يريد العبد المسلم معرفة أي من العبادات التي تشرع عند حدوث الكسوف وكيفية تأديتها؟ حيث أن الكسوف من الظواهر الطبيعية التي تحدث بسبب تقاطع مسيرة حركة القمر والشمس مع خطوط الأشعة الضوئية العمودية باتجاه الأرض. ولكن يمكن أن تؤثر هذه الظاهرة على الأرض وتؤدي إلى الكثير من الكوارث. لذلك حث الدين الإسلامي على اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى وطلب منه العون عند حدوث ظاهرة الكسوف. ولكن ما هذه العبادات وما هي طريقة آدائها؟
عناصر المقالة
ما هو كسوف الشمس
كسوف الشمس هو ظاهرة كونية تحدث عند مرور القمر بين الشمس والأرض. وبذلك يحجب القمر ضوء الشمس بشكل كلي أو جزئي. وبالتالي يحدث كسوف الشمس. ولكن عادة ما تحدث هذه الظاهر في بداية أو نهاية الشهور القمرية. كما أن في هذه الفترة يكون القمر بدرًا. وتحدث هذه الظاهرة خلال السنة حوالي مرتين أو خمسة مرات. ويكون من ضمنهم الكسوف الكلي للشمس.
أنواع كسوف الشمس
- الكسوف الكلي: يخفي القمر وجه الشمس بشكل كلي.
- الكسوف الحلقي: هنا يحجب القمر منتصف الشمس. ولكن يترك حلقة مضيئة منها. ويحدث ذلك عندما يكون القمر في أبعد نقطة عن الأرض.
- الكسوف الجزئي: يغطي القمر جزء من الشمس.
من العبادات التي تشرع عند حدوث الكسوف
تعتبر ظاهرة كسوف الشمس آية من آيات الله عز وجل التي تحدث من آن لآخر على الأرض. وهي متمثلة في حجب الطاقة والضوء عن سكان كوكب الأرض. وذلك لكي يظهر الإعجاز القرآني في الفلك. حيث ذكر الله سبحانه وتعالى هذه الظاهرة بكتابه الكريم في قوله تعالى (إِذَا بَرِقَ البصر* وَخَسَفَ القمر* وَجُمِعَ الشمس والقمر* يَقُولُ الإنسان يَومئِذٍ أين المفر* كلا لا وزر* إلى ربك يومئذ المستقر* ينبؤا الإنسان يومئذ بما قدم وأخر). ومن العبادات التي تشرع عند حدوث الكسوف الآتي:
- الصلاة.
- الذكر.
- الدعاء.
- الاستغفار.
- الصدقة.
حيث تعتبر هذه العبادات هي خلاص ونجاة الإنسان من ظاهرة الكسوف الكونية، وما يمكن أن يتبعها من عقبات. ولكن كيف يمكن أداء هذه العبادات وما هي الطرق الصحيحة لها.
ما هي صلاة الكسوف وكيف يمكن أدءاها
تعتبر صلاة الكسوف من النوافل المؤقتة التي تصلى عند حدوث الكسوف فقط. ولكنها سُنة مؤكدة يمكن آداءها في جماعة. كما أنها تكون بلا آذان أو إقامة.
وينادى للصلاة (بالصلاة جامعة). والدليل على تأكيد صلاة الكسوف قول الله سبحانه وتعالى “ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن”.
كما ذُكر عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: (خَسَفَتْ الشَّمْسُ فَقَامَ النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَزِعًا، يَخشـى أَنْ تَكُونَ السَّاعة. فأَتى المسجد. فصلى أطول قيام وركوع وسجود، ما رأيته قط يفعله) رواه البخاري. وعدد ركعات صلاة كسوف الشمس ركعتان. ويمكن صلاتهم بالطريقة التالية:
- ركعتان بكل ركعة: قراءتان وركوعـان وقيامان وسجودان.
- يُقرأ في الأولي سورة الفاتحة. وبعدها تُقرأ سورة طويلة.
- يركع روكع طويل. وبعد ذلك يرفع من الركوع. ولكن بدون سجود. وتستكمل قراءة السورة الطويلة أو قراءة سورة أخرى بدون الفاتحة.
- ثم الركوع طويل مرة أخرى. وبعد ذلك الرفع.
- ثم السجود سجدتين طويلتين.
- تُصلى الركعة الثانية مثل الأولى.
- ثم الشهادة والتسليم.
والدليل على ذلك عَنْ أَبِي بَكْرَةَ “رضي اللَّهُ عنهُ” قَالَ: (انكسفت الشمس فقام رسول الله ﷺ يجر رداءه، حتى دخل المسجد، فدخلنا فصلى بنا ركعتين).
ما هي الأدلة على مشروعية العبادات عند حدوث الكسوف
يوجد العديد من الأدلة الشرعية التي تدل على مشروعية العبادات التي يؤديها المسلم عند حدوث الكسوف. حيث ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم العديد من الأحاديث التي حثت على العبادات أثناء الكسوف. ومنها:
- عن أم المؤمنين “عائشة” رضي الله عنها – عن النبي ﷺ أنه قال: (إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينْخَسِفَانِ لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم ذلك؛ فَادْعُوا اللَّه وكَبِّرُوا وصَلُّوا وتَصَدَّقُوا).
- عن أسماء بنت أبي بكر (رضي الله عنهما) أنها قالت: (لقد أمر النبي ﷺ بالعتاقة؛ عند كُسُوفِ الشمس).
- عن عبيد بن عمير قال: (كسفتِ الشَّمسُ علَى عَهْدِ النَّبيِّ ﷺ فقامَ ﷺ قيامًا شديدًا بالنَّاسِ، ثمَّ يركع، ثمَّ يقومُ، ثمَّ يركعُ، ثمَّ يقومُ، ثمَّ يركع، فرَكَعَ رَكعتَينِ، في كلِّ رَكْعةٍ ثلاثُ رَكَعاتٍ. يركع الثالثة، ثمَّ يسجد، حتى إن رجالًا يومئذٍ ليُغشى عليهِم، مما قامَ بِهِم، حتَّى إنَّ سجالَ الماءِ لتصبُّ عليهم. يقولُ: إذا رَكَعَ اللَّهُ أكبرُ، وإذا رفعَ سمعَ اللَّهُ لمن حمدَهُ، حتَّى تجلَّتِ الشَّمسُ.
ما هو حكم تذكير المسلمين بغضب الله وقت الكسوف
يرى العلماء أن تذكير المسلمين بالخوف والرهبة من الله سبحانه وتعالى وقت حدوث ظاهرة كسوف الشمس. من الأمور الهامة التي تحث على الاستقامة والتوبة والرجوع إلى الله سبحانه. كما أن الدليل على ذلك قول رسول الله ﷺ (إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله يخوف بهما عباده). ويدل ذلك على أن الله عز وجل يرسل آياته على عباده ليذكرهم بالرجوع إليه والتوبة وكثرة الاستغفار. ولكن ليس غضبًا من الله جل شأنه على عباده.
ولكن يمكن أن يكون هذا التخويف يرجع إلى عقوبة عُقدت أسبابها، لذلك أمر ﷺ الناس عند الكسوف بالفزع إلى الصلاة، والدعاء، والاستغفار، والصدقة. حيث قال النبي ﷺ (صلوا وادعوا، حتى ينكشف ما بكم). وهذا يدل على الإنذار والتخويف من عقوبات انعقدت أسبابها عند رب العزة والجلاله.
وفي النهاية عزيزي المسلم عليك بالصلاة والدعاء لأنهم من العبادات التي تشرع عند حدوث الكسوف. وذلك للرجوع إلى الله بتوبة خالصة لوجه. حتى يرضى ويرفع ما أرسل من آيات تذكرك بقدرته وعظمته جل شأنه.