تشيع نزلات البرد عن الأطفال وتكثر الأسئلة حولها، حيث تكون الأمهات في حالة توتر عندما يمرض الطفل. ومهما تكن أعراض المرض بسيطة إلا أنها تجعل الأهل خائفين محتارين في أمرهم. فنراهم يبحثون عن الأجوبة بين الأطباء. حتى في الحالات العابرة التي لا تحتاج للخوف. لذلك سنتعرف اليوم في مقالنا هذا على نزلة البرد لنقدم لكم على الأجوبة على العديد من أسئلتكم.

نزلات البرد عند الأطفال

نزلة البرد تدل على حالة صحية غالبًا ما تكون بسيطة وقابلة للشفاء من تلقاء نفسها. وتصيب هذه الحالة الناس من جميع الأعمار. ولكنها تصيب الأطفال والرضع بشكل أشيع بسبب عدم تطور جهازهم المناعي بشكل كبير. حيث أن أشيع سبب لنزلة البرد هو العدوى الفيروسية.

بالرغم من شيوع هذه الحالة عند الأطفال حيث أن الطفل قد يتعرض لسبعة نزلات برد سنويًا. إلا أن هذه الحالة تمر دون أي مضاعفات خطيرة في معظم الأحيان. ولكن عادةً ما تكون منهكة وتؤثر بشكل ملحوظ على نشاط الطفل مما يزيد توتر الوالدين وخوفهما.

أسباب نزلة البرد

يصاب الأطفال بنزلات البرد بسبب عدوى والتي غالبًا ما تكون فيروسية. تسبب المئات من الفيروسات نزلات البرد ويعد أشهرها الفيروس الأنفي. والذي يصيب الطرق التنفسية العلوية كالأنف والحنجرة.

تتعدد أنواع الفيروسات بشكل كبير، فهنالك مئات الأنواع المكتشفة منها، فضلًا عن الأنواع غير المكتشفة. وتنتشر هذه الأنواع في كل مكان، فيمكن أن تتواجد في الهواء أو الماء أو أي وسط آخر. والفيروس هو وحدة مجهرية لا يمكنه العيش خارج الخلية الحلية، فهو يحتاج لمضيف ليتمكن من التكاثر داخله. بالرغم من ذلك تعتبر بعض الفيروسات شديدة العدوى والإمراضية كما يمكن أن يكون بعضها خطير جدًا. في حين يعتبر بعضها الآخر بسيط ولا يسبب أي حالة تستدعي القلق.

تتنوع أيضًا استجابة الأجسام للفيروسات المختلفة، فبعض أنواع الفيروسات يستطيع الجسم محاربتها وتشكيل مناعة ضدها. في حين أن البعض الآخر منها يتحور بشكل مستمر لذلك يعجز جهاز المناعة عن تشكيل مناعة دائمة ضده. أما بالنسبة للفيروسات التي تسبب نزلات البرد عند الأطفال فهي متنوعة جدًا. كما أنها تتحور بشكل دائم، وهذا ما يسبب تعرض الطفل لنزلة البرد أكثر من مرة.

أعراض نزلة البرد

عادةً تكون أعراض نزلة البرد بسيطة لكنها تسبب إزعاجًا للطفل خاصةً في الأعمار الصغيرة. وأهم هذه الأعراض:

  • تبدأ الأعراض في معظم الحالات باحتقان في الأنف أو سيلان.
  • يمكن أن ترتفع درجة حرارة الجسم بمقدار نصف درجة أو درجة مئوية.
  • قد يلاحظ بعض التغيرات في مزاج الطفل حيث يظهر عليه الهياج.
  • تتأثر شهية الأطفال في معظم نزلات البرد ويرفضون الطعام باستمرار.
  • يبدي الأطفال أعراضًا تنفسية كالسعال والعطاس.
  • يعاني معظم الأطفال من تغيرات في عادات النوم، ويجدون صعوبة في الخلود إلى النوم.
  • إذا كان الطفل رضيعًا فإنه قد يجد صعوبة تمنعه من الرضاعة، سواءً الرضاعة الطبيعية أو باستخدام الزجاجات، ويعود سبب ذلك للاحتقان.

كيف تعالج نزلات البرد

يعتمد علاج نزلات البرد على تخفيف أعراضها، ومساعدة الجسم على مواجهتها، حيث يتمكن الجهاز المناعي من القضاء على الفيروسات في معظم الحالات. ولكن تختلف طرق العلاج بحسب عمر الطفل ووجود أمراض أخرى لديه.

يقتصر العلاج في الحالات البسيطة غير المترافقة بمضاعفات على الراحة وتناول السوائل، بالإضافة إلى الحفاظ على السبل التنفسية مفتوحة وترطيبها. يستخدم عادةً لهذا الغرض بخاخ أنفي ملحي يحافظ على رطوبة الأنف ويسهل عملية التنفس من خلاله. يمكن للمشروبات الساخنة ان تريح الطفل، كما يعتبر الحساء مفيدًا بصورة خاصة في هذه الحالة، لأنه يمد الجسم بالماء والأملاح والعديد من العناصر الغذائية التي تدعمه.

يستخدم الباراسيتامول كمسكن ألم وخافض حرارة، وهو من أشيع الأدوية المستخدمة في نزلات البرد لأمانه وفعاليته. تتوفر عدة أشكال صيدلانية من الباراسيتامول لتناسب جميع الاعمار. حيث يستخدم بشكل قطرات فموية عند الرضّع، وبشكل شرابات عند الأطفال، أما عند البالغين تتوفر المضغوطات.

يمكن أن تحوي المضغوطات على مواد دوائية ثانية، حيث تصنع العديد من المشاركات الدوائية للباراسيتامول. أشهر هذه المشاركات والتي تستعمل في نزلات البرد هي بانادول cold and flu . ويتكون هذا الدواء من الباراسيتامول لتسكين الألم وخفض الحرارة، بالإضافة إلى مادة مضادة للاحتقان ومادة مضادة للهيستامين لتخفيف أعراض الحساسية.

بعض أنواع الأدوية المستخدمة في علاج نزلات البرد يمكن ان تسبب النعاس، لذا يمكن أن تلاحظ أن علبة الدواء مقسومة لقسمين، أحدهما مخصص للدواء الذي سيؤخذ خلال النهار، والآخر مخصص للدواء الذي سيؤخذ في الليل وهو الدواء المسبب للنعاس، وبذلك يساعد المريض على النوم ولا يؤثر على نشاطه خلال اليوم. ويجب التنويه أنه لا يوجد حاجة لاستخدام المضادات الحيوية خلال نزلة البرد، إلا في حال وصفت من قبل الطبيب.

الوقاية من نزلات البرد

تعليم الطفل عادات النظافة الشخصية في عمر مبكر سيحميه من الإصابة بالعديد من الامراض سواءً كانت جرثومية أو فيروسية. لذلك يتوجب على الأهل أن يحرصوا على تعليم أطفالهم هذه العادات، ومن أهمها غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون قبل تناول الطعام وبعد الخروج من المرحاض وفور العودة إلى المنزل. كما يجب أن يعتاد الطفل على عدم ملامسة أنفه أو فمه أو عينيه عندما تكون يداه متسختين.

تقع مسؤولية حماية صحة الطفل على الوالدين خاصةً في عمر مبكر، لذلك يجب أن يتجنب الوالدين تعريض الطفل للأماكن المزدحمة أو للأشخاص المصابين. كما يجب عليهم المحافظة على نظافة أدواته الشخصية وألعابه وملابسه. ومن الضروري غسل اليدين قبل ملامسة الرضيع أو تعقيمها بأي وسيلة في حال لم يكن الغسيل متاحًا.

سيتعرض الأطفال للعديد من التوعكات الصحية أثناء نشأتهم، وهذا أمر طبيعي عائد إلى تعرف جهازهم المناعي على الوسط المحيط بهم، مما سيجعله أكثر كفاءة مع مرور الوقت، وهنا علينا تعليم الأطفال العادات السليمة، وإبعادهم عن مصادر الخطر وتبقى الخطوة الأهم هي إحاطتهم بالحب والاهتمام كي يتمكنوا من أن يكبروا ببيئة آمنة.