تعتبر القهوة من المشروبات الأكثر شهرةً وانتشارًا في مختلف بقاع العالم. وتزرع بذور هذه النبتة في مناطق عديدة، على سبيل المثال المناطق الاستوائية للأمريكيتين، وجنوب آسيا، بالإضافة إلى الهند وإفريقيا. علاوة على ذلك فهي ثاني أكثر سلعة متداولة عالميًّا بعد النفط الخام! ويعود منشأها الأصلي إلى الدول العربية، وتحديدًا إلى جمهورية اليمن، حيث ابتكرت لأول مرة كمشروبٍ للضيافة وكان ذلك في القرن 15. من ناحية أخرى يحضّر مشروب القهوة من حبوب البن المحمّصة والمطحونة، وأحيانًا قد يضاف لها أنواع عديدة من المنكهات كحبات الهيل أو القرفة. وبما أنّها تحتوي على الكافيين فهي تنتمي لفئة المشروبات المنبهة، ويمكن تناولها ساخنة أو بادرة حسب الرغبة.
لكن هل سبق وتساءلت ما هي أهم فوائد القهوة السوداء؟ وهل للقهوة آثارٌ جانبية على الصحة؟ وماذا عن أضرار إدمانها؟ هذا ما سنتعرف عليه في مقالنا، فقط تابع.
عناصر المقالة
أهم فوائد القهوة السوداء
- للقهوة السوداء تأثير مهم في المساعدة على التنحيف: باعتبار أنّها مشروب خالٍ بشكلٍ كاملٍ من السعرات الحرارية. وبالتالي فهي تساعد في الحفاظ على وزن صحي. بالإضافة إلى ذلك فهي غنية بالكافيين، الذي يسرع عملية التمثيل الغذائي، كما أنّه يرفع مستويات الطاقة في الجسم، ويكبح الشعور بالجوع. ليس هذا فحسب بل إنّ القهوة السوداء تحتوي على حمض الكلوروجينيك، وهو المادة المساعدة في إبطاء إنتاج الجلوكوز. من ناحية أخرى يوجد في القهوة السوداء مضادات أكسدة عديدة، وهذه المواد لها تأثير مهم في ضبط الوزن.
- تقوية المناعة: يعرف عن الكافيين بأنّه مادة محفزة للنظام العصبي في الجسم. وبالتالي قد يكون له دور كبير في رفع مستويات الأدرينالين الموجود في الدم.
- تساعد القهوة السوداء في تقليل خطر الإصابة بمرض السكري: أشارت بعض الدراسات أنّها تقلل من المخاطر الناجمة عن مرض السكري، فهي تزيد من إنتاج الأنسولين في الجسم، وبالتالي تضبط مستويات الجلوكوز في الدم.
- تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب: هناك العديد من الدراسات التي تؤكد أنّ الاستهلاك المنتظم لمشروب القهوة يساعد في تقليل مخاطر الإصابة بأمراض الأوعية الدموية والقلب، بالإضافة إلى ذلك فهو يمنع حدوث السكتات الدماغية.
- تعتبر القهوة السوداء علاجًا فعالًا للكبد.
- للقهوة تأثير فعال في الحفاظ على نظافة الجهاز البولي: كونها مشروب مدر للبول، وهذه العملية تساعد على التخلص من المواد السامة في الجسم، كما أنّها تعمل على إبقاء المعدة نظيفةً وصحيّةً.
- التقليل من مخاطر الإصابة بأنواع عديدة من السرطانات.
- تقوية الذاكرة: لأنّها تحافظ على أعصاب الدماغ نشطةً وقويةً، وبالتالي فهي تعمل على تحفيز الذاكرة.
- تقليل التوتر: إذ تعتبر من المشروبات المهدئة التي تساعد على الاسترخاء، فكوبٌ واحدٌ من القهوة قد يكون له تأثير فعال في تحسين المزاج على الفور.
- الوقاية من الإصابة بمرض الزهايمر.
بعض أنواع القهوة وفوائدها
- القهوة العربية: تنتشر في الشرق الأوسط، وتصنع بتخمير حبات البن، ثمّ تضاف لها عدة أنواع من البهارات ومنها (الهيل، والزنجبيل، والقرفة، والزعفران)، من أجل تعديل الطعم المُر لحبات البن. ومن المعروف عن هذا النوع من القهوة أنّه يحتوي على مضادات أكسدة عديدة، كما أنّها غنية (بالأوميغا 3) الذي يلعب دورًا مهمًّا في نمو وتجدد الخلايا.
- القهوة التركية: تنتشر في الشرق الأوسط ودول أوروبا، مثل اليونان وإيران، بالإضافة إلى تركيا. وهي من أنواع القهوة العالية التركيز، وبالتالي فإنّ جميع العناصر الغذائية الموجودة في القهوة تكون بنسبة عالية فيها، (كحمض الكلوروجينيك مثلًا).
- الإسبريسو: وهي أقوى من القهوة السوداء العادية، تحضر من تعريض حبات البن المطحونة لبخار الماء، بحيث يصبح قوام القهوة أكثر كثافة. تتميز بأنّها تحتوي على نسب قليلة من مادة “الكافيستول”، وهي المادة المحفزة لمستويات البروتين الدهني، وبالتالي فإنّ الإسبريسو تعتبر أفضل من القهوة المغلية العادية.
- القهوة الخالية من الكافيين: تشبه القهوة العادية في الطعم والكثافة، لكنها تحتوي على نسبة ضئيلة جدًّا من الكافيين، بالإضافة إلى ذلك يوجد فيها كل القيم الغذائية المتوافرة في القهوة العادية.
هل يعتبر حثل القهوة مفيدًا
يعتبر البعض أنّ حثل القهوة مادة مفيدة وآمنة، ولها نفس فوائد القهوة من الناحية الصحية. لكن هناك العديد من الدراسات التي أكّد من خلالها الأطباء أنّها مادة تحتوي على مركب (الكافيستول cafestol) بنسبة عالية، وهذه المادة تسبب ارتفاعًا في مستوى الكوليسترول الموجود في الدم، وعند فلترة القهوة يمكن التخلص منها، إلاّ أنّها تبقى موجودةً في الحثل. كما أكّدت الدراسة أنّ استهلاك 7 غرام من حثل القهوة بشكلٍ يوميٍّ ولمدة شهر تقريبًا، يرفع مستوى الكوليسترول في الجسم بمقدار 0.65 ميلي مول لكلّ لتر تقريبًا، بالإضافة إلى ذلك فهو يؤدي إلى رفع نسبة الأنزيمات الموجودة في الكبد.
أضرار شرب القهوة
- الإكثار من شرب القهوة (ما يزيد عن 5 أكواب يوميًّا)، يسبب العصبية والأرق، بالإضافة إلى الشعور بالغثيان والرغبة في التقيؤ.
- زيادة معدل ضربات القلب.
- الصداع.
- يمكن أن تؤدي الجرعات الزائدة من الكافيين يوميًّا إلى حدوث القلق والهِياج.
- الإفراط في شرب الكافيين يمكن أن يسبب الإدمان، والاعتماد عليه بشكل يوميّ ثمّ التوقف بشكل مفاجئ، يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بأعراض الانسحاب.
- يمكن أن تزيد القهوة من خطر الإصابة بالنوبات القلبية في حال لم يكن الشخص معتادًا عليها.
- تناول القهوة أثناء فترة الحمل والرضاعة، يمكن أن يؤثر سلبًا على صحة المولود.
التداخلات الدوائية للقهوة
ينصح بعدم شرب القهوة في حال كنت تتناول أحد أنواع الأدوية التالية:
- الإفيدرين: الذي يرفع نشاط الجهاز العصبي، ومن المعروف أنّ الكافيين الموجود في القهوة يؤدي نفس الدور، فمن الممكن أن يسبب تناول القهوة مشاكل في القلب.
- المضادات الحيوية من نوع كوينولون: تبطئ هذه الأدوية من سرعة التخلص من الكافيين في الجسم، هذا يعني أنّ تناولها مع القهوة يمكن أن يسبب أضرارًا عديدةً، ومنها زيادة معدل ضربات القلب، الصداع، الهلع، وغيرها.
- الأدوية المميعة للدم: تبطئ هذه الأدوية سرعة تخثر الدم، ويلعب كافيين القهوة الدور ذاته، الأمر الذي يزيد خطر حدوث الكدمات، والنزيف في حال تناول الدواء مع القهوة.
- أدوية الاكتئاب: الأدينوزين، والأليندرونات، وأدوية منع الحمل، والكلوزابين، والديساليفيرام، وأدوية الربو، والسيميتيدين، جميعها أدوية يمكن أن تحمل العديد من الآثار الجانبية في حال أخذت مع القهوة.
وختامًا، ليس هناك أفضل من الصباح الذي يبدأ بكوبٍ من القهوة الساخنة. لكن علينا دومًا الحذر من الإفراط في تناول المنبهات، لتجنب أي ضرر يمكن أن تسببه لصحتنا.