قد تتظاهر بعض الأمراض التي تصيب جسدنا بأعراض متنوعة، وقد تسبب ازعاج واضطراب في راحة المريض وهو ما يدفعه لزيارة الطبيب. ولكن قد يصيبنا اضطرابات أخرى ينتج عنها أعراض محرجة، وقد لا يقبل بعض المرضى التقصي عن سببها ويسعون للبحث عن أسبابها عبر مجموعات التواصل أو المواقع الطبية حرجًا من السؤال والكشف عنها أمام طبيب. وذلك ما لا ننصح القيام به، فقد تخفي بعض الأعراض أمراضًا من الواجب معالجتها قبل تفاقمها. نحن سنهون موضوع البحث عليك وما سنناقشه لليوم هو عن أسباب السلسل البولي وطرق علاجه وهدفنا هو جعلك أكثر وعيًا بحالتك، ولمعرفة المزيد عنها تابع معنا المقال التالي.
ما يجب معرفته عن السلس البولي
السلس البولي هو حالة شائعة تؤثر في حياة العديد من الأشخاص حول العالم. يختبر فيها المريض مشاكل عدم السيطرة على المثانة وتسريب بولي. غالبًا ما يكون هذا التسريب خارج عن إرادة المريض وغير قادر على التحكم به وله تأثير سلبي على حياته.
يتألف جهاز الإطراح في جسدنا من كليتين وحالبين ومن ثم المثانة وأخيرًا الإحليل. ولكل عضو منها وظيفة خاصة يقوم بها، وتتضامن هذه الأجزاء سويًا لتقوم بتصفية، وتخزين وإطراح السموم من جسدك. تعمل كليتاك عمل الفلتر للدم، والفضلات التي ترتشحها منه هي ما تشكل في النهاية البول. ومن ثم ينتقل البول عبر أنبوب رقيق يسمى الحالب. يتصل الحالب مع المثانة، حيث يجمع البول فيها إلى حين الوقت المناسب لإطراحه. تعمل المثانة عمل الخزان فهي عندما تمتلئ ترسل إشارات عصبية للدماغ لتتم عملية الإطراح. يغادر البول المثانة عند ارتخاء العضلة (المعصرة)، فتسمح للبول بالعبور ليخرج من الجسم عبر الإحليل.
عندما يكون جهازنا الإطراحي سليمًا ومعافىً، سيعمل بتناسق عصبي ووظيفي، مما سيعطيك الوقت الكافي للوصول للحمام قبل الحاجة للتبول الأمر الذي سيحميك من حدوث السلس البولي. وعندما لا تتم هذه العملية بشكل متناسق بين الأعضاء المكونة لجهاز الإطراح والجهاز العصبي يحدث لديك السلس البولي. وقد يسببه العديد من الأمراض والحالات المتنوعة بمختلف الأعمار.
يعتقد العديد من الأشخاص أن السلس البولي هو تطور طبيعي عن التقدم بالعمر وليس بمقدورهم فعل شيء لإيقافه. والحقيقة أن ذلك صحيح فإن خطر الإصابة بالسلس البولي يرتفع مع التقدم بالعمر، ولكن في يومنا هذا أصبح يوجد العديد من الطرق المتوافرة للعلاج، والتي ستساعدك على التحكم بهذه الحالة.
الأنواع المختلفة للسلس البولي
يوجد عدة أنواع مختلفة من السلس البولي، ولكل نوع مسبب خاص لحدوثه ومعرفتها ضروري جدًا للتشخيص، ووضع الخطة المناسبة للعلاج ومنها:
- السلس البولي الإلحاحي: يتمثل هذا النوع بالحاجة الملحة والشديدة للتبول على الفور. غالبًا ما يحدث هذا سريعًا مما لا يعطيك الوقت الكافي للوصول للحمام، وما ينتهي به الأمر بالسلس البولي.
- سلس الشدة: عندما يحدث السلس خلال قيامك لنشاط محدد يدعى سلس الشدة. المشكلة الأساسية هي بضعف عضلات الحوض التي تصبح واهنة وغير قادرة على دعم أحشاء الحوض. وسيقود هذا الضعف لارتفاع احتمال حدوث السلس البولي المفاجئ لديك في حال قيامك بأي نشاط فيزيائي.
- السلس بالإفاضة: إذا لم تفرغ مثانتك محتواها كاملًا عند دخولك الحمام، سيكون من الممكن إصابتك بالسلس بالإفاضة. غالبًا ما ينتج عنه تسريب كمية قليلة من البول بشكل نقاط طوال الوقت بدلًا من دفقه دفعة واحدة من المثانة.
- السلس المختلط: وهو خليط من عدة أمراض تجتمع لتسبب سلس بولي. وفي حال إصابتك بهذا النوع سيكون عليك التعامل مع السلس الجهدي بالإضافة لفرط تشنج المثانة.
أسباب السلس البولي
يوجد العديد من الحالات التي ستجعلك تعاني من السلس البولي وتتضمن الأسباب المؤقتة أو التي تسبب سلس بولي لفترة قصيرة الأمد:
- التهابات السبيل البولي.
- الحمل.
- بعض الأدوية.
- شرب كمية كبيرة من السوائل.
- الإمساك.
الأسباب المزمنة أو طويلة الأمد للسلس البولي:
- اضطرابات في هيكيلة الحوض.
- النشبات الدماغية.
- السكري.
- انقطاع الطمث.
- التصلب المتعدد.
- ضخامة البروستات.
- بعد عملية جراحية للبروستات.
طرق علاج السلس البولي
يوجد ثلاث طرق رئيسية يمكن للطبيب انتقاء أي الأفضل لك منها لعلاج حالتك، ومنها الأدوية وتغيير نمط حياتك أو اللجوء للجراحة. ولكل طريقة إيجابياتها وسلبياتها والتي سيقوم طبيبك بمناقشتها عند عرض حالتك.
- الأدوية: حيث يوجد طيف واسع من الأدوية التي يمكنها السيطرة على السلس البولي. يعمل بعضها على دعم تقلصات عضلات الحوض والحفاظ على تناسق عملها. وبعضها الآخر له عمل معاكس، لذلك وهو المساعدة على ارتخاء عضلات المثانة لتسمح لها بالتفريغ تمامًا. كما تساعد الأدوية المعيضة للهرمونات كالأستروجين في استعادة وظيفة المثانة الطبيعية.
- تغيير نمط حياتك:
- تفريغ مثانتك وفق جدول منتظم، ويعني التدريب على قضاء الحاجة وفق مواعيد زمنية منتظمة بدلًا من الانتظار الرغبة بالتبول.
- قم بقضاء حاجتك قبل قيامك بنشاطك الفيزيائي أو تمرينك الرياضي، لتجنب التسريب.
- تجنب حمل المعدات والأغراض الثقيلة الوزن، اطلب مساعدة الآخرين إن احتجت لفعل ذلك.
- اتبع تمرين كيجل الرياضي الذي يساعد على تقوية عضلات الحوض.
- تجنب الإكثار من السوائل أو المشروبات التي تحوي على كافيين قبل قيامك بنشاطك.
- استخدم المنتجات الخاصة كالفوط وغيرها المصممة لحمايتك من التسريب البولي.
- الحفاظ على وزن صحي.
- العملية الجراحية: ويلجأ إليها عند فشل العلاج الدوائي، وهي تتضمن عدة طرق يمكن لطبيبك شرحها لك. تتراوح شدتها من إجراءات جراحية بسيطة كالحقن وحتى عملية جراحية معقدة. يتم اختيار نوع الجراحة المناسب لك بناءً على نوع السلس البولي، بعدها يمكنك مناقشة اختياراتك بشكل دقيق لانتقاء المناسب لك.
وهكذا نكون وصلنا إلى نهاية مقالنا، آملين أن نكون قد قدمنا لكم بعض الإجابات عن أسئلتكم المقترحة، وقد يظهر لك أن عرض السلس البولي مربك ويستغرق وقتًا وصبرًا لعلاجه، لكن نصيحتنا لك ألا تدعه أمرًا مزعجًا لك وألا تجعله عائقًا أمام ممارسة نشاطاتك.