يعد مرض البهاق من أمراض المناعة الذاتية التي تصيب الجلد والأشعار والأغشية المخاطية، ينجم عن خلل في الصبغيات المسؤولة عن إنتاج الخلايا القتامينية التي تكسب الجلد لونه، تعد هذه الخلايا مسؤولة عن إنتاج مادة الميلانين وهي التي تعطي جلد كل شخص منا لونه المميز واختلاف تركيز الميلانين ونوعه هو المسؤول عن اختلاف لون الجلد والشعر والعينين بين البشر، سنتعرف في هذه المقال على مرض البهاق وآلية الإصابة به وأعراضه وكيفية العلاج.

والدي مصاب بالبهاق هل سأصاب أنا به؟

الكثير من الأبناء لآباء مصابون بالبهاق يخشون من أن يصابوا بهذا المرض، في الحقيقة لا يمكن جزم ذلك فالبهاق يعد مرضاً من أمراض المناعة الذاتية والذي يبدي استعدادا وراثياً قوياً وتحدث الإصابة به نتيجة تفاعل عناصر وراثية ومناعية وعصبية، لقد ذكر الكثير من المرضى المصابون بالبهاق أنه تظاهر لديهم تالياً لرض نفسي شديد جداً كوفاة أحد الأقارب أو التعرض لحادث مأساوي أو فاجعة وبالتالي نستنتج أن البهاق ناجم عن تفاعل بين خلل جيني محمول على أحد الصبغيات كوجود الجينين NLRP1 وPTPN22 مع أحد المحفزات البيئية والظروف التي يتعرض لها الشخص.

أعراض البهاق:

• ظهور بقع على الجلد تبدو بداية ناقصة التّصبغ ثم بعد فترة من الزمن تصبح بلون وردي نتيجة مهاجمة جهاز المناعة لها ثم تصبح فاقدة للون تماماً.
• تغير لون شعر فروة الرأس أو الحاجبين أو اللحية إلى اللون الأبيض أو الرمادي وذلك بعمر مبكر.
• تبدلات في لون الأغشية المخاطية المبطنة للأنف والفم والمنطقة التناسلية.
• تتظاهر الإصابة قبل عمر الثلاثين عاماً وفي نصف الحالات قبل عمر العشرين عاماً، وتشيع الإصابة في الأماكن المعرضة للشمس مثل الوجه والشفتين واليدين والقدمين.

أنواع البهاق:

• البهاق الطرفي: يتميز بإصابة الشفاه والأطراف والأعضاء التناسلية.
• البهاق القطعي: يتميز بإصابة تتبع انتشار أحد الأعصاب السطحية في الجسم ويكون محدداً بمسار هذا العصب وفي جهة واحدة من الجسم.
• البهاق المنتشر: يتميز بإصابة منتشرة في جميع أنحاء الجسم لدرجة يغيب فيها اللون الأساسي للجلد في بعض الأحيان.
• البهاق القطعي: يتميز بكونه محدداً بمناطق معينة من الجسم.
• علامة الشامة الهالية: وهي عبارة عن بقعة من غياب التصبغ تحيط بشامة ملونة وهي دلالة هامة على بداية الإصابة بالبهاق.
• بهاق كوبنر: يتميز بظهور البهاق في الأماكن التي تعرضت للجروح والأذيات الجلدية وهي دلالة هامة على أن المرض في الطور الفعال.

الأمراض المناعية المرافقة لمرض البهاق:

لقد بينت الدراسات المجراة على أشخاص مصابين بالبهاق أن عشرون بالمئة منهم مصاب بأحد الأمراض المناعية التالية:
• التهاب الدرق المناعي الذاتي.
• الذئبة الحمامية الجهازية.
• الصداف.
• تصلب الجلد.
• السكري من النمط الأول.
• الثعلبة.
• التهاب المفاصل الروماتيزمي.
• داء أديسون.
• فقر الدم الخبيث.

العلاج الوقائي:

قبل التفكير بالعلاج من المهم جداً أن يقوم مريض البهاق باستعمال واقي الشمس وارتداء الملابس والقبعة للوقاية من حروق الشمس في الأماكن الفاقدة لصباغ الميلانين، كما أنه من المهم جداً تثقيف المرضى حول مرضهم وتزويدهم بجميع المعلومات اللازمة ودعمهم نفسياً حيث لوحظ شيوع الإصابة بالاكتئاب والقلق وتجنب الأماكن المكتظة بالناس خشية من نظرات الناس.

علاج البهاق بالاسترجاع اللوني:

هناك طريقتين لاسترجاع اللون إما دوائياً أو بالجراحة:
• في العلاج الدوائي الموضعي يتم استعمال كريمات الستيروئيدات التي تتطلب مراقبة طبية لصيقة واختيار النوع الملائم لكل حالة بالحد الأدنى من التأثيرات الجانبية.
• يوجد دواء على هيئة غسول يدعى ميلاجنينا بلاس يستخدم لجميع المرضى بما فيهم الأطفال والحوامل والمتقدمين بالسن يغنيهم عن الحاجة للعلاج بالأشعة تحت الحمراء.
• العلاج باستخدام جهاز PUVA: نعطي المريض أقراص فموية لدواء يدعى السورالين وننتظر ساعتين ثم نعرض المريض لأشعة A باستخدام جهاز PUVA وذلك لمرتين حتى ثلاث مرات في الأسبوع.
• العلاج باستخدام الأشعة فوق البنفسجية ذات الحزمة الضيقة: يلعب دوراً هاماً في منع ترقي المرض وتحسنه وذلك بتعريض المريض للأشعة فوق البنفسجية ذات الحزمة الضيقة B وذلك لعدة ثوانٍ عند البدء ثم تزداد تدريجياً، يعرض المريض للأشعة بمعدل ثلاث جلسات أسبوعياً.
• العلاج بالليزر: يستعمل لعلاج الإصابات التي تشمل مناطق محددة وذلك باستخدام الأكزيمر ليزر.
• العلاج الجراحي: تستعمل في الحالات المحدودة والتي فشل فيها العلاج الدوائي لكن نتائجها غير مرضية والنكس وارد في كثير من الأحيان.

العلاج بالإزالة اللونية:

عندما تكون رغبة المريض ألا يستعيد لونه يمكن اللجوء لهذه الطريقة حيث نستخدم كريم خاص وينجح العلاج عند أغلب المرضى إلا أنه من المحتمل حدوث ارتكاسات تحسسية على المادة الدوائية لدى بعض المرضى أو غياب الاستجابة، من الضروري أن يستعمل المرضى بشكل دائم ولمدى الحياة واقيات الشمس وأن يتجنبوا الخروج تحت أشعة الشمس القوية.