العين من أكثر أعضاء الجسم حساسية وتعقيدًا، لذلك يسعى الكثيرون لفهم أمراض العين ومن ضمنها التهاب القرنية. فما المقصود بالتهاب قرنية العين وما أسبابه وكيف يمكن معالجته؟ سنتعرف اليوم في مقالنا هذا على هذا المرض وما يتعلق به من أسباب وعلاج.

العين هي العضو المسؤول عن الرؤية في الجسم، وبذلك تعد وظيفتها من أهم الوظائف وأدقها. حيث تعتمد هذه الوظيفة على التحكم بكمية الضوء الوارد إلى العين، وتحديد الأجسام والأشياء سواءً كانت بعيدة أم قريبة. وذلك من أجل خلق صورة مستمرة وتحويلها إلى الدماغ لتفسيرها وإدراكها. يساهم في تحقيق هذه الوظيفة الهامة والدقيقة جميع أقسام العين بما في ذلك القرنية، فما هو دورها ومما تتألف.

ما هي القرنية

القرنية هي الطبقة الشفافة المنحنية التي تغطي القسم الأمامي من العين بما يتضمن القزحية والحدقة. وتتميز هذه الطبقة عن جميع أعضاء الجسم بخلوها من الأوعية الدموية. وذلك لضرورة توفير الشفافية القصوى لعبور الضوء من خلالها إلى الشبكية في الجزء الخلفي من العين. حيث تحصل الخلايا فيها على الأوكسجين من هواء الوسط المحيط، فيذوب في السائل الدمعي ويتوزع منه إلى كافة أنحائها.

بالرغم من أن القرنية تبدو ذات طبيعة لينة إلا أنها تماثل الأظافر من حيث الصلابة تقريبًا. ولكنها من أكثر مناطق الجسم حساسيةً بسبب التعصيب المفرط. كما يرتبط لمس القرنية بمنعكس إغلاق الجفنين. تشكل القرنية طبقة حماية للقزحية والحدقة، بالإضافة إلى وظيفتها المتجلية بتركيز الضوء العابر إلى الشبكية. ولذلك تكون القرنية في مقدمة العين وبتماس مع الوسط الخارجي. مما يجعلها عرضة لعدة إصابات أهمها:

  • قرحة القرنية.
  • تلين القرنية.
  • تمخرط القرنية.
  • اعتلال القرنية الفقاعي.
  • الهربس النطاقي العيني.
  • التهابات القرنية المختلفة.

ما هو التهاب القرنية

التهاب القرنية هو حالة التهابية متعددة الأسباب والأشكال تصيب قرنية العين. وتتنوع درجات خطورتها وعلاجها بحسب كل نوع. يمكن أن تؤدي هذه الالتهابات إلى الألم العيني، سيلان الدمع، وتراجع حدة الإبصار في بعض الحالات. قد تنتج هذه الحالة بسبب وجود جراثيم أو فيروسات أو فطريات أو حتى طفيليات. كما يمكن أن تكون بعضها مرتبطة بحالات مرضية أخرى مثل شلل بل أو التهاب الجلد التأتبي. من أهم الحالات الالتهابية التي يمكن أن تصيب القرنية:

  • التهاب القرنية بالهربس البسيط
  • المنقط السطحي.
  • التقرحي المحيطي.
  • التهاب الملتحمة والقرنية النفاطي، التهاب القرنية والملتحمة الجاف.

التهاب القرنية والملتحمة النفاطي

يشير مصطلح التهاب القرنية والملتحمة النفاطي إلى ردة الفعل المناعية تجاه الجراثيم التي تغزو قرنية العين وتنتقل للملتحمة. وأشيع الجراثيم التي تسبب هذا النوع من الالتهاب هي:

  • العنقوديات.
  • العصيات السلية.
  • الكلاميديا.

تنتشر هذه الحالة المرضية بين الأطفال، لكنها لا تعد حالة عدوى. ويمكن أن يظهر على المرضى تورم والتهاب واحمرار في حواف الجفن. من أهم الأعراض التي يشكو منها المرضى:

  • ظهور انتفاخات بحجم صغير صفراء اللون تميل للرمادي على القرنية او الملتحمة أو كليهما.
  • تتحول هذه الانتفاخات الصغيرة إلى تقرحات تنفتح على الملتحمة، لكنها لا تترك ندب وتتعافى تمامًا.
  • تدوم هذه الانتفاخات من عدة أيام إلى أسبوعين.
  • عندما تتأثر القرنية يعاني المريض من آلام في العينين أو إحساس بوجود جسم غريب فيها.
  • سيلان الدموع بشكل شديد.
  • أعراض بصرية كرهاب الضوء وتشوش الرؤية.
  • الحالات التي تنكس بشكل متكرر قد تسبب للمريض اعتلالات بصرية بسبب تغيم القرنية ونمو أوعية دموية فيها.

التشخيص والعلاج

تشخص اضطرابات القرنية عادةً باستخدام المصباح الشقّي، وهو أداة طبية تمكن الطبيب من فحص العين والقرنية بتكبير عال لتحديد الضرر بدقة. كما تستخدم في بعض الحالات صبغة خاصة للفحص وهي صبغة الفلوريسئين التي تساعد على تلوين القرنية لفترة مؤقتة لتسهيل الكشف عن المواقع المتضررة فيها.

بينما يعتمد تشخيص التهاب القرنية والملتحمة النفاطي على فحص الطبيب للعينين لتحري الشكل النموذجي للالتهاب، ولكن في بعض الحالات قد يشك الطبيب بوجود جرثومة معينة فيطلب بعض التحاليل لتحري ذلك، مثل الحالات التي يشك فيها بالإصابة بالعصيات السلية.

يعتمد العلاج في حالة التهاب القرنية والملتحمة النفاطي على مسبب المرض، وكونها إصابة بكتيرية فغالبًا ما يكون العلاج بالصادات الحيوية، ولكن بعض الحالات قد تتطلب علاجات إضافية. يكون العلاج موضعيًا باستخدام القطورات العينية، ويمكن أن توصف قطرات عينية حاوية على ستيروئيدات قشرية لتخفيف الالتهاب. في حال لم يكن المريض مصابًا بالسل يمكن استعمال قطورات عينية تحتوي مزيجًا من الصادات الحيوية والستيروئيدات القشرية.

التهاب القرنية المنقط السطحي

يختلف هذا المرض عن التهاب القرنية والملتحمة النفاطي، ويحدث التهاب القرنية المنقط السطحي عندما تصاب مجموعة من الخلايا في سطح القرنية بالتموّت. وغالبًا تكون هذه الحالة قابلة للشفاء بشكل كامل. من أهم أسبب التهاب القرنية المنقط السطحي:

  • عدوى فيروسية.
  • عدوى جرثومية.
  • مواد مخرشة للعين مثل المواد الكيميائية.
  • الجفاف الذي يصيب العينين.
  • بعض الأدوية قد تحدث هذا الالتهاب كأثر جانبي لاستخدامها.
  • التعرض المباشر والطويل للأشعة فوق البنفسجية من أي مصدر كان.
  • الاستخدام طويل الأمد للعدسات اللاصقة.
  • حالات مرضية تصيب العين كالتهاب الجفن.
  • شلل بل.

 

يعاني المريض من ألم في العينين، وقد يصف هذا الإحساس بوجود رمل في عينيه أو جسم غريب. وتكون عيناه حمراوان مفرطتا الحساسية وتدمعان بشكل مفرط. كما يتحسس من الضوء خاصة الضوء الساطع، ويشعر بحرقة فيهما.

يقيم الطبيب حالة المريض من خلال فحص العينين ويمكن الاستعانة هنا بالمصباح الشقّي وصبغة الفلوريسئين. كما تساعد القصة المرضية بتحري وجود أي سبب من الأسباب السابقة، ويختلف العلاج وفقًا لذلك.

تتمتع العين بتركيب فريد في غاية التميز والدقة لتؤدي وظيفة من أهم وظائف الحس والإدراك، ولذلك تكون من أكثر أعضاء الجسم بحاجة للاهتمام والعناية، وأي خلل يمكن أن يؤدي إلى نتائج وخيمة قد تكون غير قابلة للعكس. فلا تتردد باستشارة الطبيب المختص في حال عانيت من أية أعراض عينية لتتجنب الكثير من المشاكل.