هل تعلم أن أمراض الدم هي العدو اللدود للمناعة؟ تعد أمراض الدم والمناعة من أخطر الأمراض التي تواجه عدد كبير من سكان العالم. حيث ترتبط أمراض الدم ارتباطًا وثيقًا بالمناعة. وذلك باعتبار الدم هو المسؤول عن إنتاج الأجسام المضادة، وهي بروتينات الغلوبولين المناعية التي تنتجها كريات الدم البيضاء المتخصصة بذلك بالتحديد. علاوة على ذلك، تعد المناعة الضعيفة سببًا رئيسيًا في أمراض الدم. كما تعد التقنيات الطبية الحديثة الخاصة بالمناعة إحدى أهم الوسائل العلاجية لأمراض الدم. هيا بنا لنتعرف على أهم أمراض الدم.

اضطرابات خلايا الدم 

يتكون الدم من خلايا الدم الحمراء والبيضاء والصفائح الدموية والبلازما. وتقع على عاتق الدم الكثير من المهام، فهو المسؤول على نقل الأوكسجين والغذاء إلى جميع خلايا الجسم، ويخلصها من الفضلات عبر كرياته الحمراء. كما أنه ينظم حرارة الجسم. بالإضافة إلى مواجهة العدوى والأمراض والصد المناعي من خلال كرياته البيضاء. أما صفائحه فهي المسؤولة عن التخثر.

قد تصاب إحدى مكونات الدم المذكورة باضطراب مما ينعكس سلبًا على وظيفة هذا المكون. الأمر الذي يسبب خللًا في جسم المريض. وقد يتطور ذلك لأمراض دموية خطيرة.

اضطرابات وأمراض خلايا الدم الحمراء

يعد فقر الدم (الأنيميا) من أكثر اضطرابات خلايا الدم الحمراء انتشارًا. حيث تنخفض كميات كريات الدم الحمراء اللازمة لنقل الأوكسجين والغذاء لكل الجسم. وقد ينتج فقر الدم عن نقص الحديد في الجسم، أو بسبب مشاكل في المناعة الذاتية للجسم كعدم مقدرته على امتصاص فيتامين B12 الضروري لتكوين خلايا الدم الناضجة. أو تدمير خلايا الدم الحمراء. أما السبب الأخطر لفقر الدم هو توقف نخاع العظم عن توليد خلايا الدم

أما أهم أعراض أمراض اضطراب خلايا الدم الحمراء فهي ضعف العمليات الذهنية والتركيز نتيجة انخفاض نسبة الاوكسجين في الدم بمنطقة الدماغ مع ضيق التنفس. بالإضافة إلى التعب والإرهاق وانخفاض القوة العضلية وتسرع في نبضات القلب.

ونذكر أيضًا من أمراض خلايا الدم الحمراء الثلاسيميا وهي اضطراب وراثي يحد من توليد الهيموغلوبين. وقد يحدث ذلك تداعيات خطيرة كتشوه عظم الجسم وتأخر النمو واضطرابات قلبية وفي الطحال.

أما اضطراب خلايا الدم الأخطر فهو سرطان الدم بسبب طفرات وراثية وهو يحرض نخاع العظام لإنتاج كميات أكبر من الحدود اللازمة من خلايا الدم الحمراء. وغالبًا ما يؤدي ذلك لحدوث الجلطات القلبية والدماغية.

اضطرابات خلايا الدم البيضاء

باعتبار المهام الأساسية لخلايا الدم البيضاء هي مهام دفاعية. لذا فإن أي اضطراب يصيبها قد ينعكس سلبًا على مناعة الجسم ضد الأمراض الخطيرة. وهنا تكمن الكارثة. حيث نجد على سبيل المثال أن هذه الاضطرابات قد تسبب سرطان الدم في الغدد اللمفاوية وذلك عندما تنمو خلايا الدم البيضاء وتتطور بشكل غير طبيعي. أما سرطان الدم (اللوكيميا) فهو ينتج أيضًا عن اضطراب خلايا الدم البيضاء نتيجة تكاثر الخلايا الخبيثة منها في نخاع العظم.

وهناك عدة أعراض لاضطرابات خلايا الدم البيضاء. أهمها فقدان الوزن الفجائي، الإرهاق العام والضيق، وظهور الالتهابات بكثرة.

اضطرابات الصفائح الدموية

كثيرًا ما تتجمع هذه الخلايا الدموية الأصغر حجمًا مسرعةً لتوقف أي نزيفٍ يتعرض إليه الإنسان. لتمنع فقدان المزيد من الدم وتحمي الشعيرات والأوعية الدموية. فهل تتوقع الآن ما هو حجم الخطر من جراء نقصان كمية هذه الخلايا في دم الإنسان؟

وفي المقابل، قد يولد نخاع العظم الكثير من الصفائح مما يؤدي لزيادة كميتها، وذلك قد يسبب السكتات الدماغية أو القلبية. كما يعد مرض الناعور الوراثي (الهيموفيليا) من أهم الأمراض التي تؤثر في تخثر الدم. وبالوقت الذي تظهر أعراض هذا المرض على الذكور، بينما لا تظهر بالمقابل أعراضه على الإناث المصابات به. وتلعب الأدوية المسكنة للآلام والمميعات كالأسبرين دورًا هامًا في تخثر الدم إذا ما أخذت على المدى الطويل.

تشخيص أمراض الدم

يلجأ الطب عادةً لتشخيص أمراض الدم من خلال إحدى الطرقتين التاليتين:

  • إجراء تحليل لتعداد مكونات الدم الثلاث. وهو ما يعرف بتحليل CBC.
  • أخذ خزعة صغيرة من نخاع العظم للتأكد من عدم وجود أي خلل أو إنتاج لخلايا غير طبيعية.

علاج أمراض الدم

هناك الكثير من الأدوية التي يصفها الأطباء لعلاج أمراض الدم. منها مضادات التخثر وأخرى التي تحمي الجسم من النزيف وخاصة عد الإصابة بمرض الناعور. كما قد يلجأ الطب إلى العمل الجراحي وخاصة في أمراض الدم السرطانية والمناعية.

وباعتبار أمراض الدم لها علاقة وثيقة بالمناعة. لذا أصبح اليوم من الممكن علاجها بالوسائل الطبية المناعية المبتكرة. كالعلاج الفيروسي أو العلاج بالخلايا المناعية التائية للقضاء على الخلايا السرطانية، بالإضافة إلى المثبطات المناعية.

وتبقى الأبحاث العلمية مستمرة للوصول إلى أحدث الطرائق التي تخلص البشرية من أمراض الدم. ويبقى تسليط الضوء على المناعة. فإذا كانت هي الداء أو المسبب فإنها ستكون أيضًا الدواء.