تنتظرُ كل أمٍّ قدوم مولودها إلى الحياة بفارغ الصبر، تشتري له الملابس وتجهز له السرير، وتَعُدّ الأيام المتبقية حتى اليوم الموعود. تتمنى لو بإمكانها أن تأتي به إلى الحياة في أي لحظة تريد، ولكن الأم التي تجهزت جيدًا لدورها تعلم أن الولادة الباكرة ليست في صالح الطفل وتعمل على تلافي أسباب الولادة الباكرة.

إن المدة التي يقضيها الجنين في داخل أمه خلال فترة الحمل تسهم في خلق رابطةٍ مميزة فيما بعد بين الأم وطفلها. فالأم تشعر بألم طفلها دون أن ينطق بكلمة حتى، وتستشعر أدنى تغيّر في مزاجه أو نظرة عينيه حتى. وهذه الرابطة نفسها قد تسبب تدهورًا خطيرًا في الصحة النفسية للأم إذا ما أصيب جنينها بمكروه، لذا من المهم التركيز على صحة الأم والجنين معًا والحرص على إكمال عملية الحمل دون مشاكل. تعد الولادة الباكرة إحدى المشاكل التي يمكن أن تشكل خطرًا على الجنين، لذا نعرض في المقال التالي ما يوضح طبيعة وأهم أسباب الولادة الباكرة.

تعريف الولادة الباكرة

تعتبر الولادة باكرةً في حال حدوث الولادة لجنين حي قبل إكمال الأسبوع السابع والثلاثين من الحمل. وتصنف الولادة الباكرة إلى عدة أنواع حسب عمر الحمل عند الولادة، وهي:

  • مبكرة إلى أبعد حد: عندما تحدث الولادة قبل إكمال الأسبوع الثامن والعشرين من الحمل.
  • ولادة مبكرة جدًا: إذا حدثت الولادة بين الأسبوع الثامن والعشرين والأسبوع الثاني والثلاثين من عمر الحمل.
  • مبكرة بشكل معتدل: عند حدوث الولادة في الفترة بين الأسبوع الثاني والثلاثين والأسبوع السابع والثلاثين.

معدلات النجاة للخدج المولودين باكرا

تختلف معدلات النجاة بالنسبة للجنين بحسب وقت الولادة، فعلى سبيل المثال:

  • المولودون بعد إكمال الأسبوع الرابع والثلاثين لا يختلف معدل النجاة لديهم عن مَن ولد في نهاية فترة الحمل.
  • 95% للمولودين ضمن الأسبوعين الثاني والثلاثين والثالث والثلاثين.
  • 90-95% للمولودين بين الأسبوع الثامن والعشرين والأسبوع الحادي والثلاثين.
  • 90% للمولودين في الأسبوع السابع والعشرين.
  • 46% للمولودين في الأسبوع الرابع والعشرين، و29% للمولودين في الأسبوع الثالث والعشرين.

تُعد الولادة الباكرة حالةً شائعة الحدوث، وتصل الأرقام في بعض الدراسات إلى أنها تشمل واحدًا من كل عشرة مواليد. لذا كان من المهم أن نعرف أسباب الولادة الباكرة والتي سنعرضها في الفقرة التالية.

أسباب الولادة المبكرة

على الرغم من عدم معرفة سبب محدد للولادة المبكرة غالبًا، إلا أنّ هناك العديد من عوامل الخطورة المعروفة، وتتضمن على سبيل المثال:

  • الحمل بتوائم، توائم ثلاثية أو أكثر.
  • أن يكون قد مضى على الولادة السابقة أقل من 6 أشهر عند بداية الحمل الحالي.
  • التخصيب في المختبر (طفل أنبوب).
  • التدخين واستخدام بعض الأدوية.
  • بعض الإنتانات، خصوصًا تلك التي تصيب السائل المحيط بالجنين (الأمينوسي) والطرق التناسلية السفلية.
  • الحالات المزمنة، مثل السكري وارتفاع ضغط الدم.
  • التعرض للضغط النفسي، مثل موت أحد الأقارب أو التعرض للعنف المنزلي.
  • وجود مشاكل في الرحم، عنق الرحم أو المشيمة.
  • كون الأم ذات وزن زائد أو حتى ذات وزن منخفض قبل الحمل.
  • الإصابة الفيزيائية، وتاريخ لحدوث الإجهاض.

الأعراض المتوقعة بعد الولادة المبكرة

قد يتعرض الجنين لأعراض بسيطة بعد الولادة المبكرة، كما قد يعاني من مضاعفات أكثر وضوحًا. وتتضمن علامات وأعراض الولادة المبكرة ما يلي، على سبيل المثال:

  • حجم الجنين صغير، ورأسه كبير بشكل لا يتناسب مع حجم الجسم.
  • تكون مخازن الشحم لدى الجنين المولود مبكرًا أقل منها لدى الجنين المكمل للحمل. ونتيجةً لذلك يكون الجنين المولود مبكرًا ذو مظهر أقل “تدوّرًا” من نظيره الذي أكمل فترة الحمل.
  • شعر ناعم يغطي معظم الجسم.
  • حرارة الجسم منخفضة، خصوصًا بعد الولادة مباشرةً.
  • صعوبة في التنفس.
  • ضعف منعكسات المص والبلع، مما يؤدي لمواجهة صعوبة في إطعام الطفل.

بعض الحقائق عن الولادة المبكرة

  • لأسباب غير معلومة، وُجد أنّ النساء ذوات البشرة الداكنة أكثر عرضةً للولادة بشكل مبكر من نساء الأعراق الأخرى. ولكن هذا لا ينفي حقيقة أن الولادة المبكرة حالة يمكن أن تعاني منها أي امرأة.
  • وجدت بعض الدراسات أن بعض النساء يمكن أن تتعرض لحالة الولادة المبكرة حتى دون وجودة أي عوامل خطورة من العوامل المعروفة التي تزيد من احتمالية هذه الحالة.
  • يواجه الأطفال المولودون مبكرًا العديد من المضاعفات الصحية. تختلف هذه المضاعفات وتتنوع، ولكن كلما ولد الطفل بشكل أبكر كلما زادت احتمالية تعرضه لها.

وختامًا، يتطلب الجنين المولود بشكل مبكر عنايةً خاصة. وذلك بسبب احتمالية تعرضه لعدد من المضاعفات، لذا يجب أن تكون العناية به مدروسةً وتحت إشراف طبيب مختص. راجين لأطفالكم دوام الصحة والعافية.

إنّ الأمومة هي أرقى حالات الوجود البشري، تختفي فيها الأنا وتنغمس ذات الأم المضحية في ذات فلذة كبدها. لا شيء في هذا الكون أجمل من علاقة الأم بأولادها، ولا أحدٌ يضحي كما تضحي الأمهات. ومن هذا المنطلق يجب علينا أن نحرص على سعادة الأم الحامل وراحتها النفسية، فكما رأينا يمكن أن تؤثر هذه العوامل على صحة الأم وجنينها.