تعتبر غدة الثدي عند الإنسان من أجزاء الجسم الهامة والحساسة. فيلعب الثدي دورًا أساسيًا في عملية إرضاع الطفل بعد الولادة ومده بالغذاء الأكثر فائدةً على الإطلاق. وبالإضافة إلى ذلك يشكل الثدي عنصرًا جماليًا وله أهمية في الإثارة الجنسية. وتشكل الحلمة الجزء الأمامي البارز من غدة الثدي، وهي عرضة للتشققات والالتهابات نتيجةً لعدة أسباب. وبسبب ذلك تشعر المرأة بآلام شديدة وقد يكون ذلك مصدرًا للإحراج في حالات كثيرة. وإن كنت تتساءل عن أسباب تشققات الحلمة، فسنقدم لك بالتفصيل كافة المعلومات حول هذا الموضوع في مقالنا اليوم فتابعنا.
عناصر المقالة
أسباب تشققات الحلمة
تشقق الحلمة هو ظهور بعض الشقوق والجروح الصغيرة في أحد حلمتي الثدي أو في كلتاهما، وقد تمتد هذه الشقوق لتبلغ الهالة المحيطة بالحلمة. وتكون غالبًا مصحوبةً باحمرار وتهيج وتورم، وقد تصاب الحلمة المتشققة بمضاعفات تشمل حدوث التهابات في تلك المنطقة. ويحدث ذلك عند النساء المتزوجات وعند العازبات وحتى الرجال أيضًا. وتتعدد الأسباب وتتنوع ونقدمها لكم فيما يلي:
- ارتداء حمالات صدر غير مناسبة كأن تكون أصغر من القياس المطلوب، أو أن تكون من نوعية سيئة تتسبب بالتعرق وحدوث التسلخات والتشققات.
- حدوث الاحتكاك والتعرق عند الرياضيين أثناء أداءهم لتمارينهم.
- وكذلك وجود خلل في الهرمونات قد يكون السبب الكامن وراء تشقق الحلمات.
- الحمل والإرضاع يترافقان بتغيرات في حجم الثدي وخاصةً عند امتلائه بالحليب، فيؤدي ذلك إلى تشقق الحلمات. كذلك طريقة إمساك الرضيع بحلمة الثدي قد تكون خاطئةً وتؤدي إلى تورم الحلمة وتشققها.
- كذلك التشقق في الحلمات قد يحدث أحيانًا كرد فعل تحسسي من بعض المواد الكيميائية كبعض العطور أو الكريمات المرطبة أو من مسحوق الغسيل الذي يستخدم في تنظيف الملابس.
تأثير الخلل في هرمون الحليب في تشقق الحلمات
البرولاكتين هو هرمون الحليب ويفرز من قبل الغدة النخامية، وعند ارتفاع نسبة إفرازه يمتلئ الثديين بالحليب ويزداد حجمهما وتتعرض الحلمة للتضخم والتشقق. وقد ترتفع نسبة هرمون البرولاكتين لعدة أسباب أهمها:
- الرضاعة الطبيعية.
- وجود ورم في الغدة النخامية، وغالبًا ما يكون ورمًا حميدًا.
- بعض الأدوية قد تكون لها آثارها في رفع هرمون البرولاكتين كالأدوية المضادة للاكتئاب وخوافض الضغط.
الإكزيما تسبب تشقق الحلمات
التهاب الجلد التأتبي أو الإكزيما هو حالة مرضية ترتبط بعوامل وراثية غالبًا. وتترافق عادةً بتقرحات وتهيج وتشققات في الجلد ويحدث أن تصيب غدة الثدي وحلمته، ويزيد التعرض للاحتكاك مع الملابس من خطر الإصابة الإكزيما. وكذلك استخدام بعض أنواع مرطبات الجلد والصابون والعطور يهيجون الجلد ويتسببون بظهور الإكزيما.
علاج تشقق الحلمتين عند البنات
غالبًا عند الحديث عن تشقق الحلمة يتبادر إلى الذهن أنها حالة تصيب السيدات المتزوجات أو المتقدمات في السن، ولكن في الحقيقة فإن البنات اليافعات والمراهقات معرضات أيضًا للإصابة بتشققات الحلمة. فقد يكون ذلك أثناء ممارسة الألعاب الرياضية في المدرسة أو النادي كالجري وكرة السلة وغيرهما، حيث أن التعرق والاحتكاك الناتجين عن ذلك يسبيان جفاف حلمتي الثدي وتشققهما. أو قد يكون نتيجة التغيرات الهرمونية التي ترافق البلوغ وسن المراهقة. فيكون العلاج بتحديد السبب بدقة والتعامل معه، فإذا كان التعرق والاحتكاك هما السبب ينصح بتجنب الرياضات المجهدة وارتداء الملابس القطنية ووضع أربطة أو ضمادات صحية حول الحلمتين التي تقلل من التعرق والاحتكاك. أما في حال كان السبب هرمونيًا فلا بد من مراجعة الطبيب لتحديد فيما إذا كانت هذه التغيرات الهرمونية طبيعيةً أو تستدعي تدخلًا طبيًا للعلاج.
علاج تشقق الحلمتين بزيت الزيتون
زيت الزيتون مشهور بخصائصه وفوائده العظيمة للإنسان، سواءً بتناوله مع الوجبات الغذائية أو باستخدامه في ترطيب الجلد والشفاه وأجزاء عديدة من الجسم. وجرت العادة منذ القدم على استخدام زيت الزيتون كمرطب تدهن به الحلمة المتشققة لتستعيد ليونتها وليرمم الجروح والشقوق وتستعيد الحلمة شكلها الطبيعي.
الوقاية من تشققات الثدي
- ينصح بوضع الأربطة المطاطية أو الضمادات الصحية حول حلمتي الثدي في حال الرغبة بممارسة رياضات مجهدة وتسبب التعرق والاحتكاك.
- تجنب ارتداء حمالات صدر متعددة الطبقات واعتماد حمالات فضفاضة ومريحة.
- في حال كانت المشكلة ناتجةً عن الإرضاع الطبيعي فيجب تعلم قواعد الإرضاع والوضعية الصحيحة للطفل لتفادي تشقق الحلمات.
- وضع بعض الكريمات المرطبة على الحلمات بشكل دوري لضمان بقاء الحلمتين رطبتين وغير جافتين. كالغليسرين الطبي أو غير ذلك.
- الحرص على التنظيف الجيد للحلمات بعد كل عملية إرضاع مع التجفيف بشاش معقم.
- تجنب الغسيل بالصابون فهو يسبب الجفاف والاكتفاء بالماء.
- شرب السوائل باستمرار لتقليل احتمالات الإصابة بجفاف الجلد والحلمتين.
وفي الختام وبعد التعرف على أسباب تشققات الحلمة نجد أنها مشكلة شائعة ولكن لا داعي للقلق فهي ليست مشكلةً خطيرةً وعلاجها سهل ولا يحتاج لوقت طويل في أغلب الحالات.