هل شعرت مسبقًا بضربات قلبك المتسارعة والقوية وكأن قلبك يريد الخروج من صدرك؟ أو شعرت برجفان في عنقك أو صدرك وتسارع في نبضك؟ لا تخف فمعظمنا مر بهذه التجربة والتي تعرف علميًا بخفقان القلب. ولكن قليلٌ منا فقط يعرف أسباب خفقان القلب وعلاجه أو طرق الوقاية منه والتي سنتحدث عنها بمزيد من التفصيل بمقالنا هذا. يكثر حدوث خفقان القلب عند الشباب وعادةً ما يكون سليمًا ولا يحتاج إلى أية تدابير علاجية. لكنه غالبًا ما يكون مزعجًا ومخيفًا عند البعض، ويدفعهم إلى القلق أو الإسراع في مراجعة الطبيب. عندما تراجع طبيبك بشكوى الخفقان سيقوم بفحصٍ شامل يتضمن العديد من الإجراءات كالإصغاء إلى ضربات قلبك بالسماعة وإجراء تخطيط قلبي كهربائي أو فحص القلب بالأمواج فوق الصوتية. وعند سلامة هذه الفحوصات يمكنه إخبارك أن الرجفان سليم وسيزول من تلقاء نفسه. بشكل عام، يشكل القلق والتوتر أو الإكثار من شرب الكحول والمشروبات الحاوية على الكافيين أغلب أسباب الرجفان. بينما تشكل الأسباب الأخرى حالات مرضية تستدعي المراقبة والعلاج بإشراف طبي. سنتعرف في هذا المقال عن كل الحالات التي تسبب خفقان القلب وعلى أهم التدابير العلاجية المتبعة في كل حالة فتابعوا معنا.

أسباب خفقان القلب

هناك مجموعة واسعة من الأسباب التي تؤدي إلى خفقان القلب. لحسن الحظ أن معظم هذه الحالات هو سليم، ويمكن تدبيره عن طريق القيام ببعض المناورات البسيطة. ولكي تستطيع التمييز بين الخفقان السليم أو الخفقان الناتج عن أمراض خطيرة، عليك بمراقبة الأعراض الأخرى المرافقة للرجفان. إذ يستدعي ظهور أي من الأعراض التالية مراجعة الطبيب:

  • ضيق نفس أو صعوبة تنفس.
  • اضطراب الوعي أو الدوخة والدوار.
  • الألم الصدري المترافق مع الخفقان.
  • فقدان الوعي الكامل بسبب الخفقان.

تشمل أشيع أسباب الخفقان كلًا مما يلي:

  • الاستجابات الشعورية الشديدة كالخوف أو التوتر والقلق الشديدان. تؤدي كل الاستجابات الشعورية الشديدة إلى حدوث الخفقان، وتتمثل آلية التأثير بتنبه الاستجابة العصبية الودية وتزايد دقات القلب وتوسع الحدقات وغيرها من العلامات. لا تستدعي هذه الحالة إلى علاج ولكن من الضروري تخفيف التوتر والقلق واتباع نظام حياة يومي يساعد على الاسترخاء.
  • قد يكون السبب في حدوث الخفقان هو الإفراط في شرب الكحول أو المشروبات المنبهة كالقهوة والشاي، وفي هذه الحالة كل ما عليك فعله هو ضبط كمية هذه المشروبات والتقليل منها قدر الإمكان.
  • تسبب الرياضة العنيفة أو النشاط الفيزيائي الشديد تسارع دقات القلب وقد تؤدي إلى حدوث الخفقان، ولهذا ينصح دومًا بالتمارين الرياضية المعتدلة.
  • ومن الأسباب أيضًا التغيرات الهرمونية المرافقة للحمل أو الدورة الشهرية أو سن اليأس.
  • يحصل الخفقان كتأثير جانبي لبعض الأدوية كأدوية الربو ومضادات الاحتقان المستخدمة بشكل شائع لعلاج أعراض الرشح والانفلونزا.
  • يعاني بعض الأشخاص من الإحساس بالخفقان بعد تناول نوع محدد من الطعام، قد يكون السبب عندها استجابة تحسسية تجاه هذه الأطعمة ويفضل تجنبها قدر الإمكان.

علينا التأكيد من جديد أن جميع هذه الأسباب هي حالات صحية سليمة ولا تستدعي القلق أو العلاج.

أسباب الخفقان الطبية

قد يخفي خفقان القلب حالة مرضية ويكون عندها التظاهر الوحيد الذي يدفعك إلى مراجعة الطبيب. وتشمل الأسباب الطبية لحدوث الخفقان كلًا مما يلي:

  • فرط نشاط الغدة الدرقية.
  • فقر الدم أو نقص سكر الدم الشديد.
  • تترافق الحمى الشديدة أو التجفاف بتسارع النبض وقد يؤدي ذلك إلى الإحساس بالخفقان.
  • يحدث الخفقان عند مرضى الداء القلبي الإكليلي الحاد أو مرضى احتشاء العضلة القلبية السابق.
  • كما يحدث عند مرضى الصمامات القلبية (قصور أو تضيق صمامات القلب).
  • قصور القلب بأنواعه المختلفة.

غالبًا ما تترافق هذه الأمراض بأعراض أخرى مرافقة للخفقان ويشكل بعضها حالات إسعافية تستدعي التداخل الطبي بشكل فوري.

علاج خفقان القلب

يختلف علاج الخفقان باختلاف السبب المؤدي لحدوثه وشدة الخفقان. ويكون الهدف هو إبطاء معدل ضربات القلب والحصول على تقلصات فعالة. إذ تكون التقلصات العضلية السريعة كما في الخفقان ضعيفة وغير كافية لضخ كل الدم الموجود ضمن القلب وتزويد الجسم بالمغذيات. ولذلك تستدعي حالات الخفقان الشديد إلى العلاج لمنع حدوث مضاعفات صحية خطيرة.

 

علاج الخفقان بتعديل نمط الحياة

أفضل طريقة لعلاج الخفقان هي تجنب المحرضات التي تسبب حدوثه، ويمكنك القيام بذلك من خلال:

  • التقليل من التوتر: يمكنك اللجوء إلى تمارين اليوغا او التأمل والتنفس العميق.
  • تجنب المنبهات بكافة أشكالها: كالكافيين والنيكوتين ومشروبات الطاقة التي تحتوي على الكحول.
  •  تجنب الأدوية المتهمة بحدوث الخفقان والعقاقير الخطيرة مثل الكوكايين والأمفيتامينات.

علاج الخفقان بتنبيه العصب المبهم

يكفل تنبيه العصب المبهم إبطاء معدل ضربات القلب وتنظيمها عند حدوث الخفقان، يمكن للمريض تنيبيه العصب المبهم عن طريق القيام بالمناورات التالية:

  • رفع الضغط ضمن جوف البطن أو الضغط على منطقة البطن.
  • تمسيد الجيب السباتي الموجد على مسير الشريان السباتي في العنق (يجب أن يكون التنبيه خفيف مع تجنب تمسيد الجهتين معًا).

علاج الخفقان باستخدام الأدوية

تتوفر العديد من الخيارات الدوائية لعلاج الخفقان وبأشكال صيدلانية مختلفة، لا تصرف هذه الأدوية من دون وصفة طبية ويجب تناولها تحت إشراف طبي ومن أمثلتها نذكر:

  1. حاصرات بيتا.
  2. الأميودارون.
  3. ميكسيليتين.

تتوفر خيارات علاجية أخرى لعلاج الخفقان كناظمات الخطر التي تزرع ضمن العضلة القلبية وتنظم معدل ضربات القلب.