ازداد الاهتمام بمجال التغذية ازديادًا ملحوظًا في أيامنا هذه. وخلال بحثك عن حمية غذائية مناسبة ستصادف حتمًا حمية الكيتو. وسيتبادر إلى ذهنك عدة أسئلة منها ما هي حمية الكيتو وهل هي فعالة! لذلك سنتعرف في مقالنا لليوم على تفاصيل هذه الحمية للإجابة على جميع أسئلتك بشكل واضح.

في عصر السرعة هذا أصبحت الدهون وتراكمها السريع من أكبر المؤرقات وخاصة للأشخاص المشغولين. الذين يقضون معظم أوقاتهم جالسين وراء مكاتبهم ولا يجدون الوقت إلا لالتهام الأطعمة السريعة. التي تسرع بدورها أيضا من اكتسابهم للكيلوغرامات الزائدة. فأصبحت السمنة حاليًا من أهم المشكلات الصحية التي يعاني منها الناس في أنحاء العالم.

السمنة والحميات الغذائية

ومن أسوأ آثار مشاكل السمنة أنها لا تقف عند حد اكتساب بعض الكيلوغرامات بل تمتد لتطال كافة أعضاء ووظائف الجسم وتؤثر بذلك بشكل سلبي على نوعية حياة الإنسان الذي يعاني من السمنة. تتنوع هذه الآثار من نفسية إلى اجتماعية والأهم هي الآثار العضوية التي يعاني منها المصابون بالسمنة. بالرغم من وجود الحلول الجراحية، ولكن الحل الصحي الأفضل هو بالتأكيد الحمية الغذائية الصحية.

تنوعت الحميات الغذائية على مر العصور وتبدلت مكوناتها رغم ثبات هدف إنقاص الوزن والحصول على صحة أفضل. وعندما تقرر أن تبدأ مشوارك في إنقاص الوزن، سوف تبحث عن الطرق الأفضل لفعل ذلك بأسرع ما يمكن. عندما نتكلم عن حمية غذائية فإن أول ما يخطر ببالنا هو الحرمان مما لذّ وطاب. ولكن هل حقا علينا أن نعيش الحرمان لنخسر الوزن!

ماهي حمية الكيتو

يمكننا تعريف حمية الكيتو على أنها نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات مع تقييد معتدل للبروتين لتحريض الكيتونية دون تقييد استهلاك الدهون. وتقوم حمية الكيتو على تقليل الكربوهيدرات بشكل واضح ورفع نسبة الدهون في الأطعمة بشكل عام. فيحرض نظام الكيتو الجسم للدخول في الحالة الكيتونية.

وهي حالة استقلابية يقوم فيها الجسم باستخدام الدسم كمصدر للطاقة بدلًا من الكربوهيدرات، حيث يتم التقليل من الاعتماد على الكربوهيدرات مما يعني الحد من إعطاء الجسم الجلوكوز (السكر) والذي يعد المصدر الرئيسي للطاقة في الخلايا. كما يعمل الجسم في هذه الحالة كأداة لحرق الدهون عن طريق استهلاك كميات دهون صحية والحد من كل أنواع السكريات.

هذا ويعود أصلها ومفهوم النظام الكيتوني إلى عام 1921 حيث قام الدكتور راسل وايلدر بتقديم هذه الحمية بشكل أساسي لعلاج الصرع عند الأطفال. في يومنا هذا يعود نظام الكيتو للانتشار بشكل كبير في أرجاء العالم كصيغة سريعة ومريحة من أجل خسارة الوزن. من الجدير بالذكر أن هذا النظام لا يحرمنا من تناول الدهون، ويتكون بشكل رئيسي من الدهون والبروتينات المعتدلة والكربوهيدرات القليلة بشكل واضح.

يكون التقسيم الصحيح كالتالي: 55% إلى 60% من الدهون، 30% إلى 35% من البروتين و5% إلى 10% من الكربوهيدرات. وعندما نتحدث عن نظام كيتوني صحي من 2000 سعرة حرارية في اليوم، تكون نسبة الكربوهيدرات من 20 إلى 50 غرامًا في اليوم

هل حمية الكيتو فعالة

تساعد حمية الكيتو بشكل مؤكد وعلمي على فقدان الوزن. وتقلل من العديد من مخاطر السمنة والاضطرابات القلبية، والسكري من النوع الثاني بالإضافة إلى التهاب الأوعية الدموية. هذا وتساعد حمية الكيتو على خسارة الوزن على المدى البعيد دون استعادته لاحقًا من خلال اتباع نظام صحي منخفض الدهون وبالتالي ينعكس على الصحة العامة ويساعد على تراجع مستويات الدهون الثلاثية وانخفاض مستويات السكر في الدم.

لا يوجد كمية محددة للطعام الذي يُنصح بتناوله خلال اتباع حمية الكيتو. عند الشعور بالجوع يستطيع الشخص أن يأكل كمية الطعام التي يرغب بها من ضمن قائمة المسموحات مع مراعاة تجنب الممنوعات. ويفضل تقسيم الوجبات على ثلاث وجبات متنوعة وتحتوي على معظم العناصر الغذائية المسموحة.

يجب شرب 8 أكواب ماء يوميًا للحفاظ على أعلى نسبة ترطيب ممكنة. ويمكن أيضًا شرب الشاي والقهوة والزهورات بشكل عام لكن دون إضافة السكر لهما. عند اتباع الكيتو مع نظام الصيام المتقطع يحصل الشخص على أقصى استفادة ممكنة خلال فترة قياسية. عند الالتزام لعدة أيام بهذه الوتيرة، يدخل الجسم في الحالة الكيتونية ويبدأ بالتحول إلى محرقة دهون.

أشكال حمية الكيتو:

  • النظام الغذائي الكيتوني الدوري .
  • النظام الغذائي الكيتوني المستهدف.
  • النظام الغذائي الكيتوني القاسي.

المسموحات في حمية الكيتو

يمكن للشخص الذي يريد اتباع حمية الكيتو أن يتناول الدهون الصحية الموجودة في:

  • اللحوم الحمراء.
  • الدواجن.
  • البيض والأسماك.
  • الزبدة.
  • أنواع الجبن المختلفة ولكن بنسب محدودة.
  • الخضروات منخفضة المحتوى من الكربوهيدرات كالخضروات الورقية مثل الملفوف.
  • المكسرات.
  • يمكن إضافة زيت الزيتون أو زيت جوز الهند للطعام.

الممنوعات في حمية الكيتو

تحتوي القائمة التالية على أهم الأطعمة التي يتم تقييدها بشكل كبير أثناء اتباع حمية الكيتو، وذلك لغناها بالكربوهيدرات بأشكالها المتعددة.

  • الأرز.
  • المعكرونة.
  • القمح.
  • الذرة.
  • البطاطس.
  • السكريات مثل الحلوى.
  • المشروبات الغازية.
  • العصائر غير الطبيعية.
  • الفواكه المجففة والمعلبة وجميع الأشكال الأخرى.
  • الآيس كريم.

أضرار حمية الكيتو

تنجم أضرار حمية الكيتو عن آلية عملها التي تعتمد على الحرمان من السكر واستهلاك الدهون المرتفع، وأبرز هذه الأضرار:

  • الشعور بالإرهاق: وخاصة في الفترة الأولى من اتباع هذه الحمية، لأن الجسم يحاول التكيف مع مصدر الطاقة البديل. يعتمد الجسم على استخدام الدهون بدلًا من الكربوهيدرات. ويُنصح بكثرة شرب الماء للتغلب على الشعور بالتعب الذي قد يرافق هذه الحمية.
  • الجوع بسرعة: يكون ذلك بسبب التوقف عن تناول الأطعمة التي تحتوي على الألياف التي تعمل على سد الجوع والشعور بالشبع لفترة أطول. لذلك يجب تناول الخضروات الورقية المسموحة في حمية الكيتو للتحكم في الشهية لأطول فترة ممكنة.
  • قد يزيد تناول الدهون بكثرة من فرص الإصابة بأمراض القلب. ولتجنب هذا الأمر يجب تحقيق التوازن الصحي المرغوب به بين الأطعمة المسموحة في الحمية والتي يجب أن نتناولها على مدار اليوم. يحب ألا تزداد نسبة الدهون على البروتينات أو المواد الغذائية الأخرى في الوجبات الثلاثة.

يعتبر الحفاظ على وزن صحي أحد أهم الأساسيات في الحفاظ على نمط حياة صحي، لما له من دور مهم في الوقاية من العديد من الأمراض المزمنة التي تؤدي بدورها إلى تراجع نوعية الحياة. كما ينعكس خفض الوزن ايجابًا على المظهر مما يزيد من الثقة بالنفس فيرفع المعنويات بشكل ملحوظ، ويجعل الشخص مقبلًا على الحياة بمزاج أفضل.