المرأة كائن عاطفي ممزوج بعواطفه وانفعالاته الخاصة، عاطفة جعلت منها أم حنونة وزوجة طيبة، أخت مساندة، عاملة قوية. تتوق لطفٍل تغدق عليه بعضًا منها يكبر بين ذراعيها تؤمن له احتياجاته وتعتني به. ولكن هل كل حالة حمل تنتهي بشكل طبيعي؟ هل كل حالة حمل تمر بشكلها السليم بدون عوائق؟ الكثير من حالات الأمومة والطفولة التي أتينا بذكرها وناقشناها في سياق مقالاتنا ضمن موقع كيف سابقًا منها الشائع الذي كثيرًا ماسمعنا به خلال الحمول والحمل العنقودي لا يعتبر منها ولكن ماهي أعراضه، لماذا سمي بالحمل إذًا ما العوائق التي يسببها في سبيل حدوث الحمل وما علاقته بالسرطان؟ للإجابة عن هذه الأسئلة وغيرها تابع معنا المقال التالي.

أعراض الحمل العنقودي

قد يبدو بدايًة الحمل العنقودي مشابهًا للحمل الطبيعي، ولكنها غالبًا ما تتظاهر الحمولات العنقودية بأعراض خاصة مميزة متضمنة:

  • نزف مهبلي يتراوح لونه من الأحمر الفاتح إلى البني الداكن خلال القسم الأول من الدورة الطمثية.
  • إقياء وغثيان صباحي شديدين.
  • عبور كيسات كحبات العنب من المهبل.
  • ألم حوضي أو حس ثقل في الحوض.

استشيري طبيبك عند شعورك بأعراض مشابهة للأعراض المذكورة سابقًا، حيث يقوم الطبيب بتقصي علامات الرحى العدارية على سبيل المثال:

  • نمو سريع للرحم، حيث يكون الرحم أكبر من العمر المتوقع للحمل.
  • ارتفاع بالضغط الدموي.
  • الانسمام الحملي، وهي حالة تسبب ارتفاع شديد بضغط الدم والبروتين في البول تحدث خاصة بعد الأسبوع 20 من الحمل.
  • كيسات مبيضية.
  • فقر دم.
  • فرط نشاط غدة درقية.

أسباب الحمل العنقودي

ينتج الحمل العنقودي عن عملية تلقيح بويضة بشكل شاذ. فالخلايا البشرية تحتوي على 23 زوج من الكروموسومات. يأتي نصف كروموساتها من الأب والنصف الآخر من الام. وتصنف لنوعين هما:

  • الحمل العنقودي التام، تلقح بويضة فارغة من المعلومات الجينية بواحد أو اثنين من النطاف، فتأتي جميع معلوماتها الجينية من الأب. في مثل هذه الحالة، تكون الكروموسومات القادمة من الأم غير موجودة أو غير فعالة و كروموسومات الأب مضاعفة.
  • أما الحمل العنقودي غير التام أو الجزئي، تبقى كروموسومات الأم ولكن الأب يقدم نوعين من الكروموسومات. كنتيجة لذلك، يحوي الجنين على 69 كروموسوم بدلًا عن 46. يحدث ذلك غالبًا عندما تلقح بويضة بنطفتين، مما ينتج عنه نسخة مضاعفة من المادة الجينية للأب.

ومن عوامل خطورة حدوث الحمل العنقودي، فتقريبًا واحد من كل ألف حمل يشخص كحمل عنقودي. حيث يوجد طيف واسع من عوامل الخطورة المرتبطة بحدوث الحمل العنقودي متضمنًة:

      • عمر الأم، حيث يحدث الحمل العنقودي بشكل أكثر احتمالًا عند السيدات المسنات أكثر من 35 سنة أو الشابات الأقل من 20 سنة.
      • سوابق حمل عنقودي، في حال تم تشخيصك مسبقًا بحمل عنقودي، فقد تزداد فرصة حدوثه بالحمول اللاحقة. حيث تتكرر الحمول العنقودية، بمتوسط واحد من كل 100 سيدة.

الحمل العنقودي والسرطان

في الولايات المتحدة، 1 من كل 600 حالة سرطان عند السيدة وجد مسببها الحمل العنقودي، حيث لا تتشكل  خلايا جنينية أو مشيمة بشكل طبيعي وغالبًا ما لا يتطور جنين وهذا ما سينتهي بخسارة الجنين (الإجهاض). في معظم الحمول العنقودية، أية خلايا جنينية متبقية في الرحم تموت لاحقًا لوحدها، ولكن عند نسبة قليلة من النساء قد تبقى هذه الأنسجة كما وقد تنمو متجاوزة الرحم وكما السرطان فقد تنتشر بأماكن مختلفة من الجسم وهو ما يعرف بالأرومة الغازية. يعتبر النزف المهبلي من أكثر الأعراض الشائعة، كما ويستخدم العلاج الكيميائي عادًة لعلاج مرض الأرومة الغازية المزمنة.  ينجح العلاج الكيميائي على جميع حالات الأرومة الغازية مسبقًا.

الكوريوكارسينوما

وهي نمط نادر من السرطانات التي تظهر في حوالي 1 من 50.000 حالة حمل. وهي غالبًا ما تتطور عندما تتحول الخلايا المتبقية بعد الحمل للسرطان. ويمكن أن يحدث هذا بعد أي حالة حمل ولكنه أكثر احتمالًا بعد الحمول العنقودية. كما ويؤهب له:

  • الولادة الطبيعية.
  • الإجهاض.
  • الحمل الهاجر.
  • خسارة الحمل.

قد يظهر بعد الحمل بعدة أشهر، أو حتى سنوات. على الرغم من أن الكوريوكارسينوما تبدأ في الرحم، فهي قد تنتشر إلى أعضاء مختلفة من الجسم، وبشكل أكثر شيوعًا الرئتين. في حال انتقالها للرئتين فقد تظهر عليك أعراضًا كالسعال، صعوبة تنفس وآلام صدرية. في حال انتقالها للبطن، فقد تعاني من آلام بطن أو عند انتقالها للمهبل فقد تعاني من النزف الغزير وتشكل كتل أو عقيدات في مهبلك. قد تنتشر للدماغ، وتتسبب بحدوث صداع أو نوبات صرع.

يستخدم العلاج الكيميائي في علاجها وقد أثبت نجاعته في علاجها بشكل ناجح غالبًا. وبشكل عام فإن لمرض الأرومة الغازية على المدى الطويل توقع حياة مرتفع حبث تشفى  جميع السيدات المصابات بسرطان الأرومة الغازية الحملي تقريبًا وقد تختلف حسب كل حالة حمل وظروفها والظروف الصحية المتعلقة بالحامل.

 

علاج الحمل العنقودي والسرطان

يحرص الأطباء على كشفه مبكرًا فإن لمضاعفاته الخطيرة آثار قد يصبح من الصعب التخلص منها وعلاجها بشكل محافظ وقد تتطلب سنوات من المتابعة وطرق مختلفة من العلاج، ومن هذه العلاجات نذكر:

 التجريف والتوسيع: حيث يقوم الطبيب المختص بتوسيع عنق الرحم بأدوات عقيمة خاصة، والحرص على إزالة النسيج العقيدي من بطانة الرحم بشكل كامل، ففي حال بقاء بعض الأنسجة فهي إما ستزول من تلقاء نفسها أو قد تتطور مرة أخرى لنسيج عنقودي مما سيؤدي لإهمالها وتطورها لورم سرطاني.

العلاج الكيميائي: إهمال الحمل العنقودي وعدم كشفه مبكرًا قد ينتج عنه تتطور النسيج العنقودي لسرطان، لذلك وحرصًا على تمام العلاج والقضاء على النسيج المصاب كليًا تخضع السيدة لشوط من العلاج الكيميائي الذي سيكون له الفائدة الكبرى في العلاج.

وبهكذا نكون قد وصلنا لنهاية مقالنا، الحمل العنقودي والسرطان وتذكري أنه لا يجب عليك إهمال أي عرض ولو كان بسيط، والحصول على استشارة طبيب مختص لحماية صحتك وتجنب عواقب تفاقم الأمراض.