هل سبق ولاحظت بقع صفراء اللون على  القسم العلوي الداخلي من جلد جفنيك؟ نعم إنها اللويحة الصفراء.

تتكون هذه البقع في الحقيقة من طبقة الكوليسترول التي تتواجد في الطبقة الموجودة تحت الجلد، هي في الواقع ليست مؤلمة، ولكن سيسبب لك وجودها في منطقة هامة ومرئية كالوجه الكثير من الإزعاج.

لن تتجاهل اللويحة الصفراء بعد الآن

ظهور تلك البقع الصفراء المتقرّنة على أجفانك لن يسبب لك الألم في تلك المنطقة ولكن يعبر ظهورها في الغالب عن قابلية جسمك للإصابة بأمراض القلب والشرايين. وعليك الحذر الشديد فهذه البقع الدهنية التي يتراوح حجمها ما بين رأس الدبوس وحبة العنب قد تكشف عن أخطار في جسمك قد تودي بحياتك بالكامل.

يمكن تشخيص هذا المرض بصرياً من قبل الطبيب عن طريق فحص منطقة الأجفان في مكان وجود هذه البقع، ومن ثم قد يطلب إليك أخذ عينة دموية لإجراء فحوص الكوليسترول والشحوم في الدم.

يعد مرض اللويحة الصفراء نادر الحدوث، وإن كنت من الرجال اطمئن، فأنت أقل عرضة للإصابة بهذا المرض، حيث أثبتت الإحصائيات الطبية أن أغلب المصابين باللويحة الصفراء هم من النساء، كما أن هذا المرض يصيب المرء في منتصف العمر أي بين (30-50) سنة.

أسباب الإصابة بهذا المرض

هل تعاني من السمنة وزيادة في الوزن؟ متى كانت آخر مرة قمت فيها بأحد اختبارات الدم كقياس نسبة الكوليسترول ونسبة الشحوم الثنائية أو حتى الثلاثية؟ قد تدل تلك المؤشرات على إصابتك ببقع اللويحة الصفراء. وهي من المسببات الأساسية لهذا المرض.

سيقوم الطبيب بتشخيص إصابتك باللويحة الصفراء إذا كانت أحد نتائج فحوصاتك الدموية كالتالي: انخفاض في مستوى الكوليسترول الحميد (HDL)، وبالمقابل ارتفاع مستوى الكوليسترول الضار (LDL) في الدم، زيادة مستوى الكوليسترول الوراثي (العائلي)، وقد تؤدي الإصابة بمرض تليف الكبد من الدرجة الأولى إلى رفع مستويات الكوليسترول الضار (LDL) في الدم وبالتالي الإصابة بمرض اللويحة الصفراء.

والجدير بالذكر أن هذا المرض الغريب ينتشر بكثرة لدى الأشخاص الذين لديهم أصول أسيوية أو من منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط.

سبل علاج بقع اللويحة الصفراء

هناك احتمالية بأن تتطور وتنمو اللويحة الصفراء إذا ما تم إهمالها مع مرور الزمن فهي لن تزول من تلقاء نفسها، أما إذا شعرت بالسوء حيالها يمكنك الإسراع بزيارة الطبيب المختص ليقوم بازالتها لك بإحدى الطرق العلاجية الآتية:

إذابة البقع بالتقشير الكيميائي باستعمال الأدوية المقشرة للبشرة، حيث تقوم هذه الطريقة على تقشير طبقة البشرة باستمرار مما يؤدي إلى زوال بقع اللويحة الصفراء تدريجياً مع طبقات البشرة التي تم تقشيرها، أما الطريقة الثانية فهي العلاج بالأدوية مثل سيتاتين سيمي فاستاتين، أو استخدام تقنية الكرايو (طريقة صعق الدهون بالتجميد) حيث تعمل هذه الطريقة على تجميد البقع الصفراء المتقرنة بصعقها بمادة شديدة البرودة كالنيتروجين السائل أو (ما يدعى بحرق الآزوت)، كما يمكن استخدام تقنيات الليزر المتطورة وأهمها تقنية فراكشنال CO2 التي أثبتت فعاليتها في إزالة الطبقات المتقرنة من الجلد، ومن الطرق الأخرى المعالجة باستخدام الإبر المكهربة، والجراحة التقليدية إلا أنها قد تترك آثاراً، وفي بعض الأحيان تقوم هذه الطريقة على إزالة الجرّاح لطبقات الجلد القرنية باستخدام مشرط الجراحة.

جميع طرق العلاج السابقة تعتبر مجدية وفعالة في تخليصك من تلك البقع الدهنية، ولكن يجدر بك معرفة الآثار الجانبية التي قد تترتب على بعض هذه الطرق كتشكل الندب في مكان البقع التي تمت إزالتها، وتغير لون بشرة الجلد، والجفن المقلوب، وحدوث انتكاسات وعودة تشكل البقع من جديد وخاصة إذا كانت ناتجة عن ارتفاع مستوى الكوليسترول الوراثي (العائلي).

في أي مرحلة يتوجب عليك زيارة الطبيب؟

من المؤشرات الخطرة التي يُظهرها مرض اللويحة الصفراء في الحالات المتقدمة تراكم الطبقات الدهنية الصلبة على جفني المريض، حينها تكون زيارة الطبيب لإجراء الفحوصات الدموية أمراً في غاية الأهمية، فغالباً ما يترافق نمو تلك البقع مع بعض الأمراض المزمنة كارتفاع ضغط الدم، داء السكري، ارتفاع نسبة الكوليسترول والدهون في الدم، وتَظهر هذه الأمراض في الغالب عند الذين يعانون من البدانة والمدخنين

وفي النهاية يمكننا القول إن كنت من المعرضين للإصابة بمرض اللويحة الصفراء باستطاعتك التقليل من أعراضها وتجنبها باتباع أسلوب الغذاء الصحي واتباع الحميات الغذائية التي تحوي على الخضار الطازجة والفواكه، مع تغيير نمط الحياة الخاص بك والحفاظ على مستويات منخفضة من الكوليسترول والشحوم في الدم، ولا تهمل ممارسة التمارين الرياضية لمدة 30 دقيقة على الأقل في اليوم، واحذر من ارتفاع نسبة الدهون وخاصة المشبعة في النظام الغذائي، كما عليك التقليل من تناول المشروبات الكحولية والإقلاع عن التدخين الذي يزيد من ترسب طبقة البلاك على جدران الأوعية الدموية، وبالتالي الإصابة بتصلب الشرايين والسكتات الدماغية، ولا تؤجل زيارة الطبيب إذا شعرت بتراكم طبقات دهنية صلبة حول العينين. وتبقى سلامتك وصحتك وجهتنا ومقصدنا الدائم فحافظ عليها.