هل سبق لك وأن عانيت من الخمول والتعب وفقدان الشهية المترافق مع ألم شديد في الرأس وأسفل الظهر؟ دعني أضع تخمينًا. عند قيامك ببعض الفحوصات أخبرك طبيبك بأنك مصاب بمرض الكلى المزمن! ثم أخبرك بضرورة تحديد في أي مرحلة من مراحل مرض الكلى المزمن أنت حاليًا. والآن أنت تتساءل حول هذا المرض.

على الرغم من ندرة الإصابة بمرض الكلى المزمن حيث يصاب به شخص واحد من عشرة أشخاص حول العالم. إلا أنه يثير الكثير من التساؤلات المتعلقة بماهيته ومراحله.

تابعوا معنا لتتعرفوا أكثر على هذا المرض وما يجب على كل شخص أن يعرفه حول مراحل مرض الكلى المزمن.

وظيفة الكلى ودورها في الجسم

في البداية يمتلك معظم الناس كليتين اثنتين، وتبدو الكلية كحبة فاصولياء على جانب العمود الفقري. ومن الجدير بالذكر بأن الكلى عضو حيوي مهم جدًا، فهي تنقي الدم من الفضلات والسموم ومعظم السوائل الزائدة. ثم تطرحها خارج الجسم عن طريق البول حيث تتخلص يوميًا من لتر بول واحد على الأقل. وكذلك تقوم الكلى بالعديد من الوظائف الأخرى:

  • كالمساعدة على تنظيم ضغط الدم وكونه معتدلًا بين الحموضة والقلوية والحفاظ على سلامة العظام.
  • بالإضافة إلى تنظيم بعض المعادن مثل ملح البوتاسيوم وملح الصوديوم والكالسيوم والذي يأتي من الطعام مما يحافظ على توازن الماء والملح.
  • ومن دون أن ننسى دور الكلى المهم في إفراز هرمون الرينين وهو المسؤول عن ضغط الدم في الحالة الطبيعية، وهرمون الايروثروبوتين الذي يشرف على إنتاج كريات الدم الحمراء.

ومن الجدير بالذكر أن أي اختلال في عمل الكلية سوف يمتلك تأثيرًا كبيرًا على الجسم نتيجة تراكم السموم والسوائل الضارة فيه. الأمر الذي قد يؤدي إلى الكثير من الأعراض مثل ارتفاع في ضغط الدم وتورم في الكاحل والوجه. وهكذا يتم فحص معدل عمل الكلى من خلال اختبار دم يتم التعارف عليه باسم معدل الترشيح الكبيبي أو قدرة تصفية الكلى. بالإضافة إلى فحص للبول للتحقق من وجود دم أو بروتين في البول.

نبذة عن مرض الكلى المزمن

مرض الكلى المزمن هو عبارة عن حالة مرضية تتعطل فيها بعض وظائف الكلى أو كلها، وغالبًا ما ترتبط بالتقدم في السن أو بأمراض مزمنة أخرى كالسكري أو ارتفاع ضغط الدم. بالإضافة إلى احتمالية أن يكون هذا المرض وراثيًا مثل مرض تكيس الكلى ومتلازمة البورتز. ومن الممكن التعايش مع هذه الحالة المرضية لسنوات تبعًا للمرحلة من المرض التي بدأ فيها العلاج. وكذلك يجدر الإشارة إلى أن مصطلح مزمن يدل أن الحالة الصحية للمصاب لا تتحسن بشكل تام وهي حالة تدوم مدى الحياة. ورغم ذلك إلا أنه لا يعني الخلل الشديد في عمل الكلى فقد يكون طفيفًا في المراحل الأولى من المرض

مراحل مرض الكلى المزمن

هنالك خمس مراحل لهذا المرض حيث أن المرحلة الأولى هي الأخف والمرحلة الخامسة هي الأشد. لنتعرف عليها بالتفصيل كالآتي:

المرحلة الأولى من مراحل مرض الكلى المزمن

تعمل الكلى بشكل طبيعي مع وجود ضرر طفيف فيها، لكن تظهر أعراض أخرى قد تكون جسدية أو تترافق مع البول والتي سوف تدل على الإصابة بهذا المرض.

وفي هذه المرحلة يجدر على المريض الحفاظ على ضغط الدم ومستوى السكر منتظمان في الجسم. وكذلك يجب البحث عن الأسباب المحتملة خلف هذه الحالة عن طريق إجراء فحوصات دم وبول بشكل دوري.

المرحلة الثانية من مراحل مرض الكلى المزمن

تتصف هذه المرحلة بانخفاض خفيف في عمل الكلى ووظائفها. ومن الممكن وجود دم أو بروتين في البول وظهور أعراض أخرى تدل على ضرر طفيف في الكلى.

ولا تختلف الإجراءات المتخذة في هذه المرحلة عن المرحلة الأولى. في المقابل سيتم زيادة الاحتياطات والاهتمام كي لا تتطور لمرحلة أشد.

المرحلة الثالثة من مراحل مرض الكلى المزمن

وتتميز هذه المرحلة بتطور الأعراض مما يدل على زيادة درجة الخطورة حيث يقل عمل الكلى بصورة متوسطة. وكذلك تتزايد إمكانية وجود دم أو بروتين في البول.

والإجراءات المناسبة في هذه المرحلة تتضمن المزيد من الوعي والانتباه للحالة الصحية، حيث سيكون عليك الخضوع لمراقبة صارمة ومنتظمة لوظائف كليتك. الأمر الذي يتضمن إجراء فحوصات دم وبول كل ستة أشهر أو كلما دعت الحاجة إلى ذلك.

المرحلة الرابعة من مراحل مرض الكلى المزمن

إذا وصلت لتلك المرحلة فقد وجب عليك الاستعداد الجدي للعلاج إذ إن عمل كليتك سيقل بشدة، الأمر الناتج عن ضرر شديد وخطير في الكلى. ومن الجدير الذكر بأن العلاجات ستختلف بالاعتماد على سرعة تضرر عمل الكلى لديك. فعندما يتم التضرر بسرعة كبيرة ستواجه عدة خيارات للعلاج مثل غسيل الكلية، ومن الممكن أن يأخذ أشكالًا متعددة مثل الغسيل الدموي والغسيل البريتوني أو الصفاقي. أو زراعة الكلى ولا يستطب إذا كان المريض يعاني من اضطرابات معينة كالسرطان أو المرض القلبي الشديد.

المرحلة الخامسة من مراحل مرض الكلى المزمن

وهي المرحلة الأشد خطورة نتيجة حدوث فشل كلوي نهائي. الأمر الذي يتطلب البدء الفوري في العلاج حتى لا يغدو هذا المرض تهديدًا على حياة المريض.

إذا كنت في هذه المرحلة من المرض فيتوجب عليك المراجعة والمتابعة في عيادة أخصائي للكلى للتحضير لخيارات العلاج المختلفة.

الوقاية من مرض الكلى المزمن

مما سبق نستطيع أن نرى بوضوح مدى خطورة مرض الكلى المزمن. الأمر الذي يدفعنا للتساؤل حول طرق الوقاية منه. وفي هذا الإطار نذكر لك بعض من أفضل الطرق التي ستساعدك على تفادي الإصابة بهذا المرض وهي:

  • اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن تركز من خلاله على الابتعاد عن الملح والمقالي والدهون الضارة.
  • ممارسة التمارين الرياضية للتحكم في مستويات سكر الدم والوقاية من الفشل الكلوي.
  • الابتعاد عن التدخين.
  • المحافظة على المعدل الطبيعي من الكوليسترول.

وختامًا نأمل أن تكونوا قد استمتعتم معنا في رحلتنا للتعرف على هذا المرض، وأن نكون قادرين على رسم صورة واضحة عن مراحل مرض الكلى المزمن، وما يتوجب علينا فعله للوقاية من مثل هذا المرض دمتم بخير.