الصّرع هو اضطراب في الجّهاز العصبي المركزي يصبح فيه نشاط الدماغ غير طبيعيّ، مما يسبب نوبات متكرّرة نتيجة اندفاع مفاجئ للنّشاط الكهربائيّ في الدّماغ. ويوجد نوعان من النّوبات نوبات كاملة تؤثر على الدّماغ بأكمله،(وفي أغلب الأحيان يكون سببها وراثي). ونوبات جزئيّة تؤثر على جزء واحد فقط من الدّماغ، (وسببها التّعرض لضربة على الرأس). تسبب النّوبات القويّة تشنج في العضلات لا يمكن السّيطرة عليها، وتستمر من بضع ثواني إلى عدة دقائق. وفي بعض الأحيان يفقد المصاب بالنّوبة الوعي ولا يتذكر حدوث النّوبة عندما يستعيد وعيه. والجدير بالذّكر أنّ الصّرع يصيب الرّجل أكثر من المرأة . ويصيب جميع الأعمار والأجناس والأعراق. وتختلف النّوبات من شخص إلى آخر فالبعض يحدقون بهدوء لبضع ثوان، والبعض تؤدي النّوبة إلى تشنج أذرعهم وأيديهم ويسقطون أرضًا ويفقدون السّيطرة على حركاتهم. فما هي أعراض الإصابة بالصرع وكيفية العلاج هذا ما سنتعرف عليه في سطورنا التّالية.

ما أعراض نوبة الصرع

  • السّقوط المفاجئ على الأرض من دون سبب ويحدث ذلك عندما يفقد المصاب بالنوبة الوعي.
  • اهتزاز الذّراعين والقدمين بشكل متكرر.
  • تصلّب مفاجئ يصيب القدمين واليدين.
  • فقدان السّيطرة على الأمعاء والمثانة.
  • فقدان التّواصل مع المحيطين وعدم الاستجابة لأسئلتهم.
  • يبدو في حالة ذهول وعدم القدرة على التّواصل مع الآخرين.
  • الغضب والذّعر بدون سبب واضح.
  • عض الّلسان.
  • التّحديق في الفراغ وثبات حدقة العين.
  • اضطرابات في النّوم.
  • تغيرات في حاسة الشّم أو السّمع أو البصر أو التّذوق.
  • حركات سريعة واهتزاز في اليدين أو القدمين.
  • حركات متكررة لا إرادية.
  • حدوث صداع شديد بعد انتهاء النّوبة.
  • قد تؤدي النّوبة إلى توقف التّنفس مما يسبب ازرقاق الشفتين.
  • الإحساس بوخز وارتعاش في القدمين واليدين.
  • الإصابة بإرهاق شديد بعد انتهاء النّوبة ورغبة في النّوم.

عوامل تزيد من خطر حدوث نوبات الصّرع

  • قلّة النّوم والتّعب الجسديّ.
  • تناول بعض الأدوية.
  • الإصابة بمرض أو حمى.
  • التّعرض للأضواء السّاطعة.
  • عدم تناول كميّة كافية من الطّعام أو الإفراط في تناول الطّعام.
  • الضّغوط العصبيّة اليوميّة.
  • تعاطي المخدرات وشرب الكحول.
  • عدم الالتزام بالأدوية الموصوفة لمنع حدوث الاختلاج والنّوبات.

أسباب الإصابة بالنّوبة

تختلف أسباب الإصابة بنوبة الصّرع حسب عمر المريض وحسب المؤثرات الخارجيّة التّي يتعرض لها، ومن ضمن هذه الأسباب:

  • عند الرّضع وحديثي الولادة:
      • تعاطي الأم للمخدرات أثناء الحمل.
      • حدوث اختلاجات أيضيّة أثناء الولادة.
      • حدوث صدمة الولادة.
      • وجود مشاكل خلقية لدّى الجنين.
      • حدوث حمى نتيجة عدوة منقولة للجنين.
      • نقص الأوكسجين في الدّماغ أثناء الولادة.
  • عند الأطفال والمراهقين والشّباب:
      • التّعرض لصدمة في الرّأس أو إصابة في الدّماغ.
      •  نتيجة شرب المخدرات والكحول.
      • انسحاب المخدرات من الجسم.
      • عوامل وراثية.
      •  تناول بعض أنواع الأدوية أو العقاقير غير المصرّح بها من وزارة الصّحة.
      • حدوث ورم في الدماغ.
      • الإصابة بالتهاب السّحايا.
      • مرض الزّهايمر أو الإصابة بالخرف.
      • حمى في الدّماغ أو مرض خطير.

تشخيص مرض الصّرع

يطلب الطّبيب المعالج تاريخ طبي كامل للطّفل ولأسرته، ويسأل بعض الأسئلة عن مواعيد حدوث النّوبات. يتمّ تشخيص النّوبة من خلال الفحص الجسديّ وبعض الاختبارات التّشخيصيّة الأخرى وهي:

  • تحليل للدّم.
  • إجراء مخطط كهربائيّ للدماغ عن طريق وصل أقطاب كهربائيّة بالرأس تسجّل النّشاط المستمر للدّماغ.
  • التّصوير بالرّنين المغناطيسيّ يستخدم فيه جهاز الكمبيوتر وترددات الرّاديو بالإضافة إلى مغناطيسات كبيرة وتعطي صورة مفصلة لأعضاء الجسم والهيكل الدّاخليّ.
  • التصوير المقطعي المحوسب: وهو عبارة عن مزيج من الأشعة السّينيّة وتكنولوجيا الحاسوب تعطي صورة أفقية مفصلة لأي جزء من الجسم، بما في ذلك العظام والعضلات. وتعتبر هذه الصّورة أكثر وضوحًا من صورة الأشعة السّينيّة العادية.
  • البزل القطني: وهو سحب كميّة صغيرة من سائل الدّماغ النخاعي عن طريق إدخال إبرة في أسفل الظّهر، وإرسالها للاختبار المخبري لتحديد وجود مشاكل في الجسم.

علاج مرض الصّرع

تختلف طريقة علاج الصرع باختلاف المسبب لها وباختلاف مكان الإصابة في الدّماغ، نذكر من هذه العلاجات:

  • العلاج بالنّظام الغذائيّ: يستخدم لدى الأشخاص الذّين يعانون من أشكال معيّنة من الصّرع يحدّدها الطبيب المعالج، وأكثر الأنظمة الغذائيّة المستخدمة لعلاج الصّرع هو نظام الكيتو الذّي يعتمد على الدّهون والبروتين كغذاء أساسي ويبتعد عن الكربوهيدرات، بالإضافة إلى نظام   أتكنز المعدل يشبه بقوانينه نظام الكيتو لكنّه أقل تعقيدًا منه. وقد أثبتت التّجارب نجاعة النّظامين في التّقليل من حدوث النّوبات لدى نصف المرضى تقريبًا.
  • العلاج بالأدوية: تتوافر بعض الأدوية التّي تعالج نوبات الصّرع ولكنها لا تعالج الحالة المرضية الأساسيّة، فتعمل الأدوية على منع بدء النوبات عن طريق منع خلايا الدّماغ من إرسال إشارات كهربائيّة مشوّشة. وبسبب كثرة انتشار الأدوية المعالجة للأعراض أصبح اختيار الدّواء المناسب أمراً معقّداً يعتمد على عدّة عوامل منها عمر المريض وجنسه ونوع النّوبة ونوع مرض الصّرع، بالإضافة إلى الآثار الجّانبيّة المحتملة للدّواء، والحالات المرضيّة الأخرى التّي يعاني منها المريض،
  • العلاج بالجراحة: تستخدم الجراحة لدّى المرضى الذّين يعانون من صرع جزئي وليس صرع عام (أي أنّ المرض ينتج من جزء واحد من الدّماغ) ويجب أن تكون منطقة الصّرع في جزء من الدّماغ ليتم إزالة هذا الجزء فقط.

كيفية مساعدة المصاب بنوبة الصرع

  • إبعاد المريض عن أي أدوات أو أماكن قد تسبب الخطر له.
  • مساعدة الشّخص على الجلوس أو الاستلقاء منعًا لسقوطه على الأرض.
  • ابعاد الأشخاص عنه كي يتمكن من التّنفس هواء نقي.
  • تجنب وضع شيء في فم المصاب لأن ذلك قد يؤدي إلى اختناقه أو التّسبب بكسر أسنانه.
  • ترك المريض على راحته وعدم ارغامه على الثّبات لأن ذلك يزيد من حدّة النّوبة.

لا تعني الإصابة بنوبة صرع واحدة أنك مصاب بالصرع. بل لا بد من حدوث نوبتين على الأقل لتشخيص الصرع. ولكن في حال ثبتت الإصابة من قبل الطّبيب يجب الالتزام بالعلاج والنصائح التّي يضعها الطبيب للتخفيف من المرض أولًا والتخفيف من حدة النّوبات ثانيًا.