هل شعرتِ يومًا بآلام شديدة، أو أصابكِ سلس البول، ربما يدل ذلك على إصابتكِ بالناسور المهبلي. فما هي أعراض الناسور المهبلي؟
يتكون الناسور من خلال الالتهابات والجروح التي لم تلتئم، ويعرف الناسور المهبلي بالقناة التي تتشكل لتصل بين المهبل وأحد أعضاء الحوض المحيطة به، كالمستقيم أو الحوالب أو القولون. كما يستغرق تكون الناسور المهبلي أيامًا، أو قد يمتد لسنوات ليتشكل، فمثلًا خلال العمليات القيصرية يحدث جرحًا غير مقصود للمثانة، في حال لم يكتشف ويعالج، تعمل الالتهابات في الجرح على تكوين أنسجة تلتصق بجدار المهبل، وكلما زاد الالتهاب في المهبل، فإن أنسجته تضعف وتفتح طريقًا لتجويف المهبل، وفي تلك الحالة تتصل المثانة بالمهبل من خلال ذلك الالتهاب الذي يدعى “الناسور المهبلي”.
فالناسور المهبلي هو حالة طبية غير طبيعية، حيث يسبب مشاكل مؤرقة للنساء، فما هي أعراض النسور المهبلي؟ سنتعرف في مقالنا على أهم المعلومات حول ذلك المرض.

أسباب الناسور المهبلي ومدى خطورته

يتشكل الناسور المهبلي من تلف الأنسجة التي تحدث بسبب:

  • مضاعفات الولادة: ففي حالات تعسر الولادة ومواجهة صعوبة في إخراج الجنين، يقطع الطبيب العجان حتى يخرج الجنين دون التسبب بإيذاء الأم.
  • أمراض التهاب الأمعاء: كالإصابة بداء كرون، والتهاب القولون التقرحي، التي تسبب الإصابة بمرض الناسور.
  • السرطان أو الإشعاع على الحوض: قد تتسبب الإصابة بسرطان المهبل، أو عنق الرحم، سرطان المستقيم، سرطان الرحم، أو فتحة الشرج، على تشكل ناسور مستقيمي مهبلي، وبالتالي يؤدي العلاج الإشعاعي لهذه السرطانات لتكون ناسور.
  • الجراحة: فقد تؤدي الجراحة في المهبل، أو المستقيم، العجان، أو الشرج، إلى الإصابة بعدوى تسبب فتحةً غير طبيعية.
  • أيضًا هناك أسباب أخرى مسببة للناسور عند النساء، من أهمها:
    • التعرض لعدوى في المستقيم أو الشرج.
    • الإصابة بالتهاب الرتج.
    • تراكم البراز.
    • الالتهابات الناجمة عن الإصابة بعوز المناعة البشرية “الإيدز”.
    • التعرض لاعتداء جنسي.

فالناسور المهبلي ليس بالمرض الخطير، إلا أن مضاعفاته التي تسبب الحرج والألم النفسي، حيث تزداد خطورته، في حال كان سبب تشكله ورم خبيث في  منطقة الحوض، لأن الورم الخبيث هو خطير بطبيعته.

أنواع الناسور المهبلي

للناسور المهبلي عدة أنواع تختلف باختلاف أماكن الفتحات التي تربط المهبل بالعضو الآخر، ومن أنواعه:

  • الناسور المثاني المهبلي: وهو الذي يربط بين المهبل والمثانة البولية، وهو النوع الأكثر انتشارًا.
  • ناسور حالبي مهبلي: يتكون بين المهبل والحالب.
  • ناسور إحليلي مهبلي: يتشكل هذا الناسور بين المهبل ومجرى البول.
  • الناسور المستقيمي المهبلي: يتكون هذا النوع بين المهبل والجزء السفلي من الأمعاء الغليظة “المستقيم”.
  • ناسور معوي مهبلي: يربط ذلك النوع من الناسور بين الأمعاء الدقيقة والمهبل.

أعراض الناسور المهبلي

لا يسبب الناسور المهبلي أي آلام، وتختلف أعراضه تبعًا لطوله وموقعه في المهبل، ومن أبرز أعراضه:

  • زيادة الإفرازات المهبلية ذات الريحة الكريهة القوية.
  • تكرار الإصابة بالتهابات المهبل.
  • الإصابة المتكررة بالتهابات المجاري البولية.
  • التعرض لسلس البول، وعدم القدرة على التحكم بالبول.
  • الإصابة بالإسهال، وخروج البراز من المهبل بدلًا من فتحة الشرج.
  • الشعور بألم في المهبل وحول المستقيم، بالإضافة على خروج غازات منه.
  • التعرض لآلام في البطن، وشعور بالغثيان.
  • الإحساس بألم خلال الجماع، بالإضافة إلى خروج رائحة كريهة.
  • تعرض الجلد للتهيج في منطقة المهبل وتشكل خراج.

طرق علاج الناسور المهبلي

بعض حالات الناسور تشفى تلقائيًا، وبعضها الآخر يتطلب العلاج عند الطبيب، حيث تتوفر عدة علاجات للناسور، من أبرزها:

  • المضادات الحيوية: إذا كانت منطقة الناسور مصابةً بعدوى، توصف المضادات الحيوية، كذلك في حالات التأهب للعملية الجراحية إذا كانت المريضة تعاني من داء كرون.
  • الإنفليكسيماب: حيث يقلل من الالتهاب، ويساهم في التئام الناسور.
  • وفي حال عدم الاستجابة للعلاج الدوائي، يُلجأ للتدخل الجراحي لإغلاق الناسور، لكن قرار الجراحة يعتمد بعد 6 أشهر من إعطاء الناسور فرصة الإغلاق تلقائيًا، ويتضمن التدخل الجراحي:
    • خياطة سدادة الناسور الشرجي، حتى تتمكن الأنسجة من النمو ليشفى الناسور الناسور.
    • ترقيع الناسور عن طريق وضع قطعة نسيج من أقرب منطقة للناسور، أو من خلال طي جزء من النسيج السليم على الناسور من أجل إغلاقه.
    • ترميم عضلات المصرة الشرجيّة إذا كانت تالفةً من الناسور.
  • في الحالات التي يتكرر فيها الناسور،يفغر القولون، لخروج البراز من خلال فتحة في البطن بعد 3 إلى 6 أشهر من جراحة الناسور، بعد ذلك يعكس فغر القولون لإعادة العمل الطبيعي للأمعاء.

مضاعفات الناسور المهبلي

يسبب الناسور المهبلي الكثير من الإزعاج للنساء، حيث يؤدي لمشكلة السلس البولي المحرجة، بالإضافة إلى الروائح الكريهة، فالناسور المهبلي ليس مرضًا خطيرًا، لكن إهماله يسبب العديد من المضاعفات، ومن أهمها:

  • الخراج: وهو عبارة عن مجموعة من الأنسجة الملتهبة المتورمة الحاوية على الصديد، في حال لم يعالج تتعرض حياة المريضة للخطر.
  • تعرض الجلد المحيط بالمهبل أو الشرج للالتهاب.
  • الالتهاب المتكرر للمهبل.
  • إصابة المجاري البولية بالالتهابات المتكررة.
  • خروج البراز عبر المهبل.
  • تكرار تشكل الناسور بأنواعه.
  • بالإضافة إلى ذلك قد ينجم عن طرق معالجة الناسور بعض المضاعفات، ومن أبرزها المضاعفات الناتجة عن عملية علاج الناسور المثاني المهبلي التي تتمثل بما يلي:
    • التهاب المسالك البولية.
    • تعرض الحالبين للضرر.
    • تكرر تشكل الناسور.
    • تضييق المهبل.

إن الناسور المهبلي هو حالة مرضية، تسبب الكثير من المضاعفات الجسدية والنفسية للمريضة، وقد يصل الحال لمرحلة الاكتئاب بسبب تدهور الحالة النفسية، لذلك لا بد من علاجه مبكرًا، تجنبًا لحدوث مضاعفاته.