يعرّف فقدان الشهية العصبي أو ما يسمى بـ (an-o-REK-see-uh) بأنه اضطرابٌ في تناول الطعام يؤدي لاحقًا لحدوث انخفاضٍ غير طبيعيٍ في وزن الجسم. ومن المعروف عن الأشخاص المصابين بفقدان الشهية بأنهم يعطون أهميةً كبيرةً لأوزانهم وللشكل الخارجي لأجسامهم، وبالتالي حدوث جهود مفرطة لتقييد كمية الطعام المتناولة بشدة للتخلص من الوزن. فيميلون للتحكم بالسعرات الحرارية باستخدام طرق مختلفة كالتقيؤ بعد تناول الطعام، أو تناول المسهلات، أو مدرات البول، أو غيرها من الطرق المختلفة.
كما أنهم يميلون لممارسة الرياضة بشكلٍ مفرط، كل هذه الطرق تؤدي لحدوث فقدان للشهية يتطور ليصبح فقدان شهية عصبيًا (وهو النوع المزمن لفقدان الشهية). وبذلك يمكن أن يسيطر فقدان الشهية على الحياة ويصبح من الصعب التغلب عليه بفترة قصيرة، بل يحتاج لفترة طويلة من العلاج. فإذا كنت من المهتمين بمعرفة الأسباب المؤدية لحدوث فقدان الشهية العصبي ما عليك إلا أن تتابع قراءة مقالنا هذا.

أعراض فقدان الشهية العصبي

أحيانًا تكون هناك صعوبة في ملاحظة الأعراض والعلامات التي تدلنا على حدوث فقدان شهية عصبي. لأن الوزن المنخفض يختلف من شخص لآخر، ثم أنّ هناك أشخاص لا يبدو عليهم النحف للغاية. يشمل فقدان الشهية العصبي نوعين من الأعراض:

الأعراض الجسدية لفقدان الشهية العصبي

تشمل الأعراض الجسدية ما يلي:

  • فقدان وزن شديد وملحوظ وعدم تحقيق مكاسب النمو الطبيعية في الوزن.
  • تعداد الدم غير طبيعي.
  • أرق وتعب دائم.
  • إغماء، أو دوار.
  • حدوث تلون في الأصابع باللون الأزرق.
  • وجود شعر ناعم ورقيق جدًا يغطي الجسم.
  • تساقط الشعر، أو تقصفه، وبالتالي يصبح الشعر خفيفًا.
  • حدوث آلام في البطن وإمساك.
  • انقطاع الطمث.
  • يصبح الجلد جافًا، أو مصفرًا.
  • التحسس الكبير تجاه البرد وعدم تحمله.
  • ضربات القلب تصبح غير منتظمة.
  • حدوث ورم في الساقين، أو الذراعين.
  • حدوث تآكل في الأسنان.
  • انخفاض في ضغط الدم.

الأعراض السلوكية والعاطفية

  • إشغال النفس بتحضير الطعام للآخرين، وبدون تناول الطعام معهم.
  • اختلاق أعذار لعدم تناول الطعام، أو إنكار الجوع.
  • تخطي الوجبات الأساسية، أو رفض تناولها.
  • تناول الأطعمة قليلة السعرات الحرارية والدهون.
  • اعتماد عادات سيئة كبصق الطعام بعد مضغه.
  • عدم تناول الطعام في الأماكن العامة.
  • الكذب على الآخرين بخصوص تناول كميات طعام كبيرة.
  • الشكوى الدائمة من السمنة، أو وجود كميات من الدهون في مناطق الجسم المختلفة.
  • الأرق.
  • الانسحاب الاجتماعي.
  • قلة المشاعر العاطفية.
  • قلة الاهتمام بالجنس.

الطرق السلوكية الضارة لفقدان الوزن

تتضمن الأعراض السلوكية محاولات لفقدان الوزن تجاه الأطعمة عن طريق:

  • تقييد تناول الطعام بشكلٍ كبير عن طريق اتباع حمية غذائية قاسية، أو عن طريق الصيام.
  • الإفراط في محاولات التقيؤ المتعمد بهدف التخلص من الطعام، وتشمل استخدام المسهلات، أو مساعدات النظام الغذائي، أو الحقن الشرجية، أو منتجات عشبية أخرى.
  • الإفراط في ممارسة الرياضة.

العوامل المؤثرة على فقدان الشهية

لا يوجد سبب دقيق للإصابة بفقدان الشهية، ومن المحتمل أن يكون ناتجًا عن سبب واحد، أو مجموعة من الأسباب والعوامل التالية:

  • عوامل بيولوجية: إلى الآن لم يؤكد أن الجينات متورطة في التأثير على فقدان الشهية، فيمكن أن تكون هناك بعض التغيرات الجينية التي تؤثر على الأشخاص وتجعلهم أكثر عرضةً للإصابة بفقدان الشهية. وهناك مجموعة من الأشخاص لديهم ميل وراثي للكمال، أو المثابرة، أو الحساسية، وهذه السمات كلها مرتبطة بفقدان الشهية.
  • عوامل بيئية: تعتبر الثقافة الغربية أنّ النحافة مرتبطة بالنجاح، وبذلك يزداد الضغط على الأشخاص من البيئة المحيطة وتزداد رغبتهم بالتخلص من البدانة ليصبحوا أكثر نحافةً، وبشكلٍ خاص عند الفتيات الصغيرات.
  • عوامل نفسية: يمتلك بعض الأشخاص المصابين بفقدان الشهية ما يسمى بالوسواس القهري، أو سمات شخصية تجعل لديهم إرادةً قويةً. فيسهل عندهم الالتزام بالأنظمة الغذائية مهما كانت صارمةً، ولا يأخذون بعين الاعتبار الأضرار الناتجة.

مضاعفات فقدان الشهية

عند عدم معالجة السبب الناتج عنه فقدان الشهية نتيجةً لعدم معرفته ينتج الكثير من المشاكل منها:

  • الإصابة بسوء التغذية.
  • الفقدان التدريجي للقوة.
  • انتشار العدوى.
  • حدوث نقص في الفيتامينات.
  • حدوث متلازمة الهزال.
  • الانتشار السريع للعدوى.
  • انتشار السرطان.

علاج فقدان الشهية

  • كما يقال إذا عُرف السبب بطل العجب، أي إذا كان السبب المؤدي لفقدان الشهية ناتجًا عن عدوى فيروسية، أو بكتيرية، لا يوجد داعي للعلاج في هذه الحالة. لأنه ببساطة عند ذهاب المسبب ستعود شهية الشخص على طبيعتها.
  • أما في حال كان السبب المؤدي لفقدان الشهية حالةً طبيةً مزمنةً كمرض السرطان مثلًا، فيوجد صعوبة في تحفيز شهية الشخص الفاقد لها. لكن من جهة ثانية يمكن لتناول الطعام بوجود الأهل، أو الأصدقاء، أو الأشخاص المحببين، أو طهيه، أو الذهاب إلى المطعم أن يحفز شهية المرء لتناول الطعام إلى حدٍ ما.
  • ممارسة التمارين الرياضية بشكلٍ يومي يمكن أن يحسن الشهية.
  • اعتماد تناول وجبات صغيرة لمراتٍ أكثر، حيث الوجبات الصغيرة يمكن أن تستوعبها المعدة بشكلٍ أكبر. بشرط أن تكون الوجبات غنية بالعناصر الغذائية والبروتينات، كما يجب محاولة الشخص شرب مشروبات البروتين السائلة.
  • يمكن تدوين الوجبات المتناولة على دفتر صغير وعرضها على الطبيب لتسهيل تقييم الحالة، وبالتالي معرفة طريقة العلاج المناسبة.
  • في حال معرفة الطبيب سبب فقدان الشهية، يمكن أن يصف دواءً فاتحًا للشهية. وإذا كانت نتائج التحاليل تدل على وجود سوء تغذية، يصف الطبيب مكملات غذائيةً عن طريق الوريد.
  • عندما يكون سبب فقدان الشهية نفسيًا يلجأ الطبيب بشكلٍ فوري لتحويل المريض إلى طبيبٍ نفسي ليجد سبب المرض سواءً كان اكتئابًا، أو اضطرابًا في تناول الطعام، أو استخدام الأدوية وتناولها بطريقة خاطئة.

وفي ختام مقالنا نتمنى منك عزيزي القارئ عند مشاهدة أحد أفراد العائلة يتّبع حميةً غذائيةً قاسيةً فتحدث معه وأخبره عن العادات الصحية والسلوك السليم، والخيارات المتاحة للعلاج بدون حدوث أضرار جانبية كالإصابة بفقدان الشهية.