هل تخطط للإنجاب وبناء أسرة؟ وهل تتساءل عن تأثيرات بعض الأمراض على إمكانية الحمل وسلامته؟ مرض السكري والحمل هو عنوان مقالنا اليوم، لنشرح لك الارتباط بين هاتين الحالتين ومدى تأثير كل منهما بالآخر. فبعض النساء المصابات بالسكري يحلمن بالإنجاب ويترددن مخافة المضاعفات التي قد تحدث خلال الحمل. فيما قسم آخر يتمتع بصحة جيدة ونسبة سكر مقبولة ولكنهم يتساءلون عن إمكانية الإصابة بالسكر الحملي. بالإضافة إلى ذلك فإن إصابة الرجل بالسكري تترك آثارها في الحياة الجنسية للشريكين فيتخوفون من تأثيرات هذا المرض على إمكانيات الحمل. كل ما سبق وتفاصيل أخرى متنوعة حول مرض السكري والحمل نضعها بين أيديكم في هذا المقال فتابعونا.

مرض السكري والحمل

تتمثل خطورة مرض السكري في تأثيره على العديد من الوظائف الحيوية في الجسم. والحمل بوجود مرض السكري لدى الأم يشكل مجازفة وخطورةً حقيقيةً على كل من الأم وجنينها. فالأجنة تكون معرضةً للإصابة بتشوهات، والحمل يكون ضعيفًا ومهددًا بالإجهاض في الشهور الأولى. ومع ذلك بإمكان مريضة السكري إنجاب أطفالًا أصحاء إذا التزمت بالإشراف الطبي الدقيق، ونفذت كامل تعليمات الطبيب. ومن أهم التوصيات لتلد المرأة جنينها بصحة وسلامة:

  • يفضل البدء بالتحضير للحمل قبل حدوثه بثلاثة أشهر، وزيارة الطبيب لمحاولة ضبط مستوى سكر الدم.
  • بعد الحمل واظبي على المتابعة مع طبيب النسائية وإجراء فحوصات السونار ضعف عدد الجلسات التي تجريها النساء السليمات.
  • اتباع نظام غذائي دقيق والاتزام به بإشراف كل من طبيب النسائية وطبيب التغذية.
  • المداومة على قياس نسبة السكر أكثر من مرة يوميًا، للتأكد من ضبط مستوياته.
  • ممارسة الرياضة بشكل منتظم يوميًا خلال الحمل، أو المشي لمدة 20 دقيقة 3 مرات في الأسبوع.
  • قد يتم استبدال الأدوية الفموية لمرض السكر، بالأنسولين خلال فترة الحمل وكل ذلك تحت إشراف الطبيب.

ما هو معدل السكر الطبيعي للحامل

يتم تحديد معدل السكر في الدم لدى الحامل بإجراء اختبار تحمل الغلوكوز. بحيث يتم إجراء عدة فحوصات للدم قبل وبعد شرب محلول الغلوكوز بكمية يحددها الطبيب. فيكون المعدل الطبيعي للسكر عند الحامل على الشكل التالي:

  • يجب أن يكون معدل 95 ميليغرام/ديسيليتر، قبل شرب محلول الغلوكوز.
  • ويقاس مرةً أخرى بعد ساعة من تناول المحلول، ويجب ألأ يتجاوز الـ 180 ميليغرام/ديسيليتر.
  • وبعد ساعتين يجب أن يكون أقل من 150 ميليغرام/ديسيليتر.
  • كذلك بعد ثلاث ساعات يعاد الفحص، ويجب أن يكون المعدل أقل من 140 ميليغرام/ديسيليتر.

وفي حال كانت أي من هذه النتائج غير مطابقة للنتائج الطبيعية يطلب الطبيب مراقبة معدلات السكر وإجراء فحوصات دورية للتأكد من ضبط السكر وعدم التعرض لأية مخاطر.

ما هو السكر الحملي

هو داء السكري الذي ظهر لدى المريضة لأول مرة خلال فترة حملها. فيتسبب بارتفاع نسبة السكر في الدم ويعض الجنين لمخاطر متنوعة. وباتباع نظام غذاء صحي وممارسة الرياضة بانتظام وتناول الأدوية التي يصفها الطبيب، يمكن السيطرة على السكر الحملي وتجنب الولادة المتعسرة. وغالبًا تعود نسبة سكر الدم إلى طبيعتها بعد الولادة، ولكنه يعد مؤشرًا لإمكانية تعرضك للإصابة بمرض السكري العادي المزمن.

مخاطر حمل مريضة السكر

مريضة السكر الحامل معرضةً لمخاطر متعددة هي وطفلها، وقد جمعناها لكم على الشكل التالي:

  • زيادة نسبة السكر في الدم تزيد من احتمالات الإجهاض أو موت الطفل داخل الرحم في النصف الثاني من الحمل.
  • ارتفاع مستويات الغلوكوز في الدم في مراحل الحمل الأولى قد يؤدي لولادة طفل بعيوب خلقية. كعيوب القلب أو مشاكل في الدماغ أو العمود الفقري.
  • كما أن ارتفاع نسبة السكر في الدم يتسبب في حالات كثيرة بولادة مبكرة.
  • وقد يتسبب بولادة طفل ذي وزن كبير.
  • كذلك قد يتسبب ارتفاع سكر الدم بصعوبة في التنفس عند الأم.
  • وفي بعض الحالات يكون ارتفاع السكر خلال الحمل سببًا في هبوط السكر بعد الولادة مباشرةً، فينتج عن هذه التغيرات المفاجئة اضطرابات عديدة.
  • الحمل يزيد احتمالات التعرض لأمراض ناتجة عن ازدياد معدلات السكر على المدى الطويل كأمراض العين أو الكلى.

هل السكر يؤثر على الحمل عند الرجال

إن ارتفاع مستويات السكر في الدم عند الرجال له تأثيرات عديدة على الجهاز التناسلي، فقد يسبب أحد الحالات التالية:

  • خلل في التركيب الجيني للعروس الذكرية أو النطفة، مما ينتج عنها أجنة ذات عيوب خلقية.
  • ارتفاع السكر يسبب اضطراب في الهرمونات الذكرية في جسم الرجل، مما يعرضه لمشاكل ضعف الخصوبة.
  • كثافة السائل المنوي عند الرجل مريض السكري أقل من الكثافة لدى الرجل الطبيعي، وهو ما يخفض فرص الحمل.
  • كما يسبب خللًا في الوظيفة الانتصابية للقضيب الذكري، مما يتسبب بصعوبة الجماع وتلقيح البويضة.
  • قد يتسبب مرض السكر بحدوث ما يسمى بالقذف الراجع، بأن يعود السائل المنوي إلى مثانة الرجل بدلًا من أن يقذف في مهبل المرأة. فيمنع النطاف من الوصول إلى البويضة الأنثوية وتلقيحها.

وفي الختام نجد أن مرض السكري والحمل يمثل رحلةً محفوفةً بالمخاطر على صحة الأم وجنينها، ولكن الرعاية الطبية الجيدة والالتزام الدقيق بالتعليمات يمكنان الأم من الخروج سالمةً هي وجنينها من هذه المرحلة الحساسة.