يعتبر انخفاض السكر من الاضطرابات الصحية شائعة الحدوث عند الأطفال حديثي الولادة، لذا قد يتساءل كثيرون ما علاج نقص السكر لدى الرضع، وما هي أعراض المرافقة لهذا الاضطراب، وهل يمكن تفادي حدوثه.
كما هو معروف يعد السكر المصدر الأساسي لطاقة الجسم والدماغ. ويعرف نقص السكر بأنه اضطراب صحي يتمثل بانخفاض مستويات الغلوكوز في الدم بشكلٍ كبيرٍ. حيث يحصل الأطفال خلال مرحلة الحمل على الغلوكوز من أمهاتهم عبر المشيمة. في حين يحصلون عليه بعد الولادة من حليب الأمهات، أو من الحليب الصناعي في حال عدم الرضاعة الطبيعية. وخلال فترة الحمل يكون معدل السكر الطبيعي في دم الجنين بحدود خمسٍ وعشرين إلى خمسٍ وأربعين ميلي غرامٍ لكل مئة ميلي لترٍ من الدم، وهو أقل من تركيز السكر في دم الأم، حيث يسمح هذا الاختلاف بانتقال السكر من الأم إلى الجنين.

بعد الولادة يتوقف تزويد الجنين بالسكر عبر المشيمة، ويبدأ بالحصول عليه من حليب الأم. حيث يكون تركيز السكر في دم الجنين بعد الولادة بحدود خمسين إلى ستين ميلي غرامٍ لكل مئة ميلي لترٍ من الدم للأطفال كاملي النمو. إلا أن هناك بعض الحالات التي ينخفض فيها مستوى السكر بشكلٍ كبيرٍ بعد الولادة. فلتتعرف معنا عزيزي القارئ على أسباب نقص السكر لدى الرضع، وكيفية تشخيص وعلاج هذا الاضطراب.

أسباب نقص السكر لدى الرضع

هناك العديد من العوامل التي قد تسبب اضطراب نقص السكر لدى الأطفال الرضع حديثي الولادة نذكر منها:

  • سوء تغذية الأم خلال مراحل الحمل المختلفة، وعدم حصولها على الغلوكوز اللازم لنمو جنينها.
  • إصابة الأم بمرض السكري أثناء حملها، ومحاولة البنكرياس ضبط مستوى السكر بإفراز المزيد من الأنسولين والذي يصل إلى الجنين عبر المشيمة مسببًا تراجعًا في مستويات الغلوكوز في جسمه.
  • أمراض انحلال الدم الشديدة الناتجة عن عدم توافق زمرة دم الأم والجنين.
  • وجود عيوبٍ خلقيةٍ أو أمراضٍ أيضية عند الولادة.
  • انخفاض معدل الأكسجين أثناء عملية الولادة، أو ما يعرف باختناق الولادة.
  • الإصابة بعدوى ما، كالإصابة بالالتهابات الخلقية أو الالتهابات المنقولة من الأم.
  • أمراض الكبد.

ومن الجدير بالذكر أن الأطفال الذين يولدون قبل أوانهم (الولادة المبكرة)، أو الذين يولدون صغيري الحجم، أو تحت ضغطٍ وتوترٍ كبير من الأم يكونون أكثر عرضةً للإصابة بمرض نقص السكر.

أعراض نقص الغلوكوز لدى الأطفال حديثي الولادة

تبدأ أعراض نقص السكر عند الأطفال حديثي الولادة بالظهور خلال الساعات الأولى من الولادة وحتى مضي أسبوع بعد الولادة. وأحيانًا قد لا تكون هذه الأعراض والعلامات واضحةً، ولكن يمكن أن نذكر أكثر هذه الأعراض شيوعًا:

  • شحوب لون جلد الطفل وميلانه إلى الزرقة.
  • قلة النشاط والحركة والميل إلى النوم لفتراتٍ طويلةٍ، وعدم القدرة على البكاء.
  • سوء التغذية الناتج عن القيء المتكرر، وعدم اهتمام الطفل بالرضاعة.
  • مشاكل تنفسية تتباين بين انقطاع التنفس الفجائي، ثم التنفس بشكلٍ سريعٍ وضحلٍ.
  • انخفاض في درجة حرارة الجسم، وبرودة الأطراف.
  • ارتخاء العضلات والمترافق أحيانًا ببعض الاختلاجات والتشنجات العصبية.

تتشابه هذه الأعراض مع أعراض وعلامات الكثير من المشاكل الصحية، لذا لا بد أن يعمل الطبيب المختص على فحصها بهدوءٍ وبشكلٍ دقيقٍ حتى يتمكن من التشخيص.

تشخيص نقص السكر عند الأطفال الرضع

بعد معاينة الطبيب المختص للطفل المريض، وملاحظته لأعراض مرض نقص السكر عند الأطفال آنفة الذكر، يطلب تحليل دمٍ للطفل للتأكد من التشخيص. وعادةً ما تؤخذ عينة الدم من كعب القدم، أو من أحد أصابع الطفل. ويشمل تحليل الدم:

  • تحديد نسبة تركيز الغلوكوز في الدم.
  • تحديد نسبة الأنسولين في الدم.

كما يمكن أن يطلب الطبيب إجراء تحليل بول للطفل للتأكد من وجود الغلوكوز والكيتونات في البول. ويجري الطبيب في بعض الأحيان فحوصًا إضافيةً للبحث عن اضطرابات التمثيل الغذائي، والتي تؤثر على معدل الأيض الطبيعي في الجسم، وتسبب انخفاض نسبة السكر في الدم.

علاج نقص السكر لدى الأطفال حديثي الولادة

عند تحقق الطبيب من تشخيص مرض نقص السكر لدى الطفل المريض، تبدأ مراحل العلاج والتي تعتمد بشكلٍ أساسيٍ على صحة الطفل وعمره، وتشمل على التتالي:

  • زيادة كمية الحليب الذي يحصل عليه الطفل من ثدي أمه، أو إعطائه حليبًا صناعيًا يحوي على الغلوكوز.
  • إعطاؤه سوائلًا فمويةً تحتوي على نسبةٍ عاليةٍ من الغلوكوز كعصير البرتقال، أو السكر المحلول بالماء.
  • إعطاء الطفل الغلوكوز عبر الوريد.
  • استعمال أدويةٍ تزيد من نسبة الغلوكوز في الدم.

قد يحتاج الأطفال الذين ولدوا بوزنٍ منخفضٍ إلى فترات علاجٍ أطول. وعلى الطبيب أن يراقب باستمرارٍ وبعد كل مرحلة علاجٍ تركيز الغلوكوز في الدم. حيث يكتفى بالمرحلة التي تحقق نتائجًا جيدةً. إلا أنه هناك بعض الحالات التي يعاني فيها الأطفال من نقصٍ شديدٍ في تركيز سكر الدم، ولا يستجيبون لأية مرحلةٍ علاجيةٍ، لذا فإن الحل يكون بالعمل الجراحي لاستئصال جزءٍ من البنكرياس بحيث تقل نسبة انتاج الأنسولين.

هل يمكن الوقاية من نقص السكر لدى الأطفال حديثي الولادة

هناك مجموعة من الإجراءات التي قد تساعد في الحد من تأثير نقص الغلوكوز لدى الأطفال حديثي الولادة، نذكر منها:

  • الرضاعة الطبيعية المبكرة والكافية وفي الأوقات المناسبة التي يحددها الطبيب المختص.
  • ضبط الأم لمستويات تركيز الغلوكوز في الدم ضمن الحدود الطبيعية من خلال اتباع النظام الغذائي المناسب.
  • حفاظ الأم على هدوئها، ومحاولة تخفيف الضغط والتوتر أثناء عملية الولادة.
  • عدم تناول الأدوية إلا وفق الوصفات الطبية، إذ تزيد بعض أنواع الأدوية كالتيربوتالين (موسع قصبات) من خطر إصابة الطفل بنقص السكر.

وبرغم ذلك لا يمكن الوقاية من خطر إصابة الطفل بمرض نقص السكر بشكلٍ كاملٍ، إنما يجب مراقبة الأعراض وعلاجها في أسرع وقتٍ ممكنٍ.