كثيرةٌ هي أمراض الجلد واضطراباته الصحية. كما أنها محط اهتمامٍ لمعظم الناس، فجميعنا يرغب ببشرة مثالية خالية من العيوب. وعلى الرغم من أن معظم الأمراض الجلدية ليست بالخطيرة، إلا أنها تترافق مع الكثير من الإزعاج أو الإحراج، وتعتبر الصدفية واحدةُ منها. ونظرًا لانتشارها وتزايد حالات الإصابة بها سنخصص هذا المقال للحديث عن مرض الصدفية.

ما هي الصدفية

تصنف الصدفية ضمن أمراض المناعة الذاتية، وهي حالة مزمنة غير معدية تحدث على شكل هجمات التهابية تصيب الجلد، وتؤدي إلى ظهور قشور سميكة بلون فضي لامع على سطحه. تحاط هذه القشور بمنطقة ملتهبة ومحمرة. كما أنها تفضل الظهور في أماكن محددة من الجسم كسطوح المفاصل وخاصًة المرفقين والركبين. ولكن من الممكن أن تظهر هذه الإصابات في أماكن أخرى كاليدين والقدمين وفروة الرأس والرقبة. وبشكل أقل شيوعًا تصيب الصدفية أظافر اليدين والفم والمنطقة التناسلية.

أسباب الإصابة بمرض الصدفية

لا يزال سبب الإصابة بالصدفية مجهولًا إلى حد ما. ولكن أوضحت العديد من الدراسات وجود العديد من العوامل التي تساهم بحدوث الصدفية، ونذكر من هذه العوامل:

  • اضطراب الجهاز المناعي: تصنف الصدفية ضمن أمراض المناعة الذاتية. وهذا يعني فشل الخلايا المناعية بتمييز خلايا الجسم واعتبارها أجسامًا غريبة وتحريض استجابة التهابية ضدها. وفي حال الصدفية تهاجم الخلايا البيضاء التائية خلايا الجلد في أماكن الإصابة. يؤدي ذلك إلى تكاثر خلايا الجلد بشكل سريع، وتراكم الخلايا الميتة على سطحه على شكل لويحات سميكة تميز الإصابة بالصدفية.
  • العوامل الوراثية: لوحظ انتشار الصدفية ضمن عائلات محددة. إذ تؤهب بعض المورثات للإصابة بالصدفية. وفي حال وجود قريب ضمن العائلة مصاب بالصدفية ستكون أكثر عرضًة للإصابة بها.

أعراض الإصابة بمرض الصدفية

هناك أنواع مختلفة للصدفية وتختلف أعراض الإصابة باختلاف نوع الصدفية. من الممكن أن تقتصر الأعراض على ظهور القليل من القشور في منطقة صغيرة من الجسم. بينما تشمل بعض حالات الإصابة مساحات كبيرة من الجسم. وتؤدي إلى ظهور الأعراض التالية:

  • قشور أو لويحات سميكة بلون فضي لامع محاطة بمنطقة محمرة من الجلد.
  • جفاف الجلد بمنطقة الإصابة، وتعرضه للتشققات والنزوف.
  • حكة وألم في منطقة الإصابة.
  • أظافر سمكية في حال شملت الإصابة منطقة الأظافر.

لا يشكو جميع المرضى من هذه الأعراض بنفس الدرجة. وقد تظهر أعراض مختلفة لدى بعض المرضى. وأهم ما يميز الصدفية هو حدوثها على شكل هجمات تشتد فيها الإصابة، ثم تتلوها فترة تتراجع فيها الأعراض وقد تختفي كليًا. ولهذا من الضروري معرفة ما الذي يحرض حدوث هذه الهجمات وتجنبه قدر المستطاع.

العوامل المحرضة للصدفية

نادرًا ما تحدث الصدفية من دون محرضات خارجية، والتي تطلق هجمة الصدفية وتؤدي إلى تفعيل الإصابة من جديد وتشمل أهم أنواع المحرضات:

  • الضغط النفسي والتوتر.
  • شرب الكحول بكميات كبيرة.
  • الأذيات الجلدية بمختلف أشكالها كالجروح والحروق.
  • بعض أنواع الأدوية كالليتيوم ومضادات الملاريا.
  • العدوى الجرثومية أو الفيروسية.

تختلف هذه المحرضات من شخص إلى آخر، ومن الممكن أن تتحرض الصدفية بعوامل مختلفة عن ما ذكرناه عند بعض الأشخاص.

طرق علاج الصدفية

لا يوجد علاج شافٍ للصدفية، ولكن هناك العديد من التدابير العلاجية التي من شأنها تقليل شدة الإصابة وتخفيف الأعراض. ويمكن تقسيم هذه العلاجات إلى ثلاث أنواع:

  • العلاجات الموضعية: كالمراهم والكريمات الجلدية الحاوية على الستيروئدات، ونظائر الفيتامين د، وحمض الصفصاف. تطبق هذه الكريمات على مكان الإصابة وتفيد في علاج الحالات الخفيفة من الصدفية.
  • الأدوية الجهازية: نلجأ للعاج بالأدوية الجهازية عند فشل العلاج الموضعي أو في الحالات المتوسطة إلى الشديدة من الصدفية.
  • العلاج الضوئي: يعتبر العلاج الضوئي (العلاج بالأشعة فوق البنفسجية) أكثر الخيارات العلاجية فعاليًة، ويستخدم في الحالات المتوسطة إلى الشديدة من الصدفية.

على الرغم من أن الصدفية من الأمراض المزمنة إلا أنه يمكن لمعظم المرضى التعايش مع الإصابة بشكل كامل. وذلك بالاعتماد هذه الطرق العلاجية المتنوعة وعلى تجنب العوامل المحرضة للصدفية.