لا بد لأي شخص يعاني من أحد الأمراض القلبية أن يمتلك معرفة سابقة حول ما هي قسطرة القلب. وفي الوقت نفسه قد يتساءل البعض حول القسطرة القلبية وسبب امتلاكها لتلك الشهرة ذائعة الصيت في المجال الطبي.
وبشكل عام ينصح الأطباء بإجراء القسطرة القلبية للمريض الذي سبق وأن عانى من أزمة قلبية. وذلك من أجل الكشف عن الأقسام المتضيقة ضمن الشرايين وبالأخص الشرايين التاجية. كما أن إجراء القسطرة القلبية قد يساعد في علاج معظم الحالات الخفيفة والمتوسطة من التضيقات. بالإضافة إلى ذلك يوصي الأطباء بإجراء عملية القسطرة القلبية كإجراء استباقي قبل الشروع في عمليات القلب المفتوح.
وفي الحقيقة يشمل مصطلح قسطرة القلب أعمالًا ومهامًا عديدة. وتتباين أنواع القسطرة القلبية وحتى طرق إجرائها بالاعتماد على أسباب تنفيذها والحالة الصحية للمريض. وفي حال أثار هذا الأمر اهتمامك وتزايدت تساؤلاتك حول ما هي قسطرة القلب. تابع معنا في هذا المقال حيث ستجد الإجابة الشافية لمعظم هذه التساؤلات.
ما هي قسطرة القلب
في واقع الأمر تعد قسطرة القلب أو ما يطلق عليها الأطباء اسم التمييل أو قثطرة القلب اختبار تشخيصي. فقد يلجأ الطبيب إلى هذا الاختبار من أجل تشخيص أمراض القلب والأوعية الدموية. بينما يميل البعض الآخر منهم إلى اعتماد القسطرة القلبية كطريقة علاج في حالات انسداد الشرايين والتضيقات. حيث تساعد هذه العملية في القضاء على معظم التصلبات العضلية. الأمر الذي يجعل عملية تدفق الدم إلى أنحاء الجسم سهلة للغاية.
ومن الجدير بالذكر أن القسطرة عبارة عن أنبوب رفيع يتسم بالمرونة. حيث يحتاج الطبيب إلى إدخال هذا الأنبوب البلاستيكي في أحد الشرايين الرئيسية. أما من أجل الشروع في عملية القسطرة القلبية فيحتاج الطبيب إلى بعض الإجراءات المسبقة. فمثلًا يتوجب على الطبيب المختص الاطلاع على السيرة المرضية السابقة للمريض. وبعدها يتعين عليه إجراء فحوصات مخبرية وسريرية. بالإضافة إلى ذلك يتوجب على المريض تحضير صورة أشعة لمنطقة الصدر وتخطيط يوضح كهربائية القلب. ناهيك عن أهمية الانقطاع عن الطعام والشراب لمدة لا تقل عن ثماني ساعات قبل إجراء عملية القسطرة القلبية.
ما أسباب قسطرة القلب
وبشكل مثير للدهشة ينصح الأطباء بإجراء قسطرة القلب لجميع مرضى القلب تقريبًا. حيث تتعد الأسباب التي تجعل عملية القسطرة القلبية أمرًا لا مفر منه سواء أكانت بغرض العلاج أو التشخيص. ومن الممكن أن تشمل هذه الأسباب:
- الكشف عن الاختلالات في معدل ضربات القلب.
- تشخيص حالات انسداد الشرايين.
- تمييز حالات تصلب الشرايين التاجية.
- فحص معظم الأمراض التي تخص صمامات القلب.
- تشخيص مختلف أنواع قصور القلب.
- تقييم جودة عمل العضلة القلبية.
- الكشف عن الأمراض الخلقية في القلب.
- قياس مستوى الأكسجين والضغط في حجرات القلب.
- توسيع الصمامات القلبية.
- تمديد الشرايين التاجية المنقبضة.
أنواع القسطرة القلبية
وكما ذكرنا سابقًا يلجأ الأطباء إلى إجراء القسطرة القلبية إما لدواعي التشخيص والتقييم أو لدواعي العلاج والتحسين. لذلك يقسّم الخبراء إجراء القسطرة القلبية إلى نوعين هما قسطرة القلب التشخيصية وقسطرة القلب العلاجية. وناهيك عن أوجه التشابه تتباين الاختلافات بين هذين النوعين من نواحٍ عديدة والتي سيسرنا إلقاء الضوء عليها.
قسطرة القلب التشخيصية
يلجأ الأطباء بشكل رئيسي إلى قسطرة القلب التشخيصية من أجل التحقق من سلامة الشرايين والصمامات بالإضافة إلى العضلة القلبية ومدى قوتها. كذلك الأمر يسهم هذا النوع من القسطرة القلبية في تحديد موضع الانسداد الكامن في أحد الأوعية الدموية. ناهيك عن إمكانية الحصول على خزعة من النسيج القلبي أثناء عملية القسطرة القلبية التشخيصية. ويستغرق هذا النوع من القسطرة القلبية مدة لا تزيد عن 30 دقيقة من دون حساب مدة التخدير المسبق للعملية أو التعافي بعد القسطرة.
قسطرة القلب العلاجية
ومن الممكن إجراء قسطرة القلب العلاجية بشكل مباشر بعد القسطرة التشخيصية في حال استدعت الحاجة. كما يمكن تنفيذها ضمن عملية جراحية منفصلة إن أراد المريض أو رأى الطبيب المختص ضرورة ذلك. وفي هذا النوع من القسطرة القلبية يستطيع الطبيب معالجة التراكمات المتواجدة ضمن الشرايين وحتى إصلاح اعتلالات الصمامات القلبية. ناهيك عن إمكانية عزل العوامل المسببة للجلطات الدموية ضمن الحجرات القلبية والأوعية الدموية. وتتعلق المدة التي تستغرقها قسطرة القلب العلاجية بنوع العلاج وغايته. فقد يحتاج الطبيب المختص إلى حوالي أربع ساعات من أجل استبدال صمامات القلب فقط.
كيفية إجراء القسطرة القلبية
وبرغم أن القسطرة القلبية عبارة عن عمل جراحي. إلا أنها تعد بمثابة إجراء قلبي تداخلي. الأمر الذي يمكّن الأطباء من إجرائها دون الحاجة إلى جراحين متخصصين في هذا المجال.
وفي البداية يتوجب تحديد موضع دخول القسطرة إلى الجسم. فمن الممكن إدخالها عبر الشريان الفخذي أو الشريان الكعبري. وبعد التعقيم الجيد للمنطقة سيدخل الطبيب أنبوب القسطرة ثم يمرره عبر الشرايين الرئيسية وصولًا إلى العضلة القلبية. وفي الوقت الذي يجري فيه هذا الأنبوب الطويل ضمن الأوعية الدموية، ستلتقط الكاميرات الدقيقة المثبتة فيه صورًا ومقاطع كاملة للجريان الدموي والتصلبات الحاصلة. أما بالنسبة للقسطرة العلاجية فيدخل الطبيب بالون صغير أو دعامة مع الأنبوب. وتتباين هذه المعدات باختلاف طبيعة العلاج المناسب للحالة. وفي النهاية يخرج الطبيب الأنبوب من نفس المنطقة ثم يغلق الجرح ويعقّمه.
مضاعفات القسطرة القلبية
ومن الممكن أن يرافق إجراء القسطرة القلبية ظهور بعض المضاعفات. لذلك يميل الأطباء إلى إبقاء المريض الذي أجرى قسطرة القلب العلاجية في المستشفى لبعض الوقت. أما بالنسبة للمرضى الذين أجرَوا قسطرة تشخيصية فلا يحتاجون إلى المراقبة الطبية. وفي كلتا الحالتين قد تظهر بعض المضاعفات المحتملة بعد هذا الإجراء الطبي، مثل:
- أذية في بنية العضلة القلبية.
- انخفاض كمية الدم التي تصل إلى الدماغ.
- التهابات جرثومية وحتى فيروسية.
- رد فعل تحسسي للأدوية المستخدمة.
- توسع منطقة الحقن.
- نزيف دموي.
- جلطة قلبية.
- فشل الدعامة المركبة.
وفي الختام نأمل أن نكون قد ساعدنا في توضيح بعض التساؤلات حول ما هي قسطرة القلب. حيث يزداد الاهتمام الموجه لهذا الإجراء الطبي في عصرنا الحالي. ولعل السبب في ذلك هو اعتماد القسطرة القلبية في تشخيص أمراض القلب جنبًا إلى جنب مع علاج معظمها.