تعتبر حموضة المعدة من أشيع أمراض الجهاز الهضمي وأكثرها إزعاجاً وقد زاد انتشارها بشكل كبير في مجتمعاتنا في الفترة الأخيرة نتيجة اتباع نمط حياة غير صحي والاعتماد على الوجبات السريعة الجاهزة، يعاني هؤلاء المرضى من حس الحرقة والغثيان ونقص الشهية ويمكن أن يؤدي الإفراز الزائد لحمض المعدة إلى أذية مخاطيتها وحدوث قرحة معدية، تزداد شدة هذه الأعراض عند تناول أطعمة معينة كالشوكولا والمأكولات الصينية الحارة والمبهّرة كما يلعب التدخين والكحول دوراً سلبياً في تفاقم الحالة، وكل ذلك دفع شركات الأدوية إلى تركيب أدوية معينة تخفّف من حموضة المعدة وتحسّن نوعية حياة المرضى الذين يعانون منها ويعتبر الأوميبرازول واحداً من أفضل أنواع هذه الزمرة وأكثرها توافراً، وهو عبارة عن مثبط مضخة بروتون يعطى بالطريق الفموي غالباً ويحتفظ بالطريق الوريدي للحالات الشديدة، يتم استقلاب الأوميبرازول في الكبد ويطرح عن طريق الكلية في البول .

دواعي استعمال الأوميبرازول

  • حالات عسر الهضم والشعور بالانزعاج البطني.
  • زيادة حموضة المعدة والقلس المعدي المريئي.
  • قرحة المعدة والأثني عشر (القسم الأول من الأمعاء الدقيقة) والمريء.
  • متلازمة زولينجر إليسون (متلازمة يحدث فيها إفراز مفرط لحمض كلور الماء المعدي بسبب وجود ورم مفرز في البنكرياس).

الخمج بجرثومة الملتوية البوابية حيث يدخل الأوميبرازول في الخطة العلاجية.

جرعة الأوميبرازول:

تختلف الجرعة المستعملة من هذا الدواء باختلاف عمر المريض وشدة الحالة ونوع الإصابة إذ تكون الجرعة خفيفة في حالة عسر الهضم أي ما يعادل 10 ملغ إلى 20 ملغ يوميّاً، بينما تبلغ 20 ملغ إلى 40 ملغ يوميّاً في حالة حرقة المعدة والقلس المعدي المريئي والقرحة، ويحتاج مرضى متلازمة زولينجر إليسون إلى جرعة كبيرة تتراوح بين 20 ملغ إلى 120 ملغ للسيطرة على الإفراز الشاذ للحمض، يتم تخفيض الجرعات السابقة عند الأطفال الصغار والمرضى الذين يعانون من مشاكل في الكبد

الآثار الجانبية لدواء الأومبيرازول:

يمكن اعتبار الأوميبرازول من الأدوية الآمنة نسبيّاً فهي لا تؤدي إلى أية آثار جانبية مزعجة عند غالبية المرضى الذين يستخدمونها، أما النسبة القليلة الباقية (1 من أصل 100 شخص) فقد يعانون من آثار خفيفة إلى متوسطة تختفي عند التوقف عن تناول الدواء، ومن أشيع الآثار الجانبية نذكر:

  • صداع وعدم القدرة على التركيز أو الدراسة او العمل بالشكل الأمثل.
  • تعب وإنهاك إذ يصبح المريض كسولاً لا يقوى على القيام بأي جهد فيزيائي.
  • اضطرابات هضمية كالغثيان والإقياء وتغيّر عادات التغوّط (إسهال او إمساك).
  • انزعاج البطني وآلام المعدية حيث تتراوح بين خفيفة إلى متوسطة.
  • غازات البطنيّة.
  • تغيّر في عادات النوم كالنعاس المستمر أو الأرق وصعوبة النوم.
  • دوار إذ يشعر المريض بخفّة في الرأس وأنه على وشك السقوط.
  • طفح جلدي مترافق مع احمرار وحكّة.
  • وذمة وتورّم في الطرفيين السفليين وخاصةً في الكاحلين.
  • يرقان وتغيّر لون البول وتشير هذه الآثار إلى احتمال حدوث إصابة كبديّة إلا أنها نادرة جداً وتستدعي إيقاف الدواء وزيارة الطبيب مباشرةً.

ألم مفاصل مع طفح جلدي واحمرار في الأماكن المعرّضة للشمس بشكل خاص (الوجه واليدين والقدمين ومقدّمة الصدر) ويشير ذلك إلى وجود حالة نادرة تدعى بالذئبة الحمامية الجلدية تحت الحادة وتنتج عن الاستخدام طويل الأمد لالأوميبرازول

موانع استخدام الأوميبرازول

يجب عدم إعطاء الدواء للمرضى الذين لديهم قصة تحسس سابقة له أو لأحد مكوناته، كما يعتبر الأوميبرازول من الأدوية غير المرغوب بتناولها أثناء الحمل وذلك نظراً لعدم وجود معلومات كافية حول تأثيراته على الحامل والجنين بالإضافة إلى امتلاكه تأثيرات ماسخة على أجنة الحيوانات، بينما تشير بعض الدراسات إلى إمكانية استعماله مع مراعاة بعض الشروط والمراقبة الطبية الصارمة، كما يجب توخي الحذر وتخفيف الجرعة عند استعماله لدى الأطفال وكبار السن ومرضى القصور الكبدي والقصور الكلوي، وينصح الأطباء بتجنّب الاستعمال المديد لهذا الدواء نظراً للمشاكل التي يمكن أن يسببها الاستعمال طويل الأمد له. قد يؤدي استخدام أصناف دوائية أخرى مع الأوميبرازول إلى حدوث تداخلات دوائية ومضاعفات قد تكون خطيرة على الجسم إذ تحتاج بعض الأدوية إلى وسط حمضي لتكون فعّالة كبعض الصادات مثل الأمبيسلين والكيتوكونازل والفلوكونازول وبالتالي يقل تأثيرها في القضاء على الإنتان عند مشاركتها مع الأوميبرازول ويصبح الجسم ملعباً لشتّى أنواع الجراثيم المتأثرة بهذه الصادات، بينما يزداد الأثر الدوائي للأدوية النفسية كالديازيبام والفينتوئين والمميعات كالوارفرين عند استعمالها مع الأوميبرازول لذلك يجب مراقبة هؤلاء المرضى بشكل مستمر ودقيق تجنّباً لحدوث تخليط ذهني أو نزوف خطيرة.