لعلّ من أكثر ما يعانيه الإنسان في حياته اليوميّة هي رائحة الفم الكريهة، أو ما يعرف باسم (البخر الفموي). وما تسبّبه من إحراج له في اجتماعاته ولقاءاته. وتستخدم بعض المنتجات الصناعية كالعلكة وأنواع غسول الفم، التي تعطي شعورًا بالإنتعاش، ومنتجات أخرى طبيعية كالنعناع. ولكن في حال كانت رائحة الفم مزمنة، تبقى تلك المنتجات مجرّد علاجات مؤقّتة، و لا تقدم علاجًا مناسبًا. يمكن تحسين رائحة الفم من خلال المحافظة على صحّة الأسنان وتنظيفها بانتظام. وفي حال عدم زوال الرائحة بالأساليب السابقة، ينصح بالذهاب إلى طبيب الأسنان لتحرّي السبب والتأكد من عدم وجود مشكلة خطيرة. وقد يقوم طبيب الأسنان بتحويل المريض إلى الطبيب المختص لعلاج المشكلة. وفي هذا المقال وعن طريق موقع كيف سنسلط الضوء على أهم الأسباب وراء رائحة الفم وطرق علاجها.

أسباب وأنواع رائحة الفم

إضافةً إلى رائحة الفم الكريهة، يمكن الشعور بطعم سيء في فمك. وتختلف الأعراض باختلاف أنواع رائحة الفم. وما يلي سنتعرّف على بعض أنواع رائحة الفم:

  • رائحة الفم في الصّباح: يلاحظ معظم النّاس عند استيقاظهم أنّ لديهم رائحة فم كريهة، وهي حالة طبيعية ناتجة عن جفاف الفم بشكل رئيس. لأن وجود اللعاب بكميّات كافية يعمل على قتل البكتيريا ومنع تكاثرها في الفم، لكن أثناء النّوم تتناقص كميّات اللعاب ضمن الفم، لذا يؤدّي إلى تراكم البكتيريا، وصدور روائح كريهة من الفم عند الاستيقاظ.
  • الرائحة الكريهة للفم الناتجة عن بقايا الطعام: من الممكن صدور رائحة كالعفن، وذلك بسبب بقاء فتات الطّعام وبقاياه على اللسان وبين الأسنان، كما يمكن لمكونات بعض الأطعمة كالبصل والثوم وبعض الخضروات والتوابل أن تسبّب رائحة سيّئة، لأنّها تدخل إلى مجرى الدّم، ويتم نقلها إلى الرّئتين وتؤثر على الأنفاس أثناء الشّهيق والزّفير، ثمّ تشقّ الرائحة طريقها للخروج مباشرةً عبر الفم.
  • رائحة الفم الناتجة عن التّدخين: يعدّ التّبغ ومنتجاته سواء كانت بالتّدخين أو المضغ أو استخدام الأنبوب أحد أهم أسباب رائحة الفم الكريهة، لأنّ التّدخين يؤثّر على مستوى رطوبة التّجويف الفموي، لذا فهو يؤدي إلى جفاف الأسنان واللثّة ممّا يؤدّي إلى رائحة الفم.

أسباب رائحة الفم

هناك العديد من الأسباب التي تسبّب الرائحة الكريهة في الفم، ومنها:

جفاف الفم

  • في الحالة الطبيعيّة يكون الفم رطبًا باللعاب الذي تفرزه غدد لعابيّة توجد في الفم، ويتكوّن اللعاب من ماء ومواد كيميائيّة تعمل على تطهير الفم وإزالة الجسيمات التي تسبّب الروائح الكريهة كالخلايا الميّتة، وعند جفاف الفم تتناقص نسبة اللعاب، ممّا يسبّب تراكم تلك الجسيمات على اللسان واللثّة مسبّبًا رائحة سيّئة، ويحدث جفاف الفم إمّا بشكل طبيعي أثناء النّوم، أو نتيجة مشكلة في الغدد اللعابيّة وبعض الأمراض.

مشاكل الأسنان وصحتها

  • عند إهمال الأسنان وعدم تنظيفها يوميًّا والعناية بها، يحدث تراكم لفتات الطّعام بينها فتشكّل بذلك وسطًا ملائمًا لنمو وتكاثر الجراثيم التي تنتج بعض الغازات ذات الرائحة النتنة كغاز سلفيد الهيدروجين.

الإصابة ببعض الأمراض

يمكن أن تنتج رائحة للفم نتيجة الإصابة ببعض الأمراض، نذكر منها:

  • الفشل الكلوي(Renal failure) ويصدر رائحة كرائحة البول.
  • الفشل الكبدي(Hepatic failure) ويصدر رائحة كرائحة السّمك.
  • داء السّكري(Deabetes) ويصدر رائحة كرائحة الفواكه المتعفّنة.
  • اضطرابات في عمليّات الأيض(Metabolic disease).
  • التهاب الجيوب الأنفيّة.
  • بعض أنواع السّرطان.

أسباب أخرى

  • كالتّدخين فالمدخّنين هم الأكثر عرضةً للإصابة بأمراض الأسنان، وبعض أنواع الطّعام، والأشخاص الذين يتّبعون حميات غذائيّة قاسية يعانون من رائحة فمهم نتيجة الحماض الكيتوني الذي ينتج عن حرق الدّهون.

تشخيص رائحة الفم

يقوم الطبيب بشمّ رائحة فم مريضه وأنفه عن طريق شم هواء الزفير ويقيّم الرائحة بناءً على مقاييس معيّنة، ففي حال كانت رائحة أنف المريض أسوء فغالبًا يكون مصدر الرائحة الأنف أو مشكلة في الجيوب الأنفية، وفي حالك كانت رائحة فم المريض أسوء فتكون ناتجةً عن اضطرابات فمويّة، وإذا كانت رائحة الفم والأنف متشابهة فتكون المشكلة من الرئتين أو أعضاء الجسم الأخرى، وأحيانًا يضطر الطبيب في حال لم يستطع تحديد مصدر الرائحة  لإجراء كشط باستخدام ملعقة بلاستيكيّة للجزء الخلفي من اللسان، ثمّ تركها لمدّة 5 ثوانٍ وبعدها يشم الملعقة وإذا ظهرت الرّائحة فتكون البكتيريا الموجودة على سطح اللسان هي المشكلة،  كما يمكن تعيين المادة المسؤولة عن إصدار الرائحة باستخدام بعض الكواشف الخاصّة.

علاج رائحة الفم

يمكن تخفيف الرائحة عن طريق العناية بنظافة الفم والأسنان واستخدام بعض الأعشاب التي تحوي زيوتًا عطرية كالبقدونس، والنعناع، والزّعتر، و علاج المشكلة المسبّبة في حال كان السبب أمراض أو مشاكل في الأسنان، فينصح بالذّهاب إلى الطبيب المختص للتأكد من  عدم وجود مشكلة خطيرة.

 

وفي النهاية لا بد من التذكير بأهمية نظافة الفم

الوقاية من رائحة الفم

للوقاية من رائحة الفم وتجنّب الإحراج يجب اتّباع بعض الإجراءات:

  •  تنظيف الأسنان بعد تناول الطّعام.
  • تنظيف الفم وفركه بأدوات خاصّة للتخلّص من المواد المتبقّية والعالقة عليه.
  • استخدام الخيط الطبّي لتنظيف الأسنان يوميًّا مرّة على الأقل.
  • الإكثار من شرب الماء لإبقاء الفم رطبًا.
  • الإقلاع عن التّدخين.
  • الذّهاب عند طبيب الأسنان بشكل دوري للكشف عن وجود مشاكل في الأسنان.
  • استخدام بعض أنواع غسول الفم والمعطّرات.
  • استخدام فرشاة أسنان جيّدة وتغييرها باستمرار.

وبهذا نكون قد تعرفنا على أسباب رائحة الفم والتخلص منها من خلال بعض الوصفات التي في حال استخدامها يومياً حصلنا على فم ذو رائحة جيدة.