إحدى الأمراض المناعية الشائعة التي أصابت ما يقارب 6.8 مليون شخص في الولايات المتحدة الأمريكية. إنها الثعلبة البقعية التي تبدأ بتساقط الشعر في فروة الرأس على شكل بقع صغيرة، وقد تنتهي بالصلع. هيا بنا نتعرف على أعراض الثعلبة البقعية وكيفية الشفاء منها.

قلق وتوتر يرافق فقدان الشعر

هل عانيت سابقاً أنت أو أحد أفراد أسرتك من الثعلبة البقعية؟ إنها اضطراب مناعي يتسبب في مهاجمة خلايا الدم البيضاء لبصيلات شعرك. مما يؤدي إلى تساقط شعر الرأس بغزارة لتظهر بقع دائرية الشكل خالية من الشعر. وقد تؤدي الثعلبة في كثير من الأحيان إلى تساقط كامل شعر الرأس، وقد يتأثر لاحقاً أي موقع لنمو الشعر بما في ذلك اللحية، الرموش وشعر الجسم.

ومن أهم الأعراض التي تسبق تساقط الشعر الحكة أو الحرق في المنطقة المصابة. يمكن أن تؤثر الثعلبة البقعية أيضاً على أظافر يديك وقدميك، وهذه التغييرات هي أول علامة على تطور الحالة. فهناك عدد من التغييرات الصغيرة التي يمكن أن تحدث للأظافر ومنها الخدوش الدقيقة التي تظهر على شكل بقع وخطوط بيضاء مما يجعل الأظافر خشنة، فاقدة لمعانها، رقيقة ومقسمة.  ويلاحظ عادة ضمن تشخيص الأعراض العلامات السريرية الإضافية كشعر علامة التعجب وهذا يحدث عندما يضيق عدد قليل من الشعر القصير في الجزء السفلي وينمو حول حواف البقع الصلعاء، كما يمكن أن تتشكل جثة الشعر وهي المكان الذي يتكسر فيه الشعر قبل أن يصل إلى سطح الجلد. وقد يظهر الشعر الأبيض في المناطق المصابة بتساقط الشعر.

غالباً ما يعاني الكثير من المصابين بالثعلبة البقعية من الإحراج من مظهر شعرهم، مما قد يسبب لهم حالات من القلق والتوتر والاكتئاب.

يمكن أن يكون تساقط الشعر مفاجئاً ويتطور لتظهر الثعلبة البقعية في غضون أيام قليلة أو على مدى بضعة أسابيع.

وهناك القليل من الأدلة العلمية على أن داء الثعلبة ناتج عن الإجهاد، بينما يرجع الكثيرون هذا المرض لأسباب وراثية. حيث تزداد احتمالية إصابتك بهذا المرض إذا كان أحد أفراد عائلتك مصاباً به سابقاً، ويُقدر احتمال ظهور المرض لدى أفراد العائلة التي تظهر فيها الثعلبة واحد من أصل خمسة أشخاص مصابين بها، وخلصت مجموعة من الدراسات العلمية إلى وجود تاريخ عائلي من اضطرابات المناعة الذاتية عند مرضى الثعلبة ممن أصيب أحد أفراد عائلتهم بهذا المرض سابقاً

لا تتلف الثعلبة بصيلات الشعر بالكامل وبالتالي يمكن أن ينمو الشعر مرة أخرى إذا هدأ التهاب البصيلات حيث يجد حوالي 30 بالمائة من الأفراد الذين يصابون بالثعلبة البقعية أن حالتهم إما أن تصبح أكثر شمولاً وهم 10 % من المصابين أو أن تصبح عبارة عن دورة مستمرة من تساقط الشعر وإعادة نموه وهم يشكلون 20%، بينما يتعافى قرابة نصف المرضى من داء الثعلبة في غضون عام واحد.

الثوم وزيت اللوز علاجات غير مدعومة علمياً

هل تعلم أنه حتى اليوم لا يوجد علاج معتمد للثعلبة البقعية على الرغم من وجود بعض أشكال العلاج التي يمكن أن يقترحها الأطباء للمساعدة في إعادة نمو الشعر بسرعة أكبر. إلا أنه هناك الكثير من الأشخاص حتى الآن يوصون بالوصفات التقليدية كفرك فروة الرأس المصابة بالبصل أو الثوم أو الشاي الأخضر المبرد، أو أحد الزيوت  كزيت اللوز أو زيت إكليل الجبل، أو ربما العسل أو حليب جوز الهند. ومن غير المحتمل أن يتسبب أي منها في حدوث ضرر، إلا أن فعاليتها لا تدعمها الأبحاث.

دواء المفاصل يعالج داء الثعلبة؟

عند إصابتك بالثعلبة تبقى العقاقير القوية المضادة للالتهابات الشكل الأكثر شيوعاً والمرجح علمياً لعلاج الثعلبة البقعية كاستخدام الكورتيكوستيرويدات لقدرتها على كبت جهاز المناعة. وعادة ما تؤخذ هذه الأدوية عن طريق الحقن الموضعي أو تطبيق مرهم موضعي أو عن طريق الفم.

ويعد المينوكسيديل دواء هام يمكن وصفه لتعزيز نمو الشعر للشفاء من الثعلبة البقعية من خلال تأثيره في الجهاز المناعي، إلا أنه على الرغم من أن هذه الأدوية تساعد في إعادة نمو الشعر، إلا أنه لا يمكنها أن تمنع تكوين بقع صلعاء جديدة في المستقبل.

أما الدراسات الحديثة فهي تدعم استخدام العلاج الكيميائي الضوئي لتقدم بديلاً محتملاً للمرضى غير القادرين أو غير الراغبين في استخدام العلاجات الجهازية أو الغازية.

وقد أثبت مؤخراً العقار المستخدم لعلاج التهاب المفاصل الروماتويدي ويدعى إكزيلجانز فعاليته العالية لعلاج مشكلة الثعلبة البقعية. إلا أن آثاره الجانبية الخطرة كزيادة من خطر مرض السرطان وإمكانية تطور الإصابة بالسل.

وقد وجدت أبحاث أولية أجريت حديثاً على الحيوانات أن الكيرسيتين، وهو مادة بيوفلافونويد طبيعية موجودة في الفواكه والخضروات، يمكن أن تحمي من تطور داء الثعلبة وتعالج بشكل فعال تساقط الشعر الموجود.

عزيزي المصاب بالثعلبة البقعية لا تقلق فمرض الثعلبة البقعية مرض غير معدٍ وغالباً ما يتم السيطرة على مضاعفاته بالمتابعة الطبية الدائمة للحالة.