يشكل مرض سعفة الرأس هاجسًا عند العديد من الناس، وذلك بسبب تأثيره الواضح على الشكل الخارجي. مما يلفت الأنظار نحو المريض، وقد يتعرض للسخرية في بعض الحالات خاصةً بين الأطفال. على الرغم من أن أعراض هذا المرض يمكن أن تبدو مخيفة للمريض وتصيبه بالهلع. إلا أنها في أغلب الأحيان تكون بسيطة العلاج ولا تحتاج لكل هذا القلق. فما هو مرض سعفة الرأس، وهل هو بالفعل حالة خطيرة؟ سنتعرف في مقالنا اليوم على تفاصيل هذا المرض لفهمه بشكل أوضح.

ما هو مرض سعفة الرأس

سعفة الرأس هي حالة التهابية تصيب فروة الرأس، وتسببها عدوى فطرية. وتدعى أيضًا  scalp ringworm أو tinea capitis.

تحب الفطريات البيئة الرطبة الدافئة التي تعتبر البيئة المثالية لتكاثرها. لذلك تلاحظ حالات العدوى الفطرية الجلدية في هذه المناطق كمناطق الثنيات. أو مناطق التقاء خطوط الجلد مثل المناطق بين الأصابع في اليدين أو القدمين، أو المنطقة تحت الثديين.

بعض المرضى معرضون لخطر الإصابات الفطرية أكثر من غيرهم. حيث يعتبر المرضى مضعفي المناعة أكثر عرضةً للعدوى بشكل عام ومن ضمنها العدوى الفطرية. ولذلك مرضى السكري هم من أهم هذه الفئات المعرضة للخطر.

وفيما يتعلق بالإصابات الفطرية الجلدية يتعرض المرضى ذوو الوزن الزائد أو البدينون للإصابات الفطرية أكثر من غيرهم. وذلك بسبب ما يشكله الوزن الزائد من ثنيات جلدية ويكون الجلد أكثر تعرقًا.

يمكن أن تصيب العدوى الفطرية أي مكان من سطح الجلد. كم يمكن ملاحظة ظهور طفح جلدي في المناطق غير المصابة بالفطريات. أي أن المناطق السليمة تطور طفحًا جلديًا كرد فعل تحسسي على إصابة مناطق أخرى من الجلد بالفطريات. ولكن لا يعزى سبب ظهور هذا النوع من الطفح إلى ملامسة المناطق المصابة.

أعراض مرض سعفة الرأس

تبرز الحكة في مقدمة الأعراض الحاصلة عند الإصابة بسعفة الرأس. كما يمكن بعدها أن يتطور تساقط الشعر في بقعة من جلد فروة الرأس. قد تكون هذه البقعة خالية من الشعر أو مغطاة بالشعر المتكسر القصير. كما تشيع إصابة فروة الرأس بالقشرة مع الإصابة بالسعفة. يمكن أن يبرز رد جهاز المناعة على الفطريات بشكل رقعة ملتهبة نازّة تسمى الشهدة. وقد تتقشر هذه البقعة ويتساقط الشعر فيها، وقد تظهر فيها فقاعات.

تشخيص مرض سعفة الرأس

يتم تشخيص مرض سعفة الرأس من خلال فحص الطبيب المختص للمريض وملاحظة شكل البقع. كما يمكن للطبيب أخذ عينات من الشعر أو من فروة الرأس وفحصها تحت المجهر لتحري شكل ونوع الفطريات لتأكيد التشخيص. يستخدم الأطباء نوع خاص من الأشعة فوق البنفسجية يسمى ضوء وود، ويسلطونه على البقعة المصابة لتحري أنواع الفطريات المختلفة وتشخيصها.

كما يمكن أن تستخدم في التشخيص تقنية الزرع، والتي تقوم على استنبات الكائنات الحية الموجودة في العينة للتعرف على هويتها واختيار العلاج المناسب وفقًا لذلك، وتتم هذه العملية في المختبرات باستخدام أوساط الزرع المناسبة. يمكن أن تؤخذ عينات الزرع من الشعر أو من فروة الرأس وكذلك من المواد الموجودة داخل الشهدات.

كيف يمكن معالجة سعفة الرأس

يعتمد علاج سعفة الرأس على شدة الإصابة، وتلعب عدة عوامل دورًا مهمًا في اختيار نوع الدواء المناسب لمعالجة الحالة. وتتضمن المعالجة بشكل عام الأدوية المضادة للفطريات. كما يصف الأطباء عادةً نوعًا خاصًا من الشامبو والذي يجب الاستحمام به مرتين في الأسبوع أو غير ذلك حسب ما يراه الطبيب مناسبًا، ويحوي هذا الشامبو عادةً على مادة تدعى سلفيد السيلينيوم.

يمكن أن توصف الستيروئيدات القشرية كشوط علاجي قصير، وذلك في حال الالتهابات الشديدة التي تظهر بشكل شهدات على فروة الرأس، كما يمن أن تخفف الستيروئيدات القشرية من احتمالية التندب في المستقبل، أحد أهم الأدوية المستعملة في هذه الحالة هو البريدنيزون.

كما يمكن أن تستخدم في العلاج كل من الأشكال الصيدلانية ذات التأثير الموضعي والعام، حيث يصف الأطباء أحيانًا مضادات الفطريات التي تؤخذ عن طرق الفم كالإيتراكونازول، ويمكن أن توصف الأشكال موضعية التأثير كالمراهم والكريمات. يقرر الأطباء الدواء الأنسب ومدة العلاج المناسبة، كما يقررون إذا ما كان باستطاعة الطفل المصاب الذهاب إلى المدرسة.

أساليب وطرق الوقاية من سعفة الرأس

يعتبر مرض سعفة الرأس حالة مرضية معدية لذلك يتوجب الانتباه إلى بعض النقاط في حال الإصابة لمنع انتشار العدوى، ومن أهم هذه النقاط:

  • التخلص من جميع الأدوات المستخدمة للعناية بالشعر كأمشاط الشعر والمشابك وفرش الشعر وغيرها، وذلك لمنع تكرار حالات الالتهاب لدى نفس الشخص المصاب أو انتقال المرض لغيره من خلال هذه الأدوات.
  • يجب أن يفحص الطبيب جميع أفراد أسرة المريض للتأكد من عدم انتقال العدوى لهم أو إعطاء العلاج المناسب في حال انتقالها.
  • غالبًا ما يفضل الطبيب استخدام الأشخاص المخالطين للمريض للشامبو المستخدم في علاج سعفة الرأس حتى في حال لم تظهر عليهم أعراض المرض.
  • الحفاظ على النظافة الشخصية ونظافة الأدوات الشخصية خطوة مهمة للوقاية من العديد من الأمراض من ضمنها سعفة الرأس، حيث يجب الامتناع عن مشاركة الأدوات الشخصية خاصةً المناشف وأغطية الأسّرة والوسائد وأدوات العناية بالشعر، أو كل ما يستخدم على الرأس كالقبعات وغيرها.
  • من المهم الحفاظ على نظافة المناشف والأغطية والملابس وغيرها، وغسلها جيدًا بالماء والصابون والتأكيد من تمام جفافها، كما يفيد تعريضها لأشعة الشمس في ذلك.
  • في حال اقتناء أي حيوان أليف يجب فحصه عند طبيب مختص ليتأكد من عدم انتقال العدوى له، حيث يمكن أن يتم التقاط العدوى من أي حيوان مصاب.

في حال كنت تعاني من أي أعراض مزعجة حتى لو كانت بسيطة لكنها استمرت لوقت طويل، لا تتردد بالحصول على المشورة الطبية عند الطبيب المختص، وذلك لأن التشخيص المبكر لأي مشكلة صحية يساعد في إيجاد الحل المناسب لها ومنع تفاقمها، لذلك يجب علينا العناية بأنفسنا وعدم إهمال أي تطور يتعلق بصحتنا الجسدية أو النفسية.