تهتم الكثير من الفتيات بمعرفة العمر المثالي للحمل، وذلك لاهتمامهن بتأسيس أسرة لهن وميولهن للأمومة. ولذلك سنتعرف سويةً في مقال اليوم على تفاصيل تخص تأثير عمر الأم على الحمل. بالرغم من أن ولادة طفل جديد في الأسرة تجلب الكثير من البهجة والسعادة لها، إلا أن الحمل والولادة ليسا بالأمر السهل على الجسد. تتحمل الأم الكثير من الأعباء والتغيرات الحاصلة في جسدها لتحضن طفلها لاحقًا بين يديها.

وقديمًا كانت تحدث الكثير من حالات الوفاة خلال الحمل والولادة بسبب قلة الرعاية. أما الآن مع تقدم العلم والطب أصبح كل من الحمل والولادة أكثر سهولة وأمانًا. ومع ذلك تبقى هذه الفترة من حياة المرأة بحاجة لعناية خاصة وفائقة. كما يمكن أن تتطلب بعض الحالات تهيئة المرأة جسديًا ونفسيًا قبل حصول الحمل. فهل فعلًا يوجد عمر مثالي للحمل؟

ما هي الخصوبة

يشير مصطلح الخصوبة إلى القدرة على الإنجاب دون وجود عوائق لذلك. وترتبط الخصوبة بإنتاج بويضات وظيفية ناضجة قادرة على إتمام طريقها وعملية الإلقاح. كما ترتبط الخصوبة بالدورة الشهرية حيث أن الأنثى تبدأ خصوبتها من البلوغ وحتى سن اليأس. وتتعلق الخصوبة بالإباضة فتتحدد الأيام التي تعرف بفترة الخصوبة من كل شهر وفق حادثة الإباضة. وفترة الخصوبة هذه هي يوم الإباضة (اليوم 14 من الدورة الشهرية) واليومين السابقين والتاليين له. ولكن تختلف هذه الفترة بين النساء باختلاف مدة الدورة الشهرية، كما توجد بعض الطرق للمساعدة في تحديد يوم الإباضة.

هل العشرينيات هي العمر المثالي للحمل

تبدأ الخصوبة عند الأنثى منذ بلوغها (حدوث أول طمث) وتزداد مع الزمن. لأن البلوغ يرتبط مع بداية عمل الجهاز التناسلي وبداية إنتاج البويضات من قبل المبيض. يترافق البلوغ بظهور الصفات الجنسية الأولية والثانوية، بما يتضمن نمو الأعضاء التناسلية وبداية نشاطها الفيزيولوجي.

ولذلك باعتبار أن متوسط سن البلوغ هو سن الثانية عشر يكون سن العشرين إلى الخامس والعشرين هو الأنسب جسديًا لحصول الحمل. لأن نمو الجهاز التناسلي يكون قد اكتمل، كما أن التغيرات الحاصلة بفعل البلوغ تكون قد اكتملت أيضًا. ولكن لا يعتبر السن هو المحدد الوحيد للخصوبة، ولا يعني تجاوز هذا السن أن الحمل أصبح مستحيلًا.  تبقى معدلات الخصوبة مرتفعة ما بين الخامسة والعشرين والثلاثين من العمر. كما تترافق معدلات الخصوبة هذه مع اكتمال النضج العاطفي والنفسي للأنثى مما يناسب دور الأم.

الخصوبة خلال سن الثلاثين

تنخفض معدلات الخصوبة في سن الثلاثين، وخاصة بعد الوصول لسن السابعة والثلاثين، وذلك بسبب انخفاض عدد الجريبات في المبيض والتي سوف تتطور إلى بويضات لاحقًا. ولكن في حال كانت الأنثى تعيش حياة ذات نمط صحي سوف تحافظ على معدلات خصوبة أعلى من غيرها خلال هذا السن.

كما تبين أن معدل حصول التشوهات الجنينية يرتفع مع التقدم بالعمر، وترتفع أيضًا معدلات حصول المضاعفات خلال الحمل أو خلال الولادة، كما يمكن أن يرتفع خطر حصول الإجهاض. ومن أهم المضاعفات المرتبطة بالحمل بعد سن الخامسة والثلاثين ارتفاع الضغط والسكري الحملي والانسمام الحملي.

ينصح الأطباء بمراجعة الطبيب قبل حصول الحمل في حالة التخطيط له، والالتزام بالمراجعات المنتظمة خلال الحمل وذلك من أجل الحفاظ على صحة الأم وجنينها، وتجنب المضاعفات قدر الإمكان.

الحمل بعد سن الأربعين

تنخفض معدلات الخصوبة انخفاضًا ملحوظًا في سن الأربعين، وترتفع مخاطر الإصابة بالمضاعفات خلال الحمل والولادة. بالرغم من أن معظم السيدات يتممن حملهن بصحة في هذا السن ولكن يتطلبن اهتمام ورعاية أكثر بسبب ارتفاع خطورة حصول كل مما يلي لديهن:

  • التشوهات الجنينية
  • ولادة جنين بوزن منخفض
  • الحاجة للولادة القيصرية
  • الولادة المبكرة
  • خطر ولادة جنين ميت

لا تعتبر المخاطر السابقة مؤكدة الحدوث في حال حصول حمل بعد سن الأربعين، وذلك بسبب الاختلاف بين النساء من حيث العوامل الوراثية والبيئية والشخصية وغيرها الكثير من العوامل، لكن ما يجب التأكيد عليه في حال الحمل بعد الأربعين هو الحصول على العناية الطبية اللازمة بما يضمن سلامة الأم والجنين.

العوامل المؤثرة في الخصوبة والإنجاب

بالرغم من تأثير التقدم بالعمر على معدلات الخصوبة بشكل واضح، ولكن لا يعتبر العامل الوحيد المؤثر، فبعض الحالات الصحية تشكل عائقًا لحصول الحمل حتى في سن العشرين إلى الخامسة والعشرين، ومن أهم هذه الحالات:

كما أن القدرة على الإنجاب لا تتعلق فقط بالقدرة الجسدية وإنما تلعب العديد من العوامل دورًا مهمًا فيها، لأن قرار الحمل قرار يتعلق بحياة إنسان ولذلك يجب التفكير بعدة نواحي قبل اتخاذه ومن أهم هذه النواحي:

  • الحالة النفسية: تلعب الحالة النفسية دورًا كبيرًا خلال الحمل، وتنعكس حالة الأم النفسية على حالتها الجسدية هي وجنينها، لذلك يجب تقديم الدعم النفسي للأم الحامل ومساعدتها في الاستعداد لمسؤوليتها القادمة واعتبارها تجربة غنية بالمشاعر وليست عبئًا عليها.
  • الحالة المادية: مع التقدم الحضاري وتعدد الخيارات أمام الجميع أصبح العبء المادي مع قدوم الطفل أكبر. سواءً من حيث الخدمات الطبية والغذاء والتعليم وغيرها من النواحي التي يجب أن يفكر الوالدين بها قبل اتخاذ قرار الإنجاب.
  • الميول الشخصي: يواجه العديد من الأزواج ضغوطات كبيرة من قبل المجتمع للإنجاب بعد الزواج بسرعة، ولكن في عصرنا هذا لم يعد الزواج والإنجاب أولوية عند الجميع، فالكثير من الأزواج يختارون تأسيس حياتهم سوية وضمان التفاهم التام قبل اتخاذ قرار الإنجاب باعتباره قرارًا يحمل الكثير من المسؤولية.

يمكن أن نستنتج من خلال مقالنا هذا أن خصوبة الأنثى تبدأ مع سن البلوغ وتنتهي مع السن اليأس وتتراجع مع التقدم بالعمر لذلك يكون العمر الأنسب للإنجاب هو بين العشرين والخامسة والعشرين من العمر، ولكن هذا لا يفرض على الجميع حتمية الإنجاب خلال هذا العمر، باعتبار قرار الإنجاب قرار عظيم يتعلق بحياة طفل بريء، لذلك يجب ضمان الاستعداد النفسي والمادي والشخصي قبل اتخاذه، كما يمكننا استغلال الطب وتقدمه للسيطرة على الجانب الجسدي، فالأمومة والأبوة من أصعب وأعظم وظائف الإنسان في الحياة!