مرض العشى الليلي ما هو أسبابه وعلاجه، يعرف العشى الليلي ( المصطلح الإنجليزي nyctalopia) بأنه ضعف في البصر يحدث في أجواء الإضاءة الضعيفة وبشكل أكثر شيوعاً خلال الليل، وتعتبر الحوادث المرورية من أخطر النتائج المتعلقة بمرض العشى الليلي لذلك يجب تنيه الأشخاص المصابين بتجنّب القيادة أثناء الليل حرصاً على سلامتهم.

أسباب العشى الليلي

يوجد العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى الإصابة بالعشى الليلي، ومنها نذكر:

  • نقص فيتامين أ: يعتبر فيتامين أ ضروري لسلامة العينين والأغشية المخاطية الموجودة في الجسم، قد تؤدي التغذية غير المتوازنة أو سوء التغذية إلى حدوث نقص في مستواه الدموي وبالتالي التأثير على الرؤية، ومن الجدير بالذكر أن العشى الليلي من أشيع الأعراض الناتجة عن نقص هذا الفيتامين وأهمها وخاصةً عند النساء الحوامل إذ يؤدي النقص الشديد في فيتامين أ إلى ارتفاع في نسبة الوفيات حول الولادة (خلال فترة الحمل والإرضاع)، كما يؤدي نقص فيتامين أ إلى حدوث التهابات ملتحمة وقرنية والتهاب المخاطيات المبطنة لأجهزة الجسم المختلفة (جهاز الهضم والتنفس والبولي والتناسلي)، وتعتبر الأطعمة ذات اللون البرتقالي كالجزر والقرع والمانجو والشمام من الأطعمة الغنية بهذا الفيتامين بالإضافة إلى وجوده في السبانخ والكرنب الأخضر والحليب والبيض.
  • التهاب الشبكية الصباغي: وهو مرض وراثي ينتج عن اضطراب يصيب الخلايا المستقبلة للضوء في العين مما يؤدي إلى الإصابة بالعشى الليلي واضطرابات في مجال الرؤيا ووضوحها.
  • انفصال الشبكية: وهو مرض تنفصل فيه الشبكية عن البنى المجاورة لها مما يؤدي إلى مجموعة متنوعة من المشاكل البصرية وقد تؤدي إلى بالعمى.
  • حسر النظر: وهو اضطراب بصري يحدث فيه خلل في طول المحور الأمامي الخلفي للعين مما يؤدي إلى وقوع خيال الجسم أمام الشبكية، ويعد العشى الليلي من المشاكل الشائعة المتعلّقة بهذا المرض.
  • ارتفاع الضغط داخل العين (الزرق): يزداد الضغط داخل العين مما يؤدي إلى حدوث تلف في الخلايا البصريّة وبالتالي الإصابة بمجموعة من الاضطرابات البصريّة ويعد العشى الليلي إحدى المشاكل الشائعة في هذا المرض.
  • الجراحات التي تم إجراؤها العين كالليزك واستئصال القرنية: تؤدي العمليات التصحيحية التي يتم إجراؤها على العين إلى تصحيح العيوب البصرية إلا أنها قد تؤدي إلى إحداث مشاكل متعددة كالعشى الليلي.

أعراض العشى الليلي

يتظاهر العشى الليلي بما يلي:

  • عدم وضوح الرؤية في الليل أو الإضاءة الضعيفة.
  • التهاب الأغشية المخاطية للعين واحمرارها (التهاب ملتحمة).
  • الرؤية الانبوبية الناتجة عن تضيّق المجال البصري للعين وانحصاره بمجال انبوبي صغير.
  • جفاف الأغشية المخاطية للعين مما قد يسبب حكة عينية.
  • ظهور آفات بيضاء رمادية على الطبقة الوسطى للعين.

علاج العشى الليلي

يعتمد العلاج على السبب الكامن وراء المرض، فبعض الحالات عكوسة وممكنة المعالجة وبعضها الآخر غير قابل للعلاج، ومن الأساليب العلاجية الممكنة نذكر:

  • يفيد تناول الأغذية الغنية بفيتامين أ في علاج العشى الليلي الناتج عن نقصه، ومن الأطعمة الغنية به نذكر الجزر والشمام والسبانخ واللفت والمانجو، ويستطب إعطاء الشكل الدوائي من فيتامين أ عند وجود نقص شديد في مستواه الدموي أو عند عدم قدرة المريض على تناول أو الحصول على الأغذية الغنية به، ومن الجدير بالذكر أن حاجة المرأة الحامل من هذا الفيتامين تفوق حاجة الفرد العادي.
  • يجب علاج الاضطرابات العينية المسببة للعشى الليلي كفرط الضغط داخل العين من خلال تخفيف الضغط وتصريف الخلط الزائد داخل العين، كما يؤدي علاج حسر البصر باستخدام النظارات المناسبة إلى التخلّص من ضعف الرؤية الليلية بشكل كبير.
  • يعد زرع الخلايا الجذعية من أحدث الأفكار العلاجية في هذا المجال وهي المعالجة الوحيدة القادرة على تحقيق نتائج مرضية بالنسبة لمرضى العشى الليلي الوراثي، إلا أنها تحتاج إلى أيدي خبيرة وتكلفة عالية للقيام بها.

العشى الليلي وعلاقته بالوراثة

هناك نوع من العشى الليلي ذو طبيعة وراثية إذ ينتقل بصفة قاهرة من الوالدين إلى الأبناء، يظهر المرض في سن متوسطة (بين عمر الثلاثين والخمسين) وتبدأ مشاكل الرؤيا بالظهور والتطوّر تدريجياً مع تقدم العمر، يمكن أن يظهر المرض بشكل باكر منذ الولادة ويتطوّر مع العمر، وللأسف فإن هذا المرض غير قابل للعلاج الشافي أبداً، توجد بعض الإجراءات المفيدة التي قد تخفف من اضطرابات الروية كتناول الأغذية الغنية بفيتامين أ وارتداء النظارات المصححة لعيوب الرؤية المرافقة.