تعتبر فترة انتظار الحمل من التجارب الممتعة للأزواج الذين يتوقعون الحمل ويسعون لأجله. ولكن ليست دائمًا ما تنتهي جميعها بالطفل المنتظر وهو ما ندعوه الحمل الكاذب. ففي حالات نادرة، تعتقد بعض السيدات بأنهن حوامل. فقط لتجد بعد ذلك أن الأعراض التي ظهرت لديها وجعلتها تعتقد ذلك لم تكن ناتجة عن الحمل وإنما عن سبب قد يكون مختلف بالكامل عن ذلك.

الحمل الكاذب أو بالتعريف سريريًا، فهو الاعتقاد بأنك حامل بطفل في حين أنك لاتكونين كذلك حقًا. السيدات اللواتي ذكر لديهم هذه الحالة قد سجل أنهم شعروا بعلامات الحمل. وحتى قد تكن قد شعرن بها جميعها باستثناء أنهن لم يحملن طفل حقيقي. يعاني بعض الرجال من ظاهرة مشابهة تسمى بال couvade  أو الحمل الودي. حيث يطورون العديد من أعراض الحمل المشابهة لشريكتهم، بما في ذلك اكتساب الوزن، والشعور بالغثيان و آلام الظهر.

مع تطور آليات الدراسة الأكاديمية والقيام بالأبحاث العلمية المتطورة تمكن الأطباء مؤخرًا فقط من فهم الآلية النفسية والجسدية التي تعد أساس المشكلة في الحمل الكاذب. على الرغم من ذلك مازال السبب غير معروف، كما يشتبه الأطباء بالعامل النفسي الذي قد يخدع السيدة بالاعتقاد خاطئًا بأنها حامل ولمعرفة المزيد عن الحمل الكاذب تابع معنا المقال التالي.

 ما هو الحمل الكاذب

عندما يكون لدى السيدة شعور قوي بالرغبة بحدوث الحمل والذي قد يكون نابعًا عن تقدمها في السن، أو ناجمًا عن العقم وقلة الخصوبة كسبب رئيسي لعدم حدوث الحمل، أو فقدان الحمول المتكررة، أو نادرًا عند وجود الرغبة بالزواج كل هذا وذاك يكون دافعًا لجعلها تتوهم حدوث الحمل وظهور أعراضه عليها ( كالبطن المنتفخة، وتضخم الأثداء، وحتى الشعور بحركات الجنين) وهذا ما يجعلها تعتقد بشكل خاطئ أنها علامات حمل، وهنا يبدأ الدماغ بإطلاق عوامل هرمونية محرضة (كالاستروجين والبرولاكتين) اللواتي يقودان لعوامل حمل حقيقية.

يجد بعض الباحثين أن الفقر، والمستوى العلمي الضعيف، وسوء المعاملة عند الطفولة. بالإضافة لمشاكل العلاقات الزوجية التي تلعب دورًا في إطلاق علامات الحمل الوهمي.

إن حالة الحمل الكاذب مختلفة تمامًا عن ادّعاء الحمل، فالحمل الوهمي هو حالة مرضية نفسية جسدية بينما ادعاء الحمل قد يكون للحصول على منافع شخصية (على سبيل المثال، المنافع المادية) كما يجب أن نفرقه عن توهم الحمل والذي قد يحدث في سياق بعض الأمراض كالاضطرابات النفسية ومنها انفصام الشخصية.

علامات وأعراض الحمل الكاذب

يكون لدى السيدات بحالة الحمل الوهمي  العديد من أعراض الحمل المماثلة للحمل الحقيقي متضمنةً:

  • انقطاع الطمث.
  • البطن المنتفخة.
  • تضخم الثديين وطراوتها، بالإضافة إلى تغيرات في الحلمة وغالبًا إنتاج حليب.
  • الشعور بحركة الجنين.
  • الغثيان والإقياء الصباحي.
  • اكتساب الوزن.

وقد تستمر هذه الأعراض عادةً لعدة أسابيع، أو تسعة أشهر، وحتى لعدة سنوات. بالإضافة لنسبة قليلة من المرضى الذين يأتون بحالة الحمل الوهمي لعيادة الطبيب أو المشفى، مع ما يعتقدون أنهن يشعرون به وهو آلام المخاض.

اختبارات كشف الحمل الكاذب

نقوم بالاختبارات لتحديد ما إذا كان ما تشعر به السيدة هو حمل كاذب أم حقيقي. وعليه يقوم الطبيب بتقييم أعراض السيدة من خلال فحص البطن والحوض والقيام بالفحص النسائي، بالإضافة للقيام بإيكو حوض . وهي نفس الطرق المستخدمة لكشف الحمل الحقيقي وتصوير الجنين قبل الولادة.

في حالة الحمل الكاذب، لن يكون هناك وجود للجنين خلال الإيكو ولن نتمكن من سماع صوت ضربات قلبه. في أحيانًا أخرى ومع ذلك يمكن للطبيب أن يلاحظ بعض التغيرات الجسدية التي تظهر خلال الحمل الحقيقي على سبيل المثال، الرحم المتضخمة و عنق الرحم الأملس. اختبارات كشف الحمل بالبول تكون دائمًا سلبية في هذه الحالة، مع توقع حالات سرطانية نادرة تنتج هرمونات مشابهة للحمل الحقيقي.  بعض الحالات الطبية يمكن أن تقلد أعراض الحمل من بينها الحمل خارج الرحم، والسمنة المرضية والسرطان. مما يتوجب على الطبيب استبعادها من خلال إجراءات اختبارات مناسبة لكشفها.

كيفية علاج الحمل الوهمي

يعتبر الحمل الكاذب من الحالات النادرة في الدول المتقدمة كالولايات المتحدة، ولكنه شائع نسبيًا في الدول النامية. وذلك يعود إلى أن هذه الدول تضع قيمة كبيرة لمسألة الخصوبة والعقم فيما يتعلق مكانة المرأة ودورها به.

منذ الاعتقاد البدائي الأول أن عمل الأنثى هو إنجاب الأطفال والعمل الميداني، والذي يعتبر صحيحًا في العديد من الثقافات، فإن وجهة النظر هذه تجاه النساء تأخذ أهمية مختلفة في عين النساء اللواتي يكبرن في مثل هذه البيئة. ومنه فقد تتعرض السيدة العقيمة إلى المزيد من العنف المنزلي في مذل هذه البلدان.

الاعتبارات الثقافية قبل البدء بعلاج الحمل الكاذب

عندما يحظى الفتيان المولودون على تقدير أكبر من الفتيات، فحتى النساء اللواتي سبق لهن أن أنجبن عدد من الأطفال (لكن مع عدد قليل من الذكور) قد يطمحن لإنجاب المزيد. وهذا التوق يشتد مع بلوغ السيدة نهاية سن الإنجاب، أو عند مواجهة خسارة علاقة قيمة، أو عند نهاية محاولات علاج العقم المفترض.

كشف الحقيقة ودعم المريضة

لشعور بالآمان أو الرغبة بالزواج عن حب أو للتخلص من ظروف الفقر، والحاجة لبناء علاقة متينة جميعها وأكثر تعتبر عوامل مؤهبة لحدوث الحمل الوهمي أو الكاذب. وعندما نفهم هذه الأسباب سنعرف ما هي أفضل الطرق أو ماهي المناسبة منها لعلاج الحمل الكاذب حيث تكون العديد من سبل العلاج ليست ذات طبيعة طبية بحته. حيث تتركز علاجها على عاملين أساسيين وهما كشف الحقيقة ويعد أهم وسيلة للعلاج ودعم المريضة. مع الأخذ بعين الاعتبار تخفيف آثارهما على المريضة ومنه علينا إخبارها بأنها ليست حامل وعلينا أن ندعم أقوالنا بأدلة كأن نريها من خلال الإيكو أن رحمها فارغ.

بالإضافة إلى ذلك، عليك أن تمطئنها أنها لم تكن تدعي الحمل وإنما ما حدث هو بعض التغيرات في الغدد الصم داخل جسدها، أدت إلى ظهور أعراض الحمل على أعضائها التناسلية.

بعض العائلات قد تعتقد بأن السيدة تعاني من اضطراب عقلي لأنها ظنت بشكل خاطئ أنها حامل وعليهم أن يفهموا أنه هذا ليس صحيحًا وأنها متزنة عاطفيًا وعقليًا. ويكون من الضروري دعم المريضة عاطفيًا ونفسيًا بشكل كافي فبعضهن قد يصاب بالاكتئاب بعد إدراك حقيقة انها ليست حامل.

وبهكذا نكون قد وصلنا لختام مقالنا.