تبحث العديد من النساء الحوامل عن أسباب ولادة جنين ميت، خوفًا من هذه الحالة التي تشكل هاجسًا لكل أم. فعلى الرغم من كون الحمل تجربة مميزة تحمل الكثير من المشاعر الدافئة إلا أنها تحمل الكثير من المخاوف أيضًا. كما تحاول أولئك السيدات ان يحصلن على كل ما يلزم من المعلومات للمحافظة على صحة الجنين. لأن الحفاظ على صحة وسلامة الجنين يعتبر المسؤولية الأهم للأم خلال فترة حملها. سنتعرف في مقالنا اليوم على معلومات مهمة عن الحمل والولادة للإجابة عن عدة أسئلة بشكل واضح وبسيط.

الحمل والولادة

الحمل هو عملية تحصل عند إناث الثديّات جميعها بما فيها الإنسان. وتختلف فترة الحمل باختلاف نوع الثديّات لتنتهي هذه الفترة بحادثة الولادة. يترافق الحمل بالعديد من التغيرات الحاصلة في جسم الأم لتأمين لوازم الجنين. حيث يسكن الجنين خلال فترة الحمل في رحم الأم الذي يتوضع ضمن تجويف الحوض.

يشكل الرحم المنزل الدافئ للجنين لينعم فيه بالاستقرار ويحصل على كل ما يحتاجه من خلاله. ومن أهم التطورات الحاصلة خلال الحمل تشكل المشيمة والتي تهتم بتأمين احتياجات الجنين.

يستمر الحمل عند انثى الإنسان ما يقارب التسعة أشهر (38 أسبوعًا). وتتشكل المشيمة في الأسبوع الرابع من الحمل وتستمر بالتطور حتى تصل لشكلها النهائي. يتصل الجنين بالمشيمة من خلال الحبل السري. تقوم المشيمة بتزويد الجنين بالغذاء والأوكسجين وتخلصه من فضلاته. كما أنها تقوم بدور إفرازي للهرمونات التي تحافظ على ثبات واستقرار الحمل.

تنتهي فترة الحمل بالولادة، وهي خروج الجنين من الرحم وتقسم إلى ثلاث مراحل، وتخرج المشيمة في المرحلة الثالثة والأخيرة منها. يحتاج كل من الحمل والولادة إلى عناية خاصة واهتمام بالغ، ويلعب الدعم المعنوي دورًا كبيرًا في تسهيلهما. يجرى عادةً فحص الجنين بعد الولادة والتأكد من سلامته والتي عادةً ما تكون صرخته الأولى أول علامة لها.

أسباب ولادة جنين ميت

يطلق طبيًا على حالة ولادة جنين ميت مصطلح الإملاص، ويشير هذا المصطلح إلى الحالة التي تكون فيها الأم حاملًا لمدة 20 أسبوعًا أو أكثر ويموت الجنين قبل ولادته. يمكن أن تعزى هذه الحالة لعدة أسباب تتعلق بعدة عوامل أهمها:

  • الأسباب المتعلقة بالأم:
  • مستويات سكر الدم غير المضبوطة.
  • ضغط الدم المرتفع أو ما يعرف بالانسمام الحملي.
  • بعض المواد الكيميائية كالمخدرات والمواد الناتجة عن التدخين.
  • الحوادث والإصابات.
  • اضطرابات تخثر الدم.
  • أمراض الغدة الدرقية.
  • الأسباب المتعلقة بالجنين:
  • اضطرابات جينية أو شذوذات صبغية.
  • تشوهات خلقية.
  • الإصابة بالعدوى.
  • الأسباب المتعلقة بالمشيمة:
  • انسحاب المشيمة في وقت مبكر عن الرحم أو ما يسمى بانفصال المشيمة.
  • حالات العدوى التي تنتقل إلى داخل السلى.
  • أي سبب يخفض وصول الدم المحمل بالأوكسجين إلى الجنين.
  • النزوف.

كيف يمكن تشخيص موت الجنين

يمكن أن تدخل الحامل بجنين ميت بمرحلة المخاض، ويمكن ألا تدخلها ويبقى الجنين الميت ضمن الرحم فترة أطول من فترة الحمل الطبيعية مما قد يتسبب بمشاكل خطيرة على صحة الأم.

تقل حركات الجنين في رحم أمه مع تقدم الحمل، وذلك بسبب نموه المستمر الذي يسبب نقص المساحة من حوله وبالتالي تقل قدرته على الحركة، ولكن يمكن أن يكون انعدام حركات الجنين مؤشرًا على موته ضمن الرحم، كما يمكن أن تظهر أعراض أخرى كالنزف المهبلي أو المغص.

يقوم الأطباء بالعديد من الاختبارات التي تمكنهم من تأكيد موت الجنين ضمن الرحم أبرزها وأسهلها التصوير بالأمواج فوق الصوتية أو ما يعرف بالايكو. كما يحاول الأطباء تحديد سبب الوفاة من خلال بضع اختبارات دموية أو وراثية ولكن في معظم الحالات يبقى السبب مجهولًا.

تدبير موت الجنين

في حال دخلت الأم المخاض وخرج الجنين الميت والمشيمة فلا حاجة لأي تدخل آخر، أما في حال بقي الجنين أو المشيمة داخل الرحم فيجب عندها التدخل وتخليص الجسم من هذه الحالة التي يمكن أن تتسبب بمشاكل صحية كبيرة.

يسعى الأطباء لتحريض المخاض باستخدام الأدوية أبرزها الميزوبروستول وهو بروستاغلاندين يسبب تقلص عضلات الرحم مما يؤدي لطرد الجنين وملحقاته إلى الخارج. كما يستخدم في هذه الحالة هرمون الأوكسيتوسين الذي يعمل أيضًا على تحريض المخاض.

يمكن أن يتم إزالة الجنين والمشيمة من الرحم باستخدام بعض الأدوات الجراحية التي تصل للرحم عن طريق المهبل، وتستخدم أيضًا هذه الطريقة في حال بقاء أجزاء من المشيمة أو الجنين داخل الرحم.

تأثير ولادة جنين ميت على الأم

تعد تجربة ولادة جنين ميت من أكثر التجارب قسوةً وسلبيةً على الأم، وغالبًا ما تصاب الأمهات بعدها بالصدمة والاكتئاب وتكبر الكثير من المخاوف داخلهن. فبعد الحمل ومشقاته تكون الأم في منتهى الشوق لحضن طفلها بعد ولادته لتصدم بعد عناء الحمل والولادة بخبر موت هذا الطفل. كما يمكن أن تسبب الإجراءات الطبية لتحريض الولادة في حالة موت الجنين التعب والألم والإنهاك الجسدي والنفسي للأم، لذلك يجب على الوسط المحيط بالأم كالعائلة والأصدقاء الانتباه إلى صحة الأم النفسية والجسدية من خلال النقاط التالية:

  • مواساتها وتشجيعها على التعبير عن مشاعرها وعدم كبتها.
  • إحاطتها بالحب والاهتمام والدعم النفسي
  • التخلص من إحساس الذنب وتأنيب الضمير الذي يرافق معظم الأمهات بعد ولادة جنين ميت، حيث يجب أن تدرك الأم أن ما حصل ليس بسببها وأنه يمكن ان يحصل لأي أم أخرى ودون سبب واضح.
  • التأكيد للأم أن معظم الأمهات اللواتي وضعن مولود ميت، استطعن فيما بعد إنجاب أطفال سليمين.

الحمل فترة شديدة الحساسية والأهمية لكل من الأم والجنين، وهي مسؤولية كبيرة للعائلة ككل، لذلك يجب أن تعطى الاهتمام الكامل من جميع النواحي، لأن إغفال أي ناحية بسيطة يمكن أن ينعكس سلبًا على صحة الأم وجنينها، كما يجب التحضير للولادة بشكل جيد من خلال تثقيف الأم صحيًا والمواظبة على المراجعات الطبية للتأكد من سلامة السيد الحامل وجنينها.