ربما يتساءل أحدهم هل الجلطة الدماغية مميتة؟ ويكون الجواب بِنعم، فإنها تعد سببًا رئيسيًا للوفاة في الوقت الحالي. لكن في المقابل ليست جميعها قاتلة. ويبقى السؤال الأهم للبعض متى يموت مريض الجلطة الدماغية؟ لقد أشارت بعض الدراسات إلى أسباب السكتة الدماغية وأعراضها بينما أشارت بعض الدراسات الأخرى إلى طرق علاجها والوقاية منها. ونظرًا لزيادة عدد المصابين بالجلطة الدماغية، حيث تعد من أشهر وأكثر الأمراض المهددة للحياة في العالم. فإنه ما دفع منظمة الصحة العالمية إلى دراستها ووضعت نهج الرعاية بمريض السكتة الدماغية للحفاظ على صحة الإنسان قدر الإمكان. أمّا عن معدّل الوفيّات أو متى يموت مريض الجلطة الدماغية فلنكمل معًا مقالنا هذا كي تحصل على الجواب.

 الجلطة الدماغية

السكتة الدماغية أو الجلطة الدماغية هي إحدى الحالات الطبيّة الطارئة التي تحتاج إلى تداخل طبي وجراحي فوري في بعض الأحيان. إذ تكمن آليتها الفيزيولوجية في أنها انقطاع أو نقص إمداد جزء من الدماغ أو الدماغ بأكمله بالدم المؤكسج. بالإضافة إلى نقص الوارد الدماغي من العناصر المغذية وهذا ما يسارع في حدوث موت للخلايا الدماغية في غضون دقائق وحدوث أذيّة لا تلبث أن تؤدي إلى الموت مباشرةً في حال لم يتم العلاج الفوري. أو أنها قد تسبب الشلل النصفي أو الكامل أو أحد أنواع الشلل الأخرى مما يتسبب في إعاقة دائمة عند مرضاها.

هل يعيش مريض الجلطة الدماغية

بيّنت الأبحاث العلمية والدراسات الحديثة أن الجلطة الدماغية سببًا أساسيًا في حدوث الوفاة. إذ تعتبر من أشد الامراض التي تصيب الدماغ والجهاز العصبي محدثةً مضاعفات خطيرة تودي بحياة المريض إلى الموت. حيث يعتمد حدوث الوفاة في السكتة الدماغية على عوامل عديدة من أهمها مكان الجلطة وعلاقتها مع البنى المجاورة. بالإضافة إلى سرعة تلقّي العلاج المناسب لها واستجابتها عليه، وعند حدوث الجلطة فإن البنى والخلايا الدماغية ستبدأ بالموت تدريجيًا وفي حال استمرار نقص الأكسجة والمواد المغذية فإن المصير الحتمي لها هو الموت. ومن ناحيةٍ أخرى، تذكر بعض المراجع العالمية أن التداخل المبكر والسريع لمعالجتها يساهم كثيرًا في درء المخاطر والمضاعفات.

متى يموت مريض الجلطة الدماغية

من الجدير بالذكر أنه يستغرق الشفاء من السكتة الدماغية وقتًا طويلًا وذلك تبعًا لعلاج انسداد الأوعية الدموية أو التصّلّب الشرياني والذي ليس بالأمر السهل. ومع ذلك ليس هناك فترة محددة لوفاة مريض السكتة الدماغية. إذ أن بعضهم يتعافون ويتمتعون بصّحة جيّدة بينما يعاني البعض الآخر من إعاقات ومضاعفات خطيرة تعيق الحياة. وفي حال كانت الجلطة الدماغية شديدة أو في أحد المواقع الرئيسية والخطيرة فإن الموت يحدث مباشرةً، أو أن العيش على قيد الحياة لا يتجاوز نصف السنة ( حوالي 6 أشهر) وفقًا لدراسات ونتائج أبحاث عالمية.

أسباب الإصابة بالجلطة الدماغية

يعتبر الدماغ المحرّك الأساسي للجسم وإن أي خلل في الجسم سيؤثر على الدماغ والعكس صحيح. وأن الأسباب المتعلّقة بالسكتة الدماغية عديدة ومن أهمها:

  • الأسباب القلبية: تعد الأمراض القلبية من أشيع وأهم أسباب السكتات الدماغية إذ أن الاضطرابات القلبية قد تطلق صمّات تسدّ الشرايين الدماغية أثناء الدورة الدموية، كما أن آلية التأثير معقدة نوعًا ما حيث قد تلعب العيوب القلبية الخلقية دورًا أيضًا في حدوث الجلطة الدماغية عند الأطفال.
  • ارتفاع الضغط الدموي: يسبب ارتفاع ضغط الدم تقبّض الاوعية الدموية أو أمراض الأوعية الدموية الصغيرة والكبيرة وبالتالي نقص الأكسجة الحاصل والذي يسبب تأثيرًا مباشرًا على الأعضاء النبيلة كالدماغ والقلب والكلية، ويعد أحد أهم الأسباب الرئيسية في حدوث الجلطات الدماغية والقلبية التي يجب معالجتها والوقاية منها.
  • الوزن المفرط: أو السمنة، وتأثيرها يكون عبر نقص نقل المغذيّات الضرورية لاستقلاب الخلايا الدماغية، كما أنّ ارتفاع الكولسترول والشحوم الثلاثبة الناتج عن زيادة الوزن يساهم بشكل أساسي في حدوث الجلطة الدماغية.
  • الكوفيد-19: يعدّ أهم الأسباب المسببة لانسداد الشرايين وحدوث الجلطات بكافة أعضاء الجسم في الوقت الراهن. وتبقى الآلية المرضية في ذلك قيد الدراسة وقد يكون للهيبارين دورًا في ذلك.
  • أسباب أخرى: على رأسها التدخين وتعاطي المخدّرات حيث تساهم في التعرّض للإصابة بالسكتة القلبية وذلك من خلال الضرر التي تحدثه بعضلة القلب والأوعية الدموية.

أسباب الوفاة عند مريض السكتة الدماغية

تتعدد الأسباب وتتنوع في الوفاة عند مرضى السكتة الدماغية، لكن هناك سببين أساسيين في حدوث الوفاة وهما:

  • السكتة الدماغية الإقفارية: وهنا تعتمد الآلية على حدوث أذية وعائية تتمثل في نقص نقل الدم والأكسجين للخلايا الدماغية كما في الصمّات الوعائية في الجسم والتي تطلقها إلى الدماغ أو بعض اضطرابات التخثّر التي تصيب وعاء دموي في داخل الدماغ والتي تسبب الوفاة.
  • السكتة الدماغية النزفية: وتحدث عند تمزّق أحد الأوعية الدموية في الدماغ مما تسبب في حدوث نزيف دموي دماغي داخلي يهدد الحياة.

 

علاج مريض السكتة الدماغية

لا بُدّ من التداخل السريع والعاجل في علاج السكتة الدماغية وذلك تجنّبًا لحدوث المضاعفات الخطيرة والموت ومن أهم العلاجات المستخدمة:

  • فتح الشريان أو إزالة السدادة الوعائية.
  • وضع شبكة دعامية ومرنة داخل التضيّق الحاصل.
  • بضع (استئصال) أمهات الدم.
  • ربط أم دم متمزقة أو ربط شريان نازف.
  • استئصال الأوعية المتأذية والمشوّهة.

طرق العناية بمريض الجلطة الدماغية من الوفاة

يقال درهم وقاية خير من قنطار علاج، وإن لم تتم الوقاية وحدثت الإصابة فإنه يوجد بعض الوسائل التي قد تحمي مريض الجلطة الدماغية من الموت وزيادة سنوات بقياه، ومن أهم تلك الطرق:

  • المتابعة الدورية والمستمّرة لإجراء فحوص واستقصاءات القلب والأوعية الدموية.
  • الإقلاع عن التدخين وتجنّب الكحول وتعاطي المنشّطات والمخدّرات.
  • تحريك المريض وممارسة الرياضة إن أمكن لما لذلك من تأثير معاكس لآلية تجلّط أو تخثّر الدم بسبب الركودة الدموية.
  • المحافظة على نظام غذائي متوازن ومعالجة عسر البلع إن حدث.
  • التقليل من السمنة وزيادة الوزن عبر ممارسة الرياضة باستمرار والعمل على وضع حمية غذائية تخفف من ارتفاع الكوليسترول والشحوم الثلاثية.
  • العناية بالأسنان ونظافة الفم.
  • تناول الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب بانتظام.

وفي النهاية، قد يتحكّم مريض السكتة القلبية بسنوات عيشه وذلك عبر الوقاية من المضاعفات المذكورة سابقًا والمسارعة في مراجعة الطبيب عند الشعور بأي عارض أو وعكة صحيّة وعبر المراجعة الدورية للاطمئنان على صحّة ووظيفة الأعضاء النبيلة في الجسم.