خلق الله الفرد وجعله يتميز عن غيره من الأفراد بصفات أو طباع أو قدرات أو حتى علامات يحملها دون غيره. فكثيرًا ما نصادف أشخاصًا يحملون علامات مميزة تجعلنا نتذكر ملامحهم بسهولة تامة. وبعض هذه العلامات يكون مكتسب أو بعضها يكون موجود منذ نشأة الإنسان، ومن بين هذه العلامات الوحمة (الشامة). فالوحمة هي بقعة موجودة على الجلد، إما أن توجد على جسم الإنسان منذ الولادة أو تكون مكتسبة. كما يمكن أن يتحول بعضها إلى سرطان جلدي أو يبقى كعلامة دون أن يسبب الأذى ولذلك يجب الانتباه عليها وتحديد نوعها، ومن أنواع الوحمات الوحمة العنكبوتية “Spider nevus” .

أسباب حدوث وحمة العنكبوت

في أغلب الأحيان تكون الشعيرات الدموية والشرايين الصغيرة القريبة من الجلد بحالة غير طبيعية. أما بالنسبة للسبب المؤدي لحدوث الوحمة العنكبوتية فلم يتم تحديده بعد من قبل الأطباء ولكن من وجهة نظرهم قد تؤدي إحدى الأسباب الآتية للإصابة بوحمة العنكبوت:

  • الوقوف بالشمس لأوقات طويلة.
  • التغييرات الهرمونية.
  • أمراض الكبد، في حال وجود الوحمة بأكثر من مكان. حيث يظهر لمريض الكبد مجموعة من أوعية دموية وشرايين صغيرة منتشرة بشكل جديد متكرر.
  • عند ارتفاع هرمون ” الإستروجين” في الجسم، وذلك يحدث غالبًا في الحمل أو لدى مرضى الكبد المصابين بالتشمع الكحولي.

عوامل تزيد من خطر الإصابة بالوحمة العنكبوتية

  • السمنة: تؤدي زيادة الوزن إلى الضغط على الأوعية الدموية وبالتالي ستتوسع الشرايين الصغيرة وهذا ما سيزيد من احتمال حدوث وحمة العنكبوت.
  • عدم انتظام الهرمونات في سن البلوغ أو خلال فترة الحمل، إلى جانب تناول حبوب منع الحمل فذلك كله يزيد من خطر الإصابة بالوحمة العنكبوتية.
  • العمر: مع تقدم الإنسان بالعمر ستزيد نسبة إصابته بعدة أمراض لأنه يضعف صمامات الأوعية الدموية لتتوسع الأوعية بعد ذلك وتتشكل الوحمة.
  • الوقوف طويلًا على الأقدام أو الجلوس مطولًا بشكل خاطئ.
  •  الوقوف في الشمس لفترات طويلة سيؤثر على نسبة الميلانين الموجود في الجسم الذي بدوره سيزيد من احتمال حدوث الوحمة العنكبوتية.
  • الوراثة: مرض ضعف الصمامات الوعائية يمكن أن ينتقل عبر الأجيال وهذا ما يزيد من خطر الإصابة بالوحمة العنكبوتية.

تشخيص الوحمة العنكبوتية

يستطيع بعض الأطباء من خلال خبرتهم تشخيص المرض بشكل تلقائي من خلال النظر إلى الجلد، كما يوجد طرق أخرى للتشخيص مثل أخذ خزعة من الجلد وتحليلها. و تفحص الكبد والسؤال إذا كان المريض يتناول الكحول بكثرة، فهذا يسبب أضرارًا كبيرة بالكبد مما سيزيد من خطر ظهور الوحمة العنكبوتية.  كما سيتم السؤال عن مدى انتظام الهرمونات في الجسم.

 

أعراض الوحمة العنكبوتية

تكون الأعراض عبارة عن بقعة أو كتلة غريبة من الأوعية الدموية أو الشرايين مجتمعة بشكل رئيسي على شكل شبكة عنكبوت أو نجمة ويمكن أن توجد في مكان واحد أو عدة أمكنة في الجسم.

يكثر ظهورها في الأماكن المعرضة للشمس أو في الساقين نتيجة الوقوف الطويل أو على الوجه والرقبة. ومن الممكن أن تختفي الوحمة عند الضغط بقوة عليها بسبب تراجع الدم منها ولكن عند رفع الضغط عنها ستعود إلى شكلها ولونها المعتاد.

يجب زيارة الطبيب عند الشعور بالتعب والضعف إلى جانب تغير لون الوجه والجسم والعيون إلى الأصفر. فالذهاب المبكر إلى الطبيب يساعد على الكشف المبكر عن أمراض الكبد.

هناك حالات عند الكبار أو الأطفال تزول فيها الوحمة العنكبوتية من دون اللجوء إلى العلاج. كحالات عدم انتظام الهرمونات أو بعد فترة الحمل أي عند عودة هرمون الأستروجين إلى مستواه الطبيعي. ويمكن أن تعود الوحمة بعد علاجها ومن الممكن أن تعالج نهائيًا يعود ذلك للأسباب المحيطة بالمريض.

 

طرق علاج الوحمة العنكبوتية

في كثير من الأحيان لا يوجد سبب لعلاج الوحمات إذا لم تكن مرتبطة بأمراض الكبد أو مسببة لحكة وحرقة، بالإضافة إلى أسباب مزعجة أخرى، ويتم علاجها عن طريق:

  • الليزر: يؤدي إلى اختفاء الوحمة تمامًا، ويمكن أن يسبب العلاج ألم وحكة ناتجين عن حرارة الليزر المرتفعة. ومن الممكن أن يستمر العلاج من جلستان إلى خمس جلسات تقريبًا
  •  الحقن الكيميائية: وتختلف نسبتها حسب مدى خطورة الوحمة.
  •  الجوارب الضاغطة وتعرف باسم الجوارب الداعمة.

 

كيفية الوقاية من وحمة العنكبوت

إن الوحمة العنكبوتية مثلها مثل أي مرض آخر لا يمكننا منع حدوثه ولكن يمكننا الحد من الإصابة به وذلك عن طريق:·

  • الانتباه على صحة الكبد وعدم الإكثار من تناول الكحوليات.
  •  عدم التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة واستخدام واقيات الشمس.
  • فحص الهرمونات بشكل دوري وتجنب الأدوية الهرمونية.

 

وكما يقال درهم وقاية خيرٌ من قنطار علاج،  لذلك يجب علينا الحذر والانتباه إلى أنفسنا واتباع خطوات الوقاية التي عرفناكم بها، وبهذا نكون قد وصلنا إلى ختام المقال بعد أن شرحنا لكم كل ما تريدون معرفته عن الوحمة العنكبوتية، نتمنى لكم قراءة ممتعة.