يعاني ما يقارب الـ 15% من النساء الحوامل من الإجهاض، عدا حالات الإجهاض التي لا تسجل في المؤسسات الصحية. كما تتعدد الأسباب المؤدية لحدوث الإجهاض فمنها المشاكل الوراثية في الكروموسومات، أو العمر، أو السمنة، أو مشكلات طبية مزمنة كالسكري واضطرابات الغدد الدرقية وارتفاع ضغط الدم، أو إصابة الأم الحامل بطفيلي التوكسوبلاسموز (جرثومة القطط). حيث يتوجب على المرأة التي تخطط للحمل الابتعاد عن التعامل مع فضلات القطط تجنبًا للإصابة بطفيلي التوكسوبلاسموز. بهدف تجنب تعرضها هي وجنينها لمشاكل خلال فترة الحمل، أو بعد الولادة. وشاع مؤخرًا سؤال على الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي وهو هل ينتقل طفيلي داء القطط من الأم الحامل إلى طفلها. لذا سنتطرق للحديث في مقالنا هذا عن ذلك لنجيب على كل تساؤلاتكم.

داء القطط

يعتبر داء القطط أحد الأمراض الفطرية التي يسببها فطر أحادي الخلية يسمى التوكسوبلاسموز. يتميز هذا الطفيلي بحركته السريعة وقدرته على اختراق أعضاء الشخص المصاب والتكاثر داخل الأنسجة والأعضاء المختلفة من الجسم. علمًا أن هذا الطفيلي تسبب بإصابة حوالي ثلث سكان العالم، وعلى الرغم من هذه النسبة المرتفعة إلا أنّ هناك الكثير من الأشخاص الذين لا تظهر لديهم أية أعراض وهم الأشخاص ذوي المناعة القوية. أما الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة فتتسبب لهم العدوى بحدوث مشاكل صحية كثيرة يمكن أن تؤدي لحدوث خطر على حياتهم. سمي هذا المرض بداء القطط نسبةً لمصدر العدوى، لأن القطط هي العائل الأساسي لهذا الطفيل الذي يعيش في أمعاء القطط. وينتقل من برازها إلى التربة ليلوث التربة والفواكه والخضار والمياه.

هل ينتقل طفيلي داء القطط من الأم الحامل إلى طفلها

عند إصابة المرأة بداء القطط في بداية حملها أو خلال عدة أشهر قبل الحمل فاحتمال انتقاله إلى الجنين عن طريق المشيمة قليل. لكن إذا استطاع الطفيلي الانتقال وإصابة الجنين في الربع الأول من الحمل سيسبب تشوهات خلقيةً كثيرةً مع احتمال حدوث إسقاط عند الأم الحامل وخسارة الجنين. أما إذا أصاب المرض الأم الحامل في الأشهر الأخيرة من الحمل فإن انتقال المرض إلى الجنين سهل وسريع وهو بالأشهر الأخيرة من الحمل. لكن في هذه الحالة لا تحدث أضرار أو تشوهات خلقية على الجنين لأن الجنين يكون قد تكوّن. لذلك إنّ أفضل طريقة للتخلص من هذا المرض هو الوقاية منه.

أعراض الإصابة بداء القطط

يتعرض الكثير من الأشخاص للإصابة بهذا المرض لكن لا تحدث لديهم أية أعراض جانبية، بالمقابل هناك الكثير من الأشخاص يتأثرون بشدة بهذا المرض. وتتمثل الأعراض الجانبية لهذا المرض بالتالي:

  • آلام في مختلف أنحاء الجسم.
  • انتفاخ العقد اللمفاوية.
  • ارتفاع في درجة الحرارة.
  • إرهاق وتعب عام.
  • صداع في الرأس.
  • حدوث خلل في الرؤية يتمثل بـ:
    • تساقط الدموع.
    • احمرار في العينين.
    • ضبابية في الرؤية.
    • ألم في العيون خاصةً عند التعرض للأضواء القوية.

كيف ينتقل داء القطط إلى المرأة

تلتقط المرأة الكائن الطفيلي الحامل للمرض (toxoplasmosis) بإحدى الطرق التالية:

  • تناول الطعام غير المطهو بشكل جيد، أو تناول الطعام الملوث، أو شرب مياه ملوثة بالطفيل.
  • عدم الاهتمام بالنظافة الشخصية وبشكل خاص عدم غسل اليدين جيدًا عند التعامل مع الحيوانات أو اللحوم النيئة.
  • تحضير الطعام باستخدام أدوات ملوثة.
  • إجراء نقل دم من شخص مصاب بداء القطط.
  • ملامسة مباشرة لبراز القطط.
  • شرب الحليب غير المغلي جيدًا، لأن الطفيلي يعيش في جسم الماشية ويمكن أن ينتقل بسهولة عن طريق حليبها الملوث بالطفيلي وغير المغلي لدرجة كافية لقتل الميكروب.
  • قد تبتلع المرأة بيوض الطفيلي toxoplasmosis بعد ملامسة فضلات القطط الملوثة، أو التربة أو أي شيء ملوث بهذه البيوض. ثم ملامسة الفم ما يؤدي لانتقال الجرثومة بالتالي الإصابة بالطفيلي.

الوقاية من طفيلي التوكسوبلاسموز

يمكنك حماية نفسك من الإصابة بهذا الطفيلي باتباع التعليمات والإرشادات التالية:

  • غسل الفواكه والخضار جيدًا قبل تناولها.
  • طهو الطعام بشكلٍ جيد وتجنب تناول اللحوم النيئة.
  • إبعاد الحشرات عن الطعام.
  • لبس القفازات عند العمل في الحديقة وغسل الأيدي عند الانتهاء.
  • تجنب تناول اللحوم المجففة.
  • عدم شرب منتجات الألبان غير المبسترة.
  • عدم لمس الأواني المخصصة لطعام القطط إلا إذا استخدمت معقمًا لتعقيم يديك بعدها.
  • الابتعاد عن ملامسة صندوق التراب المخصص لروث القطط لأنه مليء بالطفيليات.
  • عدم لمس أواني القطة من قبل المرأة الحامل.
  • تعقيم وغسل الأسطح المستخدمة لتقطيع اللحوم النيئة في المطبخ.

علاج داء القطط

في أغلب الأحيان لا يحتاج الأشخاص المصابون بداء القطط إلى أي علاج. لكن عندما تظهر أعراض تدل على حدوث التهاب شديد يصبح العلاج ضروريًا ومن المتوجب الاستعانة بطبيب ليصف الأدوية والعقاقير المناسبة. وأبرز الأدوية المستخدمة “بايريميثامين” الذي يستخدم لعلاج الملاريا ويمكن أن يصف الطبيب “سلفاديازين” إلى جانبه. لكن استخدام دواء “بايريميثامين” له أعراض جانبية كثيرة مثل:

  • تسمم الكبد.
  • تثبيط نخاع العظم.
  • قد يمنع امتصاص حمض الفوليك خاصةً في حال تناوله بكميات كبيرة لذا يلجأ الأطباء لوصف مكملات تحتوي على حمض الفوليك لتعويض عدم الامتصاص.

وفي حالة إصابة المرأة الحامل وعدم الانتقال إلى الجنين يصف الأطباء دواء “سبايرامايسين”، الذي يقلل من فرصة إصابة الجنين باضطرابات في الجهاز العصبي. وفي حالة إثبات إصابة الجنين فيقرر الطبيب وصف دواء “بايريميثامين” و”سلفاديازين” في حالات خاصة أهمها مرور 16 أسبوعًا على الحمل.

وكما يقال درهم وقاية خيرٌ من قنطار علاج، فالأهم يجب على المرأة التي تقرر إنجاب الأطفال تجنب كل الأمور التي يمكن أن تؤدي لإصابتها بداء القطط.