يحدث الربو عند الأطفال عند إصابة الجهاز التنفسي بأنواع محددة من الفيروسات. كما أن تعرض الطفل لبعض المواد المسببة للحساسية، وبالأخص خلال فصلي الخريف والربيع، ستؤدي إلى إصابته بالربو. وهو من الأمراض التي تصيب القصبات الهوائية في الجهاز التنفسي، والتي تنحصر مهمتها في إيصال الهواء من وإلى الرئتين. يظهر الربو غالبًا عند الأطفال ولكن من الممكن أن يظهر في أي عمر آخر. كما أن طريقة تطور المرض تختلف من مصاب إلى آخر أيضا. حيث تختفي نوبات ضيق التنفس المرافقة للمريض فور تجاوزه لمرحلة الطفولة عند معظم الأشخاص، في حين تستمر هذه النوبات عند أشخاص آخرين لفترات ما بعد الطفولة. كما لوحظ في السنوات الأخيرة زيادة في عدد مرضى الربو بشكل كبير، وقد يعود سبب هذه الزيادة إلى انتشار العوامل المحفزة لحدوث الربو. من النادر إصابة كبار العمر بمرض الربو، وعند إصابتهم فيكون من الصعب تحديد الأسباب وراء هذه الإصابة. سنستكشف في هذا المقال كل ما يتعلق بعلاج مرض الربو عند الأطفال. كما سنبين كيفية التقليل من نوبات الربو.

ما هي طرق علاج الربو عند الأطفال

تتضمن الخطة العلاجية التي يعتمدها الأطباء للأطفال المصابين بالربو استخدام أكثر من علاج، لاستهداف جميع أجزاء المشكلة، وتتضمن هذه الخطة:

  • علاج التهاب المسالك الهوائية، ويتم ذلك من خلال استخدام الأدوية طويلة الأمد، والتي تفيد في تقليل نوبات الربو.
  • استعمال أدوية ذات مفعول قصير الأمد يهدف إلى علاج سريع لنوبات الربو.
  • كما يجب تجنيب الطفل التعرض لتأثير أي محفز من محفزات الربو أو التقليل منها إلى أقل حد ممكن.

تكون منهجية العلاج المتبعة تدريجية. إذ تهدف في البداية إلى استخدام العلاجات طويلة الأمد، وذلك بهدف التقليل من عدد نوبات الربو لأدنى حد ممكن. ومن الممكن عندها علاج النوبات من خلال العلاجات القصيرة الأمد. وبالتالي فإن نوع العلاج والجرعة المخصصة قد تزيد إلى حين استقرار حالة الربو. وعند الوصول إلى حالة الاستقرار لفترة زمنية معينة، سيقوم الطبيب بالتخفيف من جرعة الدواء. ويكتفي الطبيب حينها بإعطاء أقل جرعة كافية للحفاظ على استقرار حالة الربو. إذا لاحظ الطبيب أن الطفل يحتاج إلى الكثير من جرعات العلاج القصير الأمد، فإنه سيزيد جرعة العلاج طويل الأمد أو قد يضيف علاج جديد. يمكن القول إن منهجية العلاج المتبعة تهدف إلى زيادة أو تخفيف الجرعة بمرور الوقت، ويعتمد ذلك على استجابة الطفل لكمية الجرعة، مع مراعاة نمو الطفل والتغيرات الموسمية.

الأدوية طويلة الأمد المستخدمة لعلاج الربو عند الأطفال

تُعرف أيضًا باسم الأدوية الوقائية طويلة الأمد، ويجب أن يتناول الطفل هذه الأدوية بشكل يومي لمدة طويلة من أجل السيطرة على نوبات الربو المستمرة. كما من الممكن استخدامها بشكل موسمي، وذلك في الحالات التي تكون فيها حالة الربو تتفاقم خلال مواسم معينة من العام. تشمل أنواع أدوية السيطرة على حالة الربو طويلة الأمد ما يلي:

  • الكورتيكوستيرويدات المستنشقة:وهي من أكثر أنواع الأدوية طويلة الأمد المستخدمة للسيطرة على الربو للأطفال.
  • معدلات الليكوترايين: وهي أدوية يمكن إضافتها إلى خطة العلاج في حال لم تؤدي جرعات العلاج من الكورتيكوستيرويدات المستنشقة لوحدها إلى استقرار حالة الربو.
  • محفزات مستقبلات بيتا طويلة المفعول: وهي أدوية مُستنشقة والتي من الممكن إضافتها إلى خطة العلاج بالكورتيكوستيرويدات.
  • كرومولين: دواء استنشاقي يمنع حدوث التهابات ويمكن إضافته إلى خطة العلاج بالكورتيكوستيرويدات المستنشقة.

الأدوية قصيرة الأمد المستخدمة لعلاج الربو عند الأطفال

تسمى هذه الأدوية بموسعات الشعب الهوائية ذات المفعول القصير، حيث تخفف وبشكل فوري من أعراض نوبات الربو، ويستمر مفعول تأثيرها من أربع إلى ست ساعات. وعلى الرغم من أن تأثير هذه الأدوية سريع، فإنها لا تقي الطفل من التعرض لنوبات مستقبلية. وفي حال تكرار إصابة الطفل بنوبات الربو، فإنه يحتاج إلى خطة علاج باستخدام الأدوية طويلة الأمد، مثل الكورتيكوستيرويدات المستنشقة. من الممكن استخدام العلاجات قصيرة الأمد مع الأطفال المصابين بأعراض ربو خفيفة، وبنوبات متقطعة، وستكون عندها هذه العلاجات كافية.

العلاج المناعي للربو عند الأطفال

في الحالات التي يكون فيها الطفل مصابًا بالربو التحسسي، فإن استخدام حقن التخلص من التحسس أو ما يسمى بالعلاج المناعي، قد تساعد الطفل على التخلص من النوبات التي تحصل عند تعرضه للمواد المحفزة للربو. ويبدأ العلاج بخضوع الطفل لسلسلة اختبارات على الجلد لتحديد المواد التي تحفز رد الفعل التحسسي لديه. وما إن يتم تحديد محفزات الربو لدى الطفل، فإنه سيحصل على مجموعة من الحقن التي تحتوي على جرعات قليلة من هذه المحفزات. ومن المحتمل أن يُعطى الطفل حقنة أسبوعيًا لمدة أشهر، ومن ثم حقنة شهريًا لمدة قد تصل إلى خمس سنوات. ويجب أن يتلاشى بعدها رد الفعل التحسسي تجاه هذه المواد.

الأجهزة المستخدمة لتوصيل أدوية علاج الربو عند الأطفال

تُعطى معظم أدوية الربو باستخدام جهاز الاستنشاق، وتساعد ملحقات أجهزة الاستنشاق على تسهيل حصول الأطفال الذين لم يتجاوزوا الخمس سنوات على الجرعة المناسبة. ومن هذه الملحقات أجهزة الرذاذ، حيث تحول هذه الأجهزة الأدوية إلى رذاذ خفيف يستطيع الطفل استنشاقه بسهولة من خلال قناع وجه. ومن الممكن استخدامه مع الأطفال الصغار لصعوبة استخدام جهاز الاستنشاق لوحده.

الوقاية من نوبات الربو عند الأطفال

يمكن اتباع بعض الأمور التي تساعد على التقليل من حدوث نوبات الربو لدى الأطفال، مثل:

  • الالتزام بإعطاء الأدوية الموصوفة بجرعاتها وأوقاتها الصحيحة.
  • تجنب جميع محفزات نوبات الربو.
  • الاستجابة السريعة فور حدوث نوبة الربو لمنع تفاقمها.
  • مراقبة تنفس الطفل بشكل دائم.

من المهم في نهاية المقال التأكيد على أن خطة علاج الربو عند الأطفال تتطلب مراقبة دقيقة ومستمرة، مع الحرص على مراجعة الطبيب بشكل دائم من أجل تعديل الخطة العلاجية بناءً على تطور الحالة لدى الطفل.