يعتبر الجهاز التنفسي هو المسؤول الأول عن عملية التنفس، التي تمد الجسم بالأوكسجين الضروري. فالقسم التنفسي العلوي هو الواجهة الأولى التي تتعرض للعدوى المتكررة التي تسبب الالتهابات المزمنة مثل السلائل الأنفية، التي تشكل زوائد لحميةً غير مؤلمة على بطانة الممرات الأنفية. حيث تشبه حبات العنب، والتي تنشأ نتيجة الالتهاب المزمن لعدوى متكررة أو حساسيات العقاقير. أو اضطرابات مناعية.
تنتشر السلائل الأنفية بين البالغين بكثرة. كما يمكن للأدوية أن تقلص من حجمها وتزيلها، لكن في بعض الحالات تحتاج إلى العمليات الجراحية. السلائل الأنفية ليست مرضًا بحد ذاته. إنما هي نتيجة لمرض في الأنف أو الجيوب الأنفية، لكن إذا أهملت قد تؤدي لتلف الأغشية المخاطية السليمة. فما هي أسباب وأعراض السلائل الأنفية سيكون ذلك محور مقالنا.

الوقاية من الإصابة بأعراض السلائل الأنفية

يمكن اتباع مجموعة من الاستراتيجيات لتقليل حدوث الإصابة بالسلائل الأنفية. أو حدوث تكرارها بعد المعالجة، ومن أهمها:

  • إدارة الحساسية أو الربو: يجب الالتزام بتعليمات الطبيب للسيطرة على الحساسية أو الربو. وفي حال عدم القدرة على التحكم بالأعراض ينصح باستشارة الطبيب لتغيير خطة العلاج.
  • تجنب مهيجات الأنف: أي الابتعاد عن المواد المتطايرة في الهواء. التي تسبب اتهاب الأنف وتهيجه أو التهاب الجيوب الأنفية، ومن هذه المواد دخان السجائر، والأدخنة الكيميائية والركام.
  • ممارسة عادات النظافة الجيدة: يجب غسل اليدين جيدًا وبشكل منتظم، حيث تعتبر أفضل طريقة للحماية من العدوى الفيروسية والبكتيرية، التي من الممكن أن تسبب التهابًا في الممرات والجيوب الأنفية.
  • ترطيب المنزل: إذا كان الهواء في المنزل جافًا، يفضل استخدام جهاز الترطيب المنزلي، الذي يساعد على ترطيب الممرات الهوائية وتدفق المخاط من الجيوب الأنفية، كما يمنع حدوث الانسداد أو الالتهاب.
  • الإرواء الأنفي: الذي يقصد به استخدام محلول ملحي لتنظيف الممرات الأنفية، ما يحسن تدفق المخاط وإزالة مسببات الحساسية، وفي حال تحضير غسول خاص بك يجب استخدام المياه المعقمة وتبريدها جيدًا بعد الغلي، لتجنب حدوث عدوى.

أسباب السلائل الأنفية

  • إلى الآن لا يوجد سبب محدد للإصابة بالسلائل الأنفية، فبعض الدلائل تشير إلى أن الأشخاص المصابون بالسلائل الأنفية، لديهم استجابات مختلفة للجهاز المناعي وعلامات كيميائية داخل الأغشية المخاطية أيضًا مختلفة عن الأشخاص غير المصابين.
  • يمكن أن يتعرض الأشخاص للإصابة بالسلائل الأنفية في أي عمر، لكنها أكثر شيوعًا بين الشباب والبالغين في متوسط العمر. من الممكن أن تتشكل السلائل الأنفية في أي مكان داخل الممرات الأنفية، لكن في أغلب الحالات تظهر في الأماكن القريبة من العينين، والأنف، وعظم الوجنتين.
  • كما يمكن أن يزيد التهيج والتورم في الممرات الأنفية نتيجة العدوى أو الحساسية من خطر الإصابة بالسلائل الأنفية، ومن أهم تلك الحالات المسببة للسلائل:
    • الربو: الذي يسبب التورم في ممرات الهواء.
    • الحساسية للإسبرين.
    • التهاب الجيوب الأنفية الفطري التحسسي.
    • التليف الكيسي: الذي ينتج عنه سوائل لزجة غير طبيعية في الجسم، مثل المخاط السميك من بطانات الأنف.
    • نقص فيتامين D الذي يسبب نقصه السلائل الأنفية.

تشخيص السلائل الأنفية

يمكن تشخيص الإصابة بالسلائل الأنفية عبر مجموعة من الاختبارات، بدءًا من الفحص البدني العام وفحص الأنف، إلى طرق التشخيص الأخرى التي تشمل:

  • تنظير باطني أنفي: يستخدم في تلك الطريقة أنبوب صغير مزود بعدسة تكبير وإضاءة لإجراء فحص شامل لداخل الأنف، حيث يدخل الطبيب المنظار في فتحة الأنف ويبدأ بتدويره داخل تجويف الأنف.
  • دراسات التصوير: يمكن من خلال التصوير المقطعي المحسوب تحديد حجم السليلة ومكان تشكلها حتى لو كانت في أعمق نقطة من الجيوب الأنفية، بالإضافة إلى ذلك تساعد تلك التقنية في استبعاد الاحتمالات الأخرى المسببة للانسداد في التجويف الأنفي، كالنمو السرطاني والعيوب الخلقية.
  • اختبارات الحساسية: حيث يطلب الطبيب فحوصات جلدية للتأكد فيما إذا كانت حالات الحساسية تسبب الالتهاب المزمن، وذلك عبر وخز جلد الساعد أو القسم العلوي من الظهر بنقاط صغيرة من مسببات الحساسية وتركها على الجلد لمدة 15 دقيقةً لملاحظة ردود الفعل التحسسية، أو من الممكن إجراء اختبار دم يبين وجود أجسام مضادة لمسببات الحساسي.
  • فحص التليف الكيسي: وهي حالة وراثية تؤثر في الغدد المفرزة للمخاط، والدموع، والعرق، واللعاب، والعصارات الهضمية، حيث يشمل فحص التليف الكيسي اختبار تعرق غير باضع لتحديد إذا كان تعرق الطفل أكثر ملوحةً من عرق الأشخاص الآخرين.

أعراض السلائل الأنفية

توجد عدد من الأعراض الهامة للسلائل الأنفية، تتلخص في ما يلي:

  • سيلان الأنف.
  • فقدان حاسة الشم أو انخفاضها.
  • ذهاب حاسة الذوق.
  • وجع في الرأس أو في الوجه.
  • ألم في الفك العلوي.
  • إحساس بالضغط على الجبين والوجه.
  • الشخير أثناء النوم.

علاج السلائل الأنفية

أغلب حالات السلائل الأنفية تعالج بالأدوية، التي تخفف من السلائل أو تعمل على إزالتها، حيث تشمل العلاجات:

  • الهرمونات المنشطة “الكورتيكوستيرويدات” عبر الأنف: يصف الطبيب في أغلب الحالات بخاخات أنفيةً حاويةً على الكورتيزون لتقليل الالتهاب وبالتالي تخفيف السلائل الأنفية وإزالتها.
  • الكورتيكوستيرويدات الفموية أو الحقن: في حال أن الهرمونات المنشطة عبر الأنف لا تجدي نفعًا، قد يصف الطبيب هرمونات كورتيزونيةُ فمويةً مثل بريدنيزون وقد يصفها مع الرذاذ الأنفي، أما الكورتيزونات عبر الحقن تعطى فقط في حال كانت السلائل الأنفية حادةً.
  • أدوية أخرى: من الممكن في بعض الحالات وصف أدوية لعلاج الحالات المسببة لالتهاب الجيوب المزمن أو الممرات الأنفية، كمضادات الهستامين لمعالجة الحساسية، والصادات الحيوية لعلاج الالتهاب المزمن المتكرر. في حال لم تنفع الأدوية في إزالة السلائل الأنفية من الممكن اللجوء للجراحة

كثيرًا ما يتعرض الجهاز التنفسي للعدوى التي قد تصيب الممرات الهوائية وهنا علينا التميز بين ما هو عابر وما هو بحاجة لمراجعة الطبيب. مع التمنيات بدوام الصحة للجميع.