زادت في السنوات الأخيرة معدلات الإصابة بمخاطر المشيمة الملتصقة أثناء الحمل. فما هي المشيمة وما هي المشيمة الملتصقة؟ وما هي مخاطرها؟


يبدأ الجنين بالتشكل في جوف الرحم جنبًا إلى جنب مع المشيمة بعد مرحلة تعشيش البويضة الملقحة في جدار الرحم. تتمثل مهمة المشيمة في توفير التغذية والأوكسجين الضروريين لنمو الجنين بشكل صحي خلال فترة الحمل. تغزو المشيمة في الظروف الطبيعية الطبقة الداخلية لجدار الرحم فقط، حيث تشكل صلة ربط مع الأوعية الدموية للأم، بهدف الحصول على الغذاء من دم الأم.  تحدث حالة المشيمة الملتصقة بسبب النمو العميق للمشيمة داخل جدار الرحم واختراقها للطبقة الداخلية للرحم. حيث تساهم العديد من العوامل في زيادة احتمالية حدوث المشيمة الملتصقة أثناء الحمل، مثل وجود ندب في الرحم، ناجمة عن عمليات قيصرية سابقة أو أية عملية جراحية في الرحم. تسبب المشيمة الملتصقة العديد من المشاكل أثناء الولادة. كما قد تسبب الولادة المبكرة، وتعتبر من أكثر مضاعفات الحمل خطورة. سنتعرف من خلال فقرات هذا المقال على مخاطر حدوث المشيمة الملتصقة، والأسباب المؤدية لحدوثها. كما سنبين كيفية التشخيص والعلاج.

مخاطر المشيمة الملتصقة

لا تتسبب المشيمة الملتصقة بأي مخاطر على حياة الجنين وصحته. لكن قد يؤدي هبوط المشيمة المرافق للمشيمة الملتصقة في بعض الحالات إلى تأخير في ولادة الطفل، مما يسبب مضاعفات مرتبطة بتأخر الولادة. كما تسبب صعوبة في عملية الولادة. لكن الخطر الأكبر للمشيمة الملتصقة هو تهديدها لصحة الأم. حيث تؤدي إلى الكثير من المخاطر على صحة الأم، ومن أهم هذه المخاطر:

  • تهدد المشيمة الملتصقة حياة الأم في حال عدم تشخيصها ومراقبتها وعلاجها في الوقت المناسب، حيث يصل معدل الوفيات إلى 10%.
  • فقدان الخصوبة والقدرة على الحمل، حيث تؤدي مشكلة المشيمة الملتصقة إلى استئصال الرحم وعدم قدرة المرأة على الحمل مستقبلًا.
  • احتمالية حدوث أذى وضرر لأعضاء الجسم الأخرى، حيث تهدد المشيمة الملتصقة إصابة المثانة والحالب بالأذى والتلف، كما تتسبب بدخول المرأة إلى وحدة العناية المركزة، وتزيد من احتمالية حدوث الانسداد الرئوي، وحاجة المرأة إلى استخدام جهاز التنفس الصناعي.
  • كما تتعرض المرأة للمخاطر المرافقة للعمليات الجراحية ومضاعفات التخدير.

أسباب حدوث المشيمة الملتصقة

يرتبط حدوث المشيمة الملتصقة بوجود تشوهات في بطانة الرحم، بشكل أساسي. وهناك مجموعة من العوامل التي تزيد من احتمالية حدوث المشيمة الملتصقة وهي:

  • التعرض لجراحات سابقة في الرحم: يتزايد خطر الإصابة بالمشيمة الملتصقة كلما زاد عدد عمليات الولادة القيصرية أو العمليات الجراحية الأخرى في الرحم التي خضعت لها المرأة.
  • مكان توضع المشيمة داخل الرحم:يزداد خطر الإصابة بالمشيمة الملتصقة في حال كانت المشيمة تغطي عنق الرحم بشكل جزئي أو كلي، أو في حال كانت تتوضع في الجزء السفلي من الرحم.
  • عمر الأم: تزيد احتمالية حدوث المشيمة الملتصقة بشكل أكبر لدى النساء اللاتي تجاوزن عمر الـ 35 عامًا.
  • وجود ولادات سابقة: يزداد خطر الإصابة بالمشيمة الملتصقة بشكل كبير كلما زاد عدد الولادات السابقة.

أعراض المشيمة الملتصقة

لا تسبب المشيمة الملتصقة في أغلب الأحيان أي أعراض أو مشاكل أثناء الحمل، ولكن قد تتسبب بحدوث نزيف مهبلي خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من فترة الحمل. ولذلك يتم الكشف عن وجودها من خلال التصوير بالموجات فوق الصوتية، خلال المراجعات الروتينية للمرأة الحامل خلال حملها.

أنواع المشيمة الملتصقة

هناك ثلاثة أنواع للمشيمة الملتصقة:

  • المشيمة الملتصقة البسيطة: في هذه الحالة تلتصق المشيمة بعضلة الرحم فقط لكنها لا تخترق العضلة إلى الداخل.
  • المشيمة الملتصقة بالعضلات: تخترق زغابات المشيمة في هذه الحالة عضلة الرحم وتدخل إلى داخلها.
  • المشيمة المخترقة للعضلة: تخترق زغابات الرحم كامل عضلة الرحم، وتبرز من خلال السطح الخارجي للرحم، وقد تخترق الأعضاء القريبة من الرحم، مثل المثانة.

مضاعفات المشيمة الملتصقة

يمكن أن تؤدي الـمشيمة الملتصقة إلى العديد من المضاعفات، وهي:

  • نزيف مهبلي غزير: تسبب المشيمة الملتصقة خطر التعرض لنزيف مهبلي شديد بعد الولادة. قد يهدد هذا النزيف حياة المرأة ويمنع الدم من التخثر بصورة طبيعية، كما قد يسبب فشل في وظائف الرئتين وقد يؤدي إلى حدوث فشل كلوي في بعض الأحيان. تحتاج المرأة عند تعرضها للنزيف إلى عملية نقل دم.
  • الولادة في وقت مبكر: يمكن أن تؤدي المشيمة الملتصقة إلى حدوث ولادة مبكرة، وخاصة عندما تتسبب بحدوث نزيف أثناء فترة الحمل، مما يعرض حياة الأم والجنين إلى الخطر.

كيفية تشخيص المشيمة الملتصقة

  • الفحص الروتيني باستخدام الموجات فوق الصوتية: يجب أن يقوم الطبيب بالفحص الدقيق للمشيمة ووضعها داخل الرحم من خلال التصوير بالموجات فوق الصوتية، وبالأخص في حال وجود مشيمة تغطي عنق الرحم بشكل جزئي أو كلي، أو في حال تعرض المرأة لعمليات سابقة في الرحم أو ولادات قيصرية.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي: في حال لم تعطي الصور بالموجات فوق الصوتية تشخيصًا دقيقًا لحالة المشيمة، فمن الأفضل في هذه الحالة طلب صورة رنين مغناطيسي للحصول على تشخيص أدق للحالة. ويقيّم الطبيب من خلال التصوير مدى عمق انغراز المشيمة في جدار الرحم.

علاج المشيمة الملتصقة

عند اكتشاف الطبيب وجود حالة مشيمة ملتصقة لدى المرأة الحامل، فسيقوم بوضع خطة لعملية الولادة بأمان، وقد يضطر إلى إجراء ولادة قيصرية في وقت أبكر. وفي حالة انغراز المشيمة الملتصقة بشكل عميق فقد يكون من الضروري إجراء ولادة قيصرية ويتبعها عملية جراحية لاستئصال الرحم. حيث يساعد استئصال الرحم في هذه الحالة على منع فقدان الدم المستمر لدى المرأة، والذي قد يؤدي إلى فقدان المرأة لحياتها.

كما تعتبر المشيمة الملتصقة من المضاعفات التي تهدد حياة الأم، ولا يوجد طرق للوقاية من حدوثها. لذلك من الجيد القيام بالتشخيص المبكر خلال الزيارات الروتينية، والانتباه لأي أعراض تدل على وجود مشيمة ملتصقة.