ما هي أهم الاضطرابات القلبية أثناء الحمل؟ سؤالٌ يتكرر بكثرةٍ في عبارات البحث في جوجل خاصةً ومحركات البحث الأخرى عامةً. حيث تتساءل النساء المصابات باضطرابات القلب أساسًا عن وضع الحمل والولادة وهل يشكل خطرًا على حياتهن. إذ تستطيع النساء المصابات باضطرابات القلب كاضطرابات صمام القلب (تدلي الصمام التاجي) إضافةً إلى بعض العيوب الخلقية للقلب أن ينجبن أطفالًا أصحاء من دون أي آثار سلبيةٍ تصيب وظائف القلب أو العُمر.
بالرغم من ذلك فإن النساء الواتي يعانين من قصور القلب المتوسط أو الشديد قبل بدء الحمل يتعرضنَ لخطر حدوث مشكلات كبيرة حتى في المرحلة التي تسبق الحمل. ولذا فإن رغبن بالحمل فيجب عليهن التحدث مع الطبيب المختص عن الحالة ليتأكد من إمكانية أجسامهن إجراء هذا الدور على أكمل وجه. إذ إن الحمل في بعض أنواع اضطرابات القلب، يكون غير مناسب لكونه يرفع من خطر الوفاة.

الاضطرابات القلبية أثناء الحمل

  • أول اضطراب هو ارتفاع ضغط الدم الرئوي الشديد (يرتفع ضغط الدم في الأوعية الدموية في الرئتين).
  • عيوب خلقية في القلب، مثل حالات تضيق الأبهر.
  • ثم متلازمة مارفان (يحدث اضطراب في النسيج الضام الوراثي).
  • تضيق الشريان الأبهر الشديد (حيث تضيق فتحة صمام القلب الأبهري)
  • يليه تضيق صمام القلب التاجي الشديد (تضيق فتحة هذا الصمام القلب التاجي)
  • يكون صمام الأبهر بسدائل طبيعية اثنتين بدلًا من ثلاثة والأبهر متضخم.
  • ومن ثم تلف القلب (يحدث اعتلال في عضلة القلب) الذي يكون قد حدث في حمل سابق.
  • أخيرًا قصور في القلب بدرجةٍ معتدلةٍ أو شديدة.

في الحالات التي ذكرت سابقًا ينصح الطبيب بإنهاء الحمل بأسرع ما يكون خوفًا على صحة الأم. وذلك لإن الحمل يحتاج من القلب العمل بسرعة. وهذا النوع من الحمل قد يفاقم الاضطراب وقد يسبب خطر الموت للمرأة أو جنينها في حال كان اضطراب القلب شديدًا ما قبل حدوث الحمل عند المرأة. بحيث تحدث مضاعفات كتراكم السوائل في الرئتين(وذمة رئوية) إضافةً إلى دقات قلب غير طبيعية أو سكتة دماغية.

خطورة الاضطرابات القلبية أثناء الحمل

كلما تقدمت فترة الحمل كلما ازداد الخطر وخاصةً مع زيادة الجهد الذي يبذله القلب. قد يسبب الحمل للمرأة المصابة باضطراب في القلب تعبًا بشكل كبير إذ تضطر إلى الحد من أنشطتها. أما ببعض الحالات الطارئة، يضطر الطبيب إلى إجراء عملية إجهاض مبكرة من الحمل إذا كان اضطراب القلب شديدًا. لإن المخاطر أثناء المخاض والولادة تزداد وقد تكون كارثيةً. حتى بعد الولادة، قد تبقى النساء المصابات باضطراب القلب الشديد في دائرة الخطر لمدة 6 أشهر، وذلك بالاعتماد على نوع اضطراب القلب.

أما فيما يخص الطفل فإن اضطراب القلب عند النساء الحوامل قد يؤثر على الجنين. ففي بعض الأحيان يولد الجنين مبكرًا قبل الأوان. أما أطفال النساء اللواتي لديهن عيوب خلقية في القلب فهم أكثر عرضةً ليكونوا ذوي عيوب خلقية مماثلة. كما إن الموجات فوق الصوتية تكشف عن بعض هذه العيوب ما قبل ولادة الجنين. كما إن تفاقم اضطراب شديد في القلب عند المرأة الحامل فجأة، يؤدي إلى موت الجنين.

اعتلال عضلة القلب أثناء الحمل

قد يصيب التلف جدران القلب (عضلة القلب) فيُسمَّى هذا باعتلال عضلة القلب وذلك في مرحلة متأخرة من الحمل أو بعد الولادة. حيث يُسمَّى هذا بالإطار الزمني لفترة ما قبل الولادة. وعليه يطلق على هذا الاضطراب اعتلال عضلة القلب قبل الولادة. ويميل اعتلال عضلة القلب قبل الولادة إلى الحدوث عند النساء اللواتي يتمتعن بالخصائص التالية:

  • سبق وأن حملن سابقًا.
  • عُمرهن يزيد عن 30 عامًا فما فوق.
  • يحملن أجنةً بعدد اثنين أو أكثر.
  • لديهن مقدمات الارتعاج (يعتبر هذا نوعًا من أنواع ارتفاع ضغط الدم الذي يحدث أثناء الحمل).

يحدث اعتلال عضلة القلب قبل الولادة في حالات الحمل اللاحقة، خصوصًا إذا لم تعد وظيفة القلب إلى سابق عهدها. وعليه فغالبًا إن النساء اللاتي أصبن بهذا الاضطراب لا يُشجّعن على تكرار الحمل مرة أخرى. كما يعالج اعتلال عضلة القلب قبل الولادة كعلاج قصور القلب، باستثناء عدم استخدام مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE) ومضادات الألدوستيرون (سبيرونولاكتون وإبليرينون).

اضطرابات صمام القلب

تشخص اضطرابات صمام القلب وتعالج ما قبل الحمل عند المرأة. إذ في أغلب الأحيان يوصي الطبيب بإجراء العلاج الجراحي للمرضى بالاضطرابات القلبية المصابين باضطرابات شديدةٍ قبل التفكير بالحمل. وغالبًا فإن الصمامات عند النساء الحوامل التي تتأثر بالحمل هي الصمام الأبهر والصمام التاجي. حيث تعتبر الاضطرابات المسببة لتضييق فتحة صمام القلب (التضيق) الأكثر خطورةً بشكل خاص.
إذ من الممكن تراكم السوائل في الرئتين (وذمة رئوية) نتيجة تضيق الصمام التاجي. إضافةً إلى إيقاع سريع وغير منتظم للقلب (الرجفان الأذيني ). وفي معظم الأحيان تتحمل النساء المصابات بتدلي الصمام التاجي الحمل بشكلٍ جيد.

علاج الاضطرابات القلبية

ينصح الطبيب المرأة الحامل المصابة بأمراض القلب بأن تتبع ما يلي:

  • أن تجدول الفحوص الدورية.
  • أن تحافظ المرأة على وزنها دون تعرضها للبدانة.
  • ينبغي الابتعاد عن التوتر.
  • أن تحصل المرأة على قدر كافٍ من الراحة.
  • يعالج فقر الدم، في حال حدوثه، بشكل فوري.
  • لا تستخدم بعض أدوية علاج اضطرابات القلب أثناء الحمل. وهي تشمل ما يلي:
    • أولًا مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE).
    • ثانيًا مضادات الألدوستيرون (سبيرونولاكتون وإبليرينون).
    • ثالثًا بعض الأدوية التي تستخدم في علاج عدم انتظام ضربات القلب (الأدوية المضادة لاضطراب النظم ، مثل الأميودارون).

كما تعتمد أدوية القلب الأخرى المأخوذة أثناء فترة الحمل على مقدار شدة اضطراب القلب. إضافةً إلى المخاطر التي يتعرض لها الجنين وكمثال على هذا فعادةً ما يُمنع تناول دواء الوارفارين لإمكانيته في زيادة خطر العيوب الخلقية. وبالرغم من ذلك، يعطى هذا الدواء للحوامل اللواتي لديهن صمام قلب ميكانيكي وذلك لأن الوارفارين يحدّ من خطر تكوُّن جلطات الدم في هذه الصمامات. إذ إن تكون هذه الجلطات عادةً ما يكون مميتًا.

أما في حال أن القلب لا يعمل جيدًا، فيعطى للمريضة ديجوكسين الذي يُستخدَم لعلاج قصور القلب، كما ينصَح الطبيب مريضته بالراحة في الفراش أو إجراء نشاطٍ محدود، وذلك بداية الأسبوع الـ 20 من الحمل. أما أثناء المخاض، يعالج الألم بحسب الحاجة. ففي حال كانت المرأة تعاني من اضطرابًا شديدًا في القلب، فإنّ الطبيب يحقن مخدرًا في أسفل الظهر. وهذه الحقنة تكون في الفراغ بين العمود الفقري والطبقة الخارجية للأنسجة المغطية للنخاع الشوكي (الفضاء فوق الجافية). يطلق على هذا الإجراء الحقن فوق الجافية .

ويمنع هذا المُخدِّر الإحساس في الحبل الشوكي السفلي، كما يخفف من استجابة الإجهاد للألم إضافةً إلى الحاجة إلى الدفع. والهدف من ذلك تخفيف الضغط على القلب. فالدفع أثناء المخاض يسبب الإجهاد لعضلة القلب لأنه يحمل القلب جهدًا أكبر. باعتبار أن هؤلاء النساء لا يمكنهن الدفع قد يضطر الطبيب إلى استخدام الملقط أو جهاز شفط الجنين في عملية الولادة.
بالنسبة لحقن فوق الجافية لا تستخدم للنساء المصابات بتضيق الصمام الأبهر بل يستخدم مخدر موضعي أو عام إن استدعى الأمر. وتبقى النساء قيد المراقبة الطبية عن كثب لعدة أسابيع حتى يتأكد الطبيب من تجاوز الأم وجنينها للخطر.

في ختام مقالنا هذا الذي تحدثنا به عن أهم الاضطرابات القلبية أثناء الحمل فإننا نقول إن الوقاية خير من قنطار علاج. ولذا فقبل قرارك سيدتي بإنجاب طفل عالجي جسدك من كل أمراضه. وذلك حرصًا عليك وعلى صغيرك لإنك كل غايتنا وصحتك تهمنا ودمت بخير.