تعتبر مشاكل الخصوبة من أكثر المواضيع حساسيًة لدى السيدات. كما أنها فرضت الكثير من التحديّات العلاجية. وأثرت على مختلف جوانب الحياة. بالإضافة إلى وقعها النفسي المؤلم لدى معظم النساء. ولكن ومع التطورات الفائقة التي شهدها العالم مؤخرًا في هذا المجال. نجح العلماء في معرفة الأسباب لمختلف مشاكل الخصوبة. وإيجاد العلاجات المناسبة أو البديلة. وسنتحدث في مقالنا هذا عن أحد أهم مشاكل الخصوبة وهو فشل المبيض المبكر.

فشل المبيض المبكر

هو توقف المبيض عن إنتاج البيوض، وانقطاع الطمث قبل سن اليأس ( 40 عام وسطيًا). يتوقف المبيض أيضًا عن إفراز الهرمونات الجنسية الأنثوية. وغالبًا ما تترافق هذه الحالة مع العقم ونقص الخصوبة.

وهو حالة طبية تحتاج للكثير من الفحوصات لإجراء التشخيص. ويوجد العديد من الأسباب وعوامل الخطر التي تؤدي إلى حدوث فشل المبيض، والتي سنتحدث عنها بشكل مفصل في الفقرات التالية. كما من الممكن أن يحدث هذا الاضطراب بشكل أولي لدى المراهقات. وعندها لا يحدث لديهن الطمث عند البلوغ. وتترافق هذه الحالة بالعديد من المشاكل الصحية. وتحمل العديد من التأثيرات النفسية السلبية أو الشعور بعدم الثقة بالنفس. ومن هنا تنبع أهمية الاعتناء بهؤلاء المرضى وتقديم الدعم المعنوي بكافة أشكاله.

أسباب فشل المبيض المبكر

على الرغم من تعدد الأسباب، إلا أنه يمكن اختصارها بالحالات التالية:

  • الأسباب الوراثية والاضطرابات الصبغية

ترتبط العديد من المتلازمات الوراثية بحدوث فشل المبيض المبكر. ونذكر منها متلازمة تورنر ومتلازمة الصبغي إكس الهشة.

  • السموم الكيميائية والتعرض للإشعاعات المؤينة

تؤثر السموم والأشعة على خلايا المبيض. وتؤدي إلى حدوث تغيرات جينية بالمادة الوراثية. ما يؤدي إلى فقدان وظيفة المبيض الطبيعية وحدوث الفشل. ونذكر من المواد الكيمائية التي تحل تأثرات سامة المبيدات الحشرية، ودخان السجائر.

  • أمراض المناعة الذاتية

يفشل الجسم في هذه الأمراض بتمييز خلاياه الطبيعية عن الأجسام الممرضة الغريبة. ويحرض تشكيل استجابة مناعية لمهاجمة خلايا وأنسجة الجسم نفسه ومن ضمنها المبيض. الأمر الذي يؤثر على عملية إنتاج البيويضات ويؤدي إلى فشلها.

  • قصور المبيض مجهول السبب

على الرغم من إجراء المزيد من الفحوص. إلا أنه لا يمكن تحديد سبب فشل المبيض في الكثير من الحالات. وتسمى هذه الحالة بقصور المبيض المبكر مجهول السبب.

 

 

عوامل خطر فشل المبيض

تؤدي هذه العوامل إلى زيادة احتمال الإصابة بفشل المبيض. وتتضمن كلًا مما يلي:

  • العمر: تزداد خطورة الإصابة بفشل المبيض المبكر عند المجموعة العمرية من 35 إلى 40 سنة. تشخص بعض حالات فشل المبيض البدئي عند المراهقات. ويؤدي ذلك إلى انقطاع طمث مدى الحياة.
  • وجود سوابق عائلية للإصابة بقصور المبيض: يزيد وجود أقارب يعانون من فشل المبيض من احتمال الإصابة به.
  • الجراحة السابقة على المبيض: تزيد العمليات الجراحية المجراة على المبيض كاستئصال كيسة المبيض من خطر فشل المبيض المكبر.

مضاعفات فشل المبيض المبكر

تؤدي الإصابة بفشل المبيض إلى توقف انتاج البويضات وتراجع مستويات الهرمونات الأنثوية في الجسم. يؤدي ذلك إلى الكثير من المضاعفات وهي:

  • العقم: يحدث العقم في معظم حالات قصور المبيض المبكر. ويتعذر عندها الحمل والإنجاب. ولكن يمكن في بعض الحالات أن يحدث الحمل في المراحل الأولى من الإصابة وقبل نضوب مخزون البويضات بشكل كامل.
  •  هشاشة العظام: تنتج هشاشة العظام عن نقص هرمون الأستروجين. ويصبح عندها العظم ضعيفة وأكثر عرضة للكسر. توصف العلاجات الهرمونية الحاوية على الأستروجين لمعظم مرضى قصور المبيض للوقاية من حدوث هذا التأثير.
  • الاكتئاب: وهو من المضاعفات المهمة وينتج عن نقص مستويات الأستروجين بالإضافة إلى تأثير العقم وبقية المضاعفات وانعكاسها بشكل سلبي على نفسية المرأة وثقتها بنفسها.
  • الأمراض القلبية الوعائية: يحمى الاستروجين من حدوث هذه المضاعفات الخطيرة، ولذلك ينصح بالعلاج الهرموني لجميع المصابات للوقاية من اختلاطات المرض.