باعتبار أن الصيدلية هي المكان الأكثر شمولًا للأدوية المختلفة فهي الوجهة الأولى لغالبية المرضى الذين يُعانون من بعض الأمراض والأعراض الدائمة أو المؤقتة، وتعتبر المشاكل الهضمية من أكثر الحالات التي تواجه الصيادلة، وتضعهم أمام بحر واسع من الأسئلة والأجوبة والأدوية وأمام عدة خيارات تتضمن إما عدم وصف أي دواء واعتبار الحالة عرضية أو وصف أدوية مخففة للأعراض المزعجة أو التحويل إلى طبيب مختص بالأمراض الهضمية لإجراء التحاليل والفحوصات المناسبة، وسأتكلم في هذا المقال عن الغازات الهضمية وأعراضها وأسبابها وطرق علاجها المنزلية وأفضل علاج طارد للغازات متوفر في الصيدلية.

 

الغازات

تعتبر غازات الجهاز الهضمي جزءًا من العملية الهضمية ونتيجةً للتخمرات والعمليات الكيميائية التي تحدث على طوله، كما أنها تنتج بشكل أساسي عن ابتلاع الهواء عند تناول الطعام أو الشراب، ومن الطبيعي جدًّا التخلص من الغاز الزائد عبر التجشؤ أو نفث الغازات، ولكن عندما تُحتجز هذه الغازات الزائدة في الجهاز الهضمي وتُسبب الألم وانتفاخ البطن والانزعاج تتحول إلى مشكلة مرضية تدفع المريض لطلب العلاج.

أعراض الغازات

  • التجشؤ ونفث الغازات الزائدين.
  • الألم البطني وحدوث التقلصات والشعور بالشد في البطن.
  • انتفاخ البطن والشعور بالامتلاء أو الضغط.

أسباب الغازات في الجهاز الهضمي

  • تناول الأغذية الغنية بالكبريت كالبيض والبصل والثوم مثلًا.
  • تناول الكربوهيدرات كالسكريات والنشويات والتي تُخمرها لاحقًا البكتريا المعوية وخاصة في الأمعاء الغليظة، وتوجد في الحلويات الصناعية والبدائل الصناعية للسكر مثل السوربيتول والمانيتول والإكزيليتول وأغلب أنواع الفواكه.
  • تناول الألياف التي لا تُهضم في الأمعاء الدقيقة بل تتخمر قليلًا في القولون، وتوجد في الحبوب الكاملة والخضار كالبصل والبروكلي والكرنب والقرنبيط والهليون والخرشوف والبقوليات بالإضافة إلى الفواكه مثل الكمثرى والخوخ والتفاح.
  • تناول المشروبات الغازية مثل الصودا والجعة.
  • العادات الخاطئة لتناول الطعام، مثل الأكل السريع للغاية أو مضغ العلكة على الدوام أو الشرب بالماصة أو القشة أو التحدث أثناء المضغ أو تناول الحلوى بكثرة.
  • تناول بعض المكملات الغذائية القاطعة للشهية والمخففة للإمساك مثل البسيليوم أو ألياف النخالة.
  • الإصابة ببعض الأمراض الهضمية؛ فقد يكون الوجود الزائد والدائم للغازات علامةً واضحةً على الإصابة ببعض الأمراض المزمنة المتعلقة بالجهاز الهضمي مثل التهاب الرُّتاج أو داء كرون أو التهاب الكولون التقرحي.
  • التغيرات التي تطرأ على مستوى البكتريا المعوية أو زيادة أعدادها مما يؤدي إلى زيادة نسبة الغازات وحدوث الإسهال وفقدان الوزن.
  • الإصابة بعدم تحمل أو حساسية على نوع محدد من المواد الغذائية مثل اللاكتوز الموجود في الحليب ومشتقاته أو الجلوتين الموجود في القمح والحبوب الكاملة.
  • تُحتجز الغازات بشكل مزعج عندما يحدث الإمساك وتُسبب انتفاخ البطن.

علاج الغازات بالطرق المنزلية

وذلك عبر:

  • تغيير النظام الغذائي؛ مثل:
  1. تخفيف إضافة الأطعمة الغنية بالألياف إلى الوجبات أو تناولها باعتدال؛ لأننا لا يُمكن أن ننكر فائدتها العظيمة لصحة الجهاز الهضمي حتى لو كانت تسبب الغازات.
  2. تقليل وضع الألبان ضمن الوجبات، ويُمكن تناول الألبان الخالية من اللاكتوز مثلًا.
  3. إلغاء بدائل السكر من النظام الغذائي واستبدالها بالسكريات الطبيعية وتناولها باعتدال وبعيدًا عن أوقات الوجبات الأساسية.
  4. تجنب تناول الأطعمة المقلية.
  5. تخفيف تناول المواد الدسمة والدهون لأنها تعيق خروج الغازات.
  6. شرب الماء بكميات كبيرة على مدار اليوم، ولكن تجنب شربه أثناء الوجبات أو بعدها.
  7. تناول وجبات أصغر حجمًا وبأوعية وملاعق أصغر.
  8. تناول الطعام ببطء مع المضغ الجيد وتجنب الكلام أو الضحك أثناء تناول الطعام.
  • ممارسة بعض التمارين الرياضية الخفيفة التي تُساعد الأمعاء على تحسين الهضم.
  • يلجأ البعض إلى دهن الزيوت النباتية الفاترة على البطن مثل زيت الزيتون مع التدليك الخفيف لتسهيل خروج الغازات.
  • الامتناع عن التدخين تمامًا.
  • فحص طقم الأسنان واكتشاف فيما إذا كان متناسقًا مع حجم الفم، لأن زيادة حجمه عن حجم الفم ستؤدي إلى ابتلاع الهواء.

أفضل علاج طارد للغازات من الصيدلية

تتنوع الأدوية الطاردة للغازات والمتوفرة بالصيدليات من بلدٍ لآخر، ولكن إليك قائمةً بأهم الأدوية المنتشرة عالميًا:

  • الأدوية الحاوية على الفحم النشط؛ والتي تؤخذ قبل تناول الوجبات وبعدها، وتوجد بشكل أقراص مُعدّة للمضغ.
  • الأدوية الحاوية على سيميثيكون أو ديميثيكون؛ وهي مواد كيميائية تُستطب لعلاج انتفاخ البطن بسبب الغازات، فهي تُساعد على تكسير الفقاعات الغازية وتسهيل مرور الغاز عبر الجهاز الهضمي.
  • الأشكال الصيدلانية الحاوية على أنزيمات تُحسن عملية الهضم مثل ألفا غالاكتوزيداز أو اللاكتاز.
  • الأدوية الحاوية على زيت الشبث.
  • الخلطات النباتية الطاردة للغازات المكوَّنة من ثمار الكمون أو ثمار الشمرة أو ثمار اليانسون وأوراق المليسة وأوراق النعناع وأزهار البابونج.
  • تُفيد مضادات تشنج العضلات الملساء الهضمية مثل ميبيفيرين أو أليفيرين.
  • يُمكن للميتوكلوبراميد الذي يُستخدم كمضاد إقياء أن يُعطي فعاليةً جيدةً في طرد الغازات لأنه يُحرض الإفراغ المعوي السليم.

وفي النهاية من المهم جدًّا مراقبة التحسن وعدد مرات تكرار أعراض الغازات لتحديد ضرورة التوجه إلى طبيب مختص بالأمراض الهضمية، ولا تقلّ أهمية العلاجات المنزلية الطاردة للغازات عن أهمية العلاجات الدوائية.