالمضادات الحيوية؟ سؤال يطرح كثيرًا بين الناس ولكن قلة منهم يعرفون ما يكفي عنها بالرغم من أهميتها على الصعيد الطبي.
من منّا لم يُصَب يومًا بالمرض إلّا وسبب لنا الإنهاك والبقاء في السرير في الكثير من الأحيان، مما دفع الطبيب إلى وصف المضادات الحيوية لنصبح بصحة أفضل. ولكن هل بإمكان هذه المضادات أن تشفي كافة الأمراض؟ ومتى يتوجب علينا تناولها؟ سنجيب في هذه المقال عن هذه الأسئلة وأكثر، تابعونا.

 

ما هي المضادات الحيوية

وهي عبارة عن مركّب أو مادة كيميائية تملك تأثيرًا قاتلًا أو مثبّطًا لنمو الجراثيم، وهذا المصطلح يقتصر على المواد المنتجة من كائنات حية دقيقة تملك هذا التأثير.
للمضادات الحيوية أنواع كثيرة، ولكلّ نوع آليّة عمل محددة تختلف بين مضاد حيوي وآخر، كما أنها تملك طيف تأثير يشمل أنواعًا محددة من الجراثيم وبذلك تمارس تأثيرها القاتل أو المثبط للنمو على الجراثيم بحسب نوع المضاد الحيوي المستخدم. ومن ناحية الدقّة فإن بعض أنواع المضادات تمارس تأثيرًا قاتلًا لبعض أنواع الجراثيم، ومثبطًا للنمو لأنواع أخرى.

 

كيفية عمل المضادات الحيوية

كما ذكرنا سابقًا، يكون تاثير المضادات على الجراثيم إما قاتلًا أو مثبطًا لها، وتتنوع قدرتها على ممارسة تأثيرها اعتمادًا على مكان تأثيرها في الجرثوم، فبعض هذه المضادات يؤثّر على جدار الخلية الجرثومية فيعمل على تخريبه وإحداث ثقوب فيه مما يسهل قتل الجرثوم. وبعضها يؤثر على فعالية الخلية الجرثومية في تصنيع البروتينات مما يسبب موت الجراثيم. وبعضها الآخر يعمل على تدمير الأحماض النووية الخاصة بالجراثيم مما يعيق عملية التكاثر الجرثومي.

 

متى نلجأ إلى استخدام المضادّات الحيوية

إن المضادات الحيوية تؤثر في الجراثيم فقط. لذلك تستخدم في الأمراض التي تحدث بسبب الإصابة الجرثومية وتشمل:

  • الإنتانات المحدَثة بالجراثيم التي تصيب الطرق التنفسية كالتهاب البلعوم والتهاب اللوز والتهابات الرئة الجرثومية.
  • كما تستخدم في علاج التهابات الطرق البولية كالتهاب المثانة والإحليل، والتهابات الكلية، والموثة الجرثومية.
  • وتعالج أيضًا التهابات المعدة والأمعاء والإسهالات التي تنجم عن الخلل الجرثومي في فلورا الأمعاء (وهو تجمع للخلايا الجرثومية في تلك المنطقة).
  • إضافةً إلى الاستخدام موضعيًا في إنتانات الجلد على شكل كريمات ومراهم.
  • وكذلك قطرات أذنية وعينية عند إصابة العين والأذن بإنتان جرثومي.

وبذلك تستخدم على نطاق واسع في علاج الكثير من الأمراض.

 

أنواع المضادات الحيوية وكيفية اختيار المضاد الحيوي المناسب للحالة المرضية

تقسم المضادات الحيوية إلى الزّمر التالية:

  • زمرة البنسلينات.
  • زمرة السيفالوسبورينات.
  • زمرة الماكروليدات.
  • زمرة الأمينوغليكوزيدات.
  • التتراسكلينات.
  • الكلور امفنيكول.
  • زمرة الكينولونات المفلورة.

تجدر الإشارة إلى أن كل زمرة من الزمر السابقة تملك العديد من الأصناف والتي تملك طيف تأثير معين يشمل زُمر معينة من الجراثيم. وللتعرف على فعالية المضاد الحيوي في القضاء على الخلية الجرثومية يُجرى اختبار يعرف بالزّرع والتحسّس. حيث تؤخذ فيه عينة تحتوي على العامل الممرض المسبب من بؤرة الإصابة وتزرع في أوساط خاصة بالنمو الجرثومي، ويعرض الجرثوم المسبب للعديد من المضادات مما يساعد في التعرف على المضاد الحيوي الأكثر فعالية في القضاء على الجرثوم، ويكون العلاج وفقًا لنتيجة هذا الاختبار.

ملاحظات حول تناول المضادات الحيوية

  • لا تلجأ إلى أخذ المضادات الحيوية من تلقاء نفسك، فهي من الأدوية التي يجب أن توصف من قبل الطبيب حصرًا.
  • التزم بالتعليمات المعطاة من قبل الطبيب حول موعد تناول الدواء والجرعة المنصوح بها ومدة تناول الدواء وغيرها التزامًا تامًا.
  • لا تغير الدواء الموصوف من قبل الطبيب من تلقاء نفسك.
  • لا تتوقف عن تناول الدواء عند شعورك بالتحسن بل يجب الالتزام بإكمال العلاج لتجنب حدوث مقاومة لدى الجراثيم على الدواء الموصوف.
  • لا تستخدم المضادات الحيوية في حال الإصابة الفيروسية لعدم فعاليتها.
  • التأكد من صلاحية الدواء قبل تناوله.

التأثيرات الجانبية الناجمة عن تناول المضادات الحيوية

  • إن التناول الخاطئ للمضادات الحيوية وبشكل غير مدروس يوفر الفرصة للجراثيم التي تملك قدرة كبيرة على التحور والتغيير في خصائصها مما يجعلها مقاومة للمضاد الحيوي فيصبح عاجزًا عن ممارسة تأثيره على الجراثيم.
  • تملك بعض أنواع المضادات الحيوية تأثيرًا محسسًا لدى البعض خاصةً البنسلين فتتنوع الأعراض من الحكة والاحمرار الخفيف والشّرى. لكنها في بعض الحالات تسبب حالة تحسسية شديدة مهددة للحياة، لذلك يتوجب أخذ المضادات تحت إشراف طبي وأن يحفظ المريض تاريخه المرضي في حال أُصيب بحالة تحسسية من أحد الأدوية سابقًا ويخبر طبيبه لتجنب تكرار استخدام الدواء الذي سبب له التحسس.
  • كما يجب الانتباه إلى الجرعة والدواء المعطى لدى فئات محددة من المرضى لخطورة الجرعة النظامية لديهم في بعض الحالات كمرضى قصور الكبد والكلى والسيدات الحوامل والمرضعات لكون بعض الأدوية تملك تأثيرًا مشوهًا للأجنة.
  • بعض الأدوية تسبب تأثيرات جانبية هضمية كالغثيان والإقياء والإسهال.بالإضافة إلى ألم في المعدة.

وبذلك نرى أن المضادات الحيوية حققت ثورة في مجال الصحة لا تقدر بثمن والتي يجب استغلالها بحذر كي لا نصبح عرضة للتأثيرات الضارة الناجمة عن الاستخدام غير الصحيح لها.