يمكن أن يصيب الالتهاب أي جزء من الجسم بما في ذلك جفن العين، لينشأ عن ذلك ما يعرف بالتهاب الجفون. فما هي هذه الحالة وهل هي حالة خطيرة؟ يعتبر الالتهاب رد فعل جهاز المناعة على أذية أو خلل في الجسم، ويمكن أن تكون هذه الأذية إنتانًا جرثوميًا أو فيروسيًا أو طفيليًا. كما يمكن أن تكون في بعض الأحيان أذية ميكانيكية كالرضوض والجروح والحروق أو أسباب أخرى عديدة. ورد الفعل هذا يهدف إلى الدفاع عن الجسم ولكن يمكن أن يتحول في بعض الحالات إلى نقطة ضعف في الجسم أو حتى ضرر له، وهذا ما يبرر ضرورة السيطرة على الالتهاب.

سنتعرف في مقال اليوم على التهاب جفن العين وأسبابه وكيف يمكن علاجه. حيث تشكل إصابات العين وأمراضها خوفًا وتوترًا لمعظم الناس. بسبب حساسية وتعقيد بينتها ووظيفتها. ورغمًا عن كون التهاب جفن العين يظهر بشكل قد يسبب قلق المريض وخوفه، إلا أنه حالة بسيطة في أغلب الأحيان. وتتعدد العوامل التي يمكن أن تسبب هذه الحالة، ولذلك يختلف العلاج باختلاف السبب.

ما هو الجفن

الجفن هو طبقة جلدية تغطي العين ووظيفتها الأساسية هي حماية العين من البيئة المحيطة. بما فيها من الغبار والأتربة وأي جسيم يمكنه أذية العين. كما تساهم عملية الإغلاق السريعة للجفن في حماية العين من الأذيّات المكيانيكية أيضًا كالرضوض والجروح.

لكل عين جفن علوي وجفن سفلي يقتربان من بعضهما بسرعة ويغطيان العين تمامًا. ثم يبتعدان عن بعضهما فورًا عندما يرمش الإنسان. بحيث تساعد هذه العملية على الحفاظ على رطوبة العين وتحميها من الجفاف. وإغلاق الجفون أثناء النوم يساعد في تأمين الراحة اللازمة للعين كما يساعد في تخليصها من الفضلات.

التهاب الجفون وتشخيصه

التهاب الجفون هي حالة مرضية في الجفن تؤدي إلى بعض المظاهر كالتورم والاحمرار. ويمكن أن تظهر إفرازات معينة على الجفون أو قرحات أو قشور. وتتعدد أسباب هذه الحالة فقد تكون ناجمة عن عدوى أو عن مشاكل جلدية أو مشكلة في الغدد الدمعية الموجودة تحت الجفون.

يؤثر التهاب الجفون على شكل المريض ويسبب له عددًا من الأعراض المزعجة. ولكنه لا يسبب ضررًا للقرنية إلا في حالات نادرة ولا يؤدي إلى العمى. لكن في بعض الحالات قد يسبب التهاب الجفون تندب حواف الجفن وتساقط الرموش وخسارتها.

يعتمد تشخيص هذه الحالة المرضية على فحص العين وتحري مظهر الجفون ومحاولة إيجاد السبب أو المهيج. وقد يقوم الأطباء ببعض الاختبارات المساعدة لوضع التشخيص المناسب أو لتحديد سبب الالتهاب. فبعض الأطباء يستعينون بالمصباح الشقي لفحص العين والجفن. وفي بعض الحالات تؤخذ عينات من المفرزات على الجفن وتجرى عليها اختبارات الزرع الجرثومية. فيساعد هذا الاختبار في تحديد الصاد الحيوي المناسب في حال كان سبب الالتهاب جرثوميًا.

أسباب التهاب الجفون

يمكن أن ينجم التهاب الجفون عن عدة أسباب من أهمها:

  • العدوى الجرثومية التي يمكن أن تصيب الجفن أو القنوات الدمعية التي تنفتح في طرف الجفن، معظم حالات العدوى الجرثومية هذه تنجم عن جراثيم المكورات العنقودية.
  • يمكن أن تسبب الإصابة بالعدوى الفيروسية التهاب الجفون، وأكثر الحالات شيوعًا هي الإصابة بالهربس البسيط.
  • بعض حالات التهاب الجفون قد تنشأ بسبب رد فعل الجسم التحسسي تجاه بعض مكونات البيئة، وفي حالات أخرى يكون هذا التحسس ناتج عن استخدام القطورات العينية.
  • توجد على حافة الجفون غدد دهنية تسمى غدد ميبوميوس وقد يؤدي انسداد هذه الغدد إلى نشوء التهاب في جفن العين.
  • بعض الأمراض الجلدية التي يمكن أن تطال جلد الوجه بما في ذلك الجفون قد تتسبب بظهور التهاب الجفون، مثل التهاب الجلد التأتبي والتهاب الجلد الدهني إضافةً إلى العد الوردي.

أعراض التهاب جفن العين

يتميز التهاب الجفن ببعض المظاهر في الجفن والعين، وقد تختلف هذه المظاهر بحسب سبب الالتهاب. ومن أبرز الأعراض:

  • يصف المريض حالته في بعض الأحيان بأنه يشعر أن هناك ما هو عالق داخل عينه أو جفنه.
  • بعض المرضى يعانون من حكة أو حرقة في العين.
  • يكون الجفن متورمًا ومحمرًا.
  • تكون العين دامعة ومحمرة وحساسة لظروف الإضاءة خاصةً الضوء القوي الساطع.
  • في بعض الحالات مثل حالات العدوى الجرثومية يمكن أن تصبح الرموش بيضاء اللون وتتساقط.
  • يمكن أن تظهر في قاعدة الجفن بثور أو خراجات صغيرة مملوءة بالقيح تتحول لاحقًا إلى قرحات خفيفة.
  • تظهر عند بعض المرضى قشور سميكة ملتصقة بقاعدة الجفن وقد تسبب إزالتها نزف المنطقة الواقعة تحتها.
  • المفرزات خاصةً أثناء النوم قد تسبب التصاق الجفنين ببعضهما عند الاستيقاظ.

علاج حالات التهاب الجفن المختلفة

يعتمد علاج التهاب الجفن على تخفيف الأعراض ومعالجة سبب تطور الالتهاب. ويعد الحفاظ على رطوبة العين خطوة مفيدة ومساعدة في علاج التهاب الجفون، وذلك من خلال قطورات الدموع الاصطناعية أو المراهم المرطبة الليلة. بعض العلاجات غير الدوائية تفيد في تخفيف الأعراض مثل الكمادات الدافئة أو الباردة وذلك حسب الحالة ومسبباتها.

يستخدم في علاج التهاب الجفون الناجم عن العدوى الجرثومية (البكتيرية) المراهم العينية التي تطبق على جفن العين والتي تحوي مضادات حيوية. وأهم المضادات الحيوية المستخدمة في هذه الحالة هي الجنتمايسين والباسيتراسين والسلفوناميد، كما يمكن أن تستخدم المضادات الحيوية الفموية مثل الدوكسيسكلين. أما التهاب الجفون الفيروسي ينجم عادةً عن الإصابة بالهربس البسيط ولذلك تعالج هذه الإصابة بالأدوية المضادة للفيروسات مثل الفالاسيكلوفير.

إذا كان المريض يعاني من التهاب الجلد الدهني مما سبب له التهاب الجفون فيجب عليه الحفاظ على نظافة الجفون لعلاج هذه الحالة، وذلك عن طريق المسح اللطيف لأطراف الجفون باستخدام قطعة قماشية أو قطنية نظيفة تبلل بمحلول مناسب يصفه الطبيب. يمكن هنا استخدام محلول محضّر من شامبو الأطفال المخفف عن طريق إضافة بضع قطرات إلى نصف كوب ماء دافئ.

عندما يكون سبب التهاب الجفون هو مشكلة في غدد ميبوميوس الدهنية فيمكن هنا تدليك الجفون بلطف للمساعدة على خروج المفرزات الدهنية، ويفيد استخدام الكمادات الدافئة في هذه الحالة.

يعالج التهاب الجفون التحسسي أو التماسي بالابتعاد عن العامل المهيج كإيقاف استخدام القطورات العينية التي سببت هذه الحالة وذلك بعد استشارة الطبيب، كما يفيد استخدام الكمادات الباردة على العين في التخفيف من الأعراض.

 

يجب الحصول على المساعدة الطبية عند ظهور أي أعراض مزعجة تستمر لفترة طويلة، سواءً في حالة التهاب الجفون أو غيرها من الحالات المرضية، لأن الطبيب المختص هو الشخص الوحيد القادر على التشخيص الصحيح لحالتك وبالتالي معالجتك بشكل آمن وفعال ولذلك لا تترد باستشارة طبيبك.