إن مرض الصداف يعد من الأمراض الجلدية الشائعة، والذي ينجم عن النمو المفرط للخلايا الكيراتينية في الجلد، وهذا يسبب تراكم هذه الخلايا على سطح الجلد، وتظهر على شكل قشور سميكة بلون فضي على فروة الرأس والركبتين والمرفقين والجذع مع مناطق حمراء من الجلد تثير الحكة وتسبب الشعور بالألم، قد تتظاهر على شكل بقع صغيرة موضعة أو قد تنتشر لتغطي أغلب الجسم، يعد من الأمراض المزمنة الذي يمر بفترات من النكس تتلوها فترات من الهجوع، سنتعرف في هذه المقال عن مرض الصداف وفيما فيما إذا كان معدياً، كذلك الطريقة الأفضل لعلاجه.

هل مرض الصداف ينتقل بالعدوى

في الحقيقة مرض الصداف لا يعد من الأمراض المعدية وإنما يظهر عند الشخص نتيجة تفاعل الأرضية الوراثية الخصبة المؤهبة للإصابة بالمرض مرافقةً لخلل الجهاز المناعية المتمثل باللمفاويات التائية التهي تهاجم الجلد السليم وتعتبره جسماً غريباً مما يسبب الإصابة بالمرض، وبذلك لا ينتقل المرض بالعدوى.

مثيرات تحفز تفعيل الصداف

إن توافر هذه العوامل يحفز ظهور الصداف لدى المريض وتزيد تواتر الهجمات وشدتها مثل التعرض للهواء الجاف أو إصابة الجلد بالتجفاف، كما أن الإصابة الإنتانية بالفيروسات والجراثيم تلعب دوراً كبيراً في تحفيز المرض، وكذلك الأذيات الجلدية من خدوش وجروح وحروق وعضات الحشرات، والتعرض للضغوط النفسية والتوتر والإجهاد، وقد يفاجئ البعض أن للتدخين وشرب للكحول دوراً سلبياً كبيراً في المرض، وكذلك التعرض المفرط لأشعة الشمس.

هل للصداف علاج نهائي شاف

في الحقيقة لا يوجد علاج نهائي شافي من الإصابة بالصداف، وبذلك من الخطط العلاجية تهدف للحد من الأعراض المزعجة للمرض بإبطاء النمو السريع للجلد، وإزالة القشور المتراكمة على سطح الجلد، والتقليل من إصابة الجلد بالإنتانات إلى الحد الأدنى.

العلاج الموضعي للصداف

يتضمن العلاج الموضعي كل من مراهم وكريمات الكورتيزون التي تعد حجر الأساس في علاج الصداف الذي يصنف على أنه حالة خفيفة أو متوسطة، والكريمات والمراهم الحاوية على الأنثرالين، وقطران الفحم أو علاج جويكرمان الذي يجمع بين قطران الفحم والعلاج الضوئي، ومستحضرات الريتنوئين التي تحتوي على فيتامين أ، وكذلك الكريمات التي تحتوي على حمض اللاكتيك أو الحاوية على حمض الساليسيلك، والكريمات المرطبة، وتستخدم مستحضرات إزالة القشرة في علاج صدفية الرأس، والأدوية التي تحوي نظير فيتامين د، ومثبطات الكالسينورين.

العلاج الضوئي للصداف

إن العلاج الضوئي يعد حجر الأساس لعلاج حالات الصداف التي تصنف على أنها متوسطة إلى شديدة، ويتم بتعريض المريض إلى جرعات محددة من الضوء، قد تستخدم المعالجة الضوئية بمفردها أو تشرك مع العلاج الدوائي، للعلاج الضوئي عدة أنواع فقد يعتمد على أشعة الشمس في العلاج أو يلجأ إلى الضوء الصناعي كالتعريض للأشعة فوق البنفسجية إما إلى الحزمة ب أو الحزمة أ، قد يلجأ إلى زيادة فعالية العلاج الضوئي بالأشعة فوق البنفسجية باستعمال السورالين المستخلص من البناتات ويزيد الحساسية للعلاج، وكذلك العلاج الضوئي المدمج والعلاج بالليزر أكسيمير.

العلاج الدوائي للصداف بالطريق الفموي أو بالحقن

يلجأ للعلاج الدوائي التالي في حال فشل الطرق العلاجية التي سبق وذكرناها في السيطرة على المرض، تعطى هذه الأدوية إما بالطريق الفموي أو عن طريق الحقن العضلي الوريدي، تعطى بعض هذه الأدوية لفترات وجيزة بسب تأثيراتها الجانبية الشديدة جداً في بعض الحالات، سنبدأ بالستيروئيدات التي تعد علاج فعالاً في السيطرة على بقع الصداف المحدودة ذات الحجوم الصغيرة حيث الحقن الموضعي في هذه الآفات قد يلعب دوراً فعالاً في السيطرة على الإصابة، كما أن للريتنوئيدات التي تعطى بالطريق الفموي درجة عالية من الفعالية في إنقاص إنتاج الخلايا الجلدية لكنها تسبب تأثيراً مشوهاً أثناء الحمل لذلك تعد مضاد استطباب لدى الحوامل، كما يجب تجنبها في أثناء الإرضاع أو الرغبة في الحمل، كما يستخدم الميثوتريكسات في إنقاص الفعالية الالتهابية والتقليل من القشور وذلك على شكل جرعة تعطى بالطريق الفموي مرة واحدة أسبوعياً، له بعض التأثيرات الجانبية المزعجة كفقدان الشهية كما يعد مضاد استطباب أثناء الحمل والإرضاع، وفي الحالات الشديدة من الصدفية قد نلجأ للعلاج بالسيكلوسبورين الذي يلعب دوراً كبيراً في تثبيط الجهاز المناعي، ويحتاج العلاج به إلى الكثير من المراقبة والحذر كمراقبة ضغط الدم والوظيفة الكلوية كما يجب الحذر من الإصابة بالإنتانات لكون المريض مثبط مناعياً، إضافة إلى زيادة التأهب للإصابة بالخباثات، وأخيراً العلاج البيولوجي كالعلاج بالانفليكسيماب التي تعطى عن طريق الحقن، وتلعب دوراً فعالاً في السيطرة على المرض لدى مرض الصداف ذوي الحالات المتوسطة والشديدة، لكن من سلبيات هذا العلاج أنه باهظ الثمن.