في عصرٍ تسيطر عليه التكنولوجيا والشاشات وألعاب الفيديو، يشجع الكثير من الآباء أطفالهم على اللعب في الهواء الطلق، وذلك لاكتساب القوة البدنية والمرونة والتوازن. لكن نتيجة ممارسة هؤلاء الأطفال أنشطةً بدنيةً قويةً، قد يسقط أحدهم ويتعرض إلى كسور في العظام. إذ تشيع إصابات كسور العظام في مرحلة الطفولة. حيث أثبتت الإحصائيات أن أكثر الأسباب الشائعة لزيارة طبيب اختصاص جراحة عظام الأطفال، هو تعرض عظام الأشخاص في مرحلة الطفولة إلى كسورٍ.
كما أن علاج كسور عظام الأطفال يختلف بشكلٍ كبيرٍ عن علاج كسور عظام البالغين. حيث تتمتع عظام الأطفال بقدرةٍ كبيرةٍ على الالتئام السريع والليونة والمرونة، بالإضافة إلى القدرة على الترميم التلقائي. ومع ذلك، إن لم تعالج حالة الكسر بشكلٍ صحيحٍ من الممكن أن يسبب ذلك مشكلات في نمو الطفل. وبالتالي سنتعرف في هذا المقال على الكسور الشائعة عند الأطفال وكيفية علاج كل واحدة منها. تابع معنا.

الكسور الشائعة عند الأطفال

الأطفال بطبيعتهم أشقياء، ويحبون اللعب، والقفز، والجري، وهذه الأنشطة يمكن أن تؤدي إلى السقوط، والإصابة. فإما أن تكون الإصابة طفيفةً، لا تحتاج إلى علاج، وإما أن تؤدي إلى كسر في إحدى العظام. لذلك سنذكر لك أكثر الكسور الشائعة عند الأطفال وهي ما يلي:

كسر فوق اللقمة عند الأطفال

هذا الكسر يشكل 60% من الكسور عند الأطفال. كما يصاب به الذكور أكثر من الإناث. يحدثً غالبًا عند السقوط على المرفق وهو ممدود، أو نتيجة تعرض المرفق إلى ضربةٍ قويةٍ مباشرةٍ.
حيث يكون موقع الكسر في المرفق، وذلك فوق السطح المفصلي لعظم الذراع.
ويشكو الطفل بعد تعرضه للضربة من تورم في المرفق، بالإضافة إلى احمرار وازرقاق منطقة المرفق، والشعور بالألم الشديد، وعدم القدرة على ثني وقبض المرفق.

علاج كسر فوق اللقمة عند الأطفال

يعتمد علاج كسر فوق اللقمة للطفل على عدة عوامل، من عمر الطفل، وشدة الكسر وخطورته، وتلف الأوعية الدموية والأعصاب. والعلاجات التي تقدم في هذه الحالة:

  • في حال كان عظم المرفق لا يزال مستقرًا في مكانه، يمكن الاعتماد على استخدام الجبيرة لالتئامه. أما إذا كانت العظام المكسورة مائلةً قليلًا يمكن أن يدفع الطبيب هنا العظام إلى مكانها برفق، ومن ثم تثبيت الذراع بجبيرة للالتئام والتعافي.
  • في حال كان الكسر شديدًا، كاختراق عظم المرفق للجلد، أو عدم قدرة الطبيب على إعادته إلى مكانه دون جراحة، هنا قد يضطر الطبيب إلى إجراء عمل جراحي تحت تأثير التخدير العام ليعيد العظام إلى مكانها، وذلك بوساطة الدبابيس، أو استخدام القالب لتثبيت العظام في مكانها، وذلك حتى تتعافى، وتلتئم، ويستغرق ذلك عادةً 3 أسابيع.

كسور في الساعد عند الأطفال

تشكل نسبة 45% من الكسور عند الأطفال، خاصةً في عمر خمس سنوات. يحدث غالبًا عند السقوط على الذراع وهي ممدودة، أو السقوط عليها مباشرةً، أو نتيجة تعرض الساعد إلى ضربة قوية. التشخيص يكون بواسطة الأشعة السينية موضحًا منطقة فوق الكسر وتحته للكشف ما إذا كان هناك إصابات إضافية.

علاج كسور الساعد عند الأطفال

تعالج كسور الساعد عند الأطفال ببساطة بتجبير الساعد حتى يلتئم، ويستغرق ذلك من 6 إلى 8 أسابيع.

كسر في عظم اللقمة الوحشية عند الأطفال

يشكل هذا الكسر حوالي 17% من كسور المرفق عند الأطفال. حيث يحدث عند السقوط على الذراع وهي ممدودة، بينما يكون المرفق مضغوطًا باتجاه الداخل.

علاج كسر عظم اللقمة الوحشية عند الأطفال

علاج هذا الكسر هو العملية الجراحية فقط، حيث يجب رد السطح المفصلي لعظم الذراع بشكلٍ دقيقٍ، ثم تثبيت المرفق بأسياخ لمدة 4 إلى 6 أسابيع، مع وضع جبيرة.
كما يجب متابعة هذه الكسور لعدة سنوات لضمان عدم تأثر مركز النمو ومتابعته.

كسور في لقيمة العضد الأنسية عند الأطفال

هذه الكسور تشكل نحو 10% من كسور المرفق لدى الأطفال، وذلك في سن 9 إلى 12 عامًا. يحدث هذا الكسر عندما تكون الذراع ممدودةً والمرفق مضغوطًا باتجاه الخارج، حيث في هذه الحالة تنفصل، وتخرج اللقيمة من مكانها، أو يحدث عند خلع المرفق من مكانه.

علاج كسر لقيمة العضد الإنسية للأطفال

  • في حال كان انفصال اللقيمة بسيطًا، يمكن علاج الكسر باستخدام التجبير لمدة أسبوعين.
  • في حال خلع المرفق مع بقاء العظم داخله، هنا لا بد من إخراج العظم بعملية جراحية.

كسر في جدل الفخذ عند الأطفال

تحدث هذه الكسور نتيجة الاعتداء على الطفل، أو نتيجة ضربة مباشرة كالسقوط أو حادث سيارة.

علاج الكسر في جدل الفخذ للأطفال

في حال كان عمر الطفل خمس سنوات أو أقل، يمكن علاج هذا الكسر باستخدام جبيرة من الجبس بحيث تشمل الحوض أيضًا، وذلك لمدة ستة أسابيع. أما إذا كان عمر الطفل ست سنوات أو أكثر، فهنا يجب علاج الكسر باستخدام دعامات، حيث يجري إدخالها إلى داخل الهيكل العظمي، وتُزال بعد 6 أشهر.

كسور في الكاحل عند الأطفال

تشكل كسور الكاحل نسبة 9% من الكسور عند الأطفال، و18% من كسور لوحات النمو.
يحدث هذا الكسر نتيجة التواء القدم، أو نتيجة السقوط على الكاحل مباشرةً، أو تعرضه لضربة مباشرة.
حيث يمر هذا الكسر من لوحات النمو الموجودة في عظم الساق، وبالتالي قد يشكل خطر على نمو الساق، والتي من الممكن أن تنمو ملتويةً أو بشكلٍ أبطء من الساق الأخرى، مما يؤدي إلى فرق في الطول بين ساقي الطفل.

علاج كسور الكاحل عند الأطفال

أولًا، سيعيد الطبيب العظام المكسورة بدقة إلى مكانها، وذلك تحت تأثير التخدير العام. مع استخدام تجبير من الجص لمدة أربعة إلى ستة أسابيع. وعادةً يفشل إعادة العظام إلى مكانها بشكلٍ دقيقٍ، لأن الأنسجة تكون رخوةً، لذلك لا بد من إزالة الأنسجة الرخوة أثناء العملية، وتثبيت العظام بوساطة الدعامات كالمسامير والبراغي.

كسر عظمة الظنبوب عند الأطفال

هذه الكسور شائعة عند الأطفال في كافة الأعمار. يمر هذا الكسر من صفيحات النمو الموجودة في الساق، فيكسر قطعةً من طرف العظم. وقد يؤدي إهمال علاجها إلى تلفٍ جزئيٍ في لوحات النمو، بالإضافة إلى نمو غير متساوٍ، والتواء الكاحل بشكلٍ دائمٍ.

علاج كسر عظمة الظنبوب عند الأطفال

سيعيد الطبيب العظام المكسورة إلى مكانها، تحت تأثير التخدير العام، وقد يحتاج إلى تثبيتها بدعامات كالمسامير والبراغي لتثبيت النهايات المكسورة في مكانها.

أعراض الكسور الشائعة عند الأطفال

قد تختلف الأعراض قليلًا من طفلٍ إلى آخر، لكن إليك أكثر الأعراض شيوعًا:

  • الشعور بالألم في منطقة الكسر.
  • تورم منطقة الكسر واحمرارها وتلونها كالكدمات.
  • ارتفاع حرارة مكان الكسر عن أعضاء الطفل الأخرى.
  • الإحساس بالخدر.
  • تشوه واضح في العظام.
  • عدم القدرة على تحريك واستخدام العظام بشكلٍ طبيعيٍ.

تشخيص الكسور الشائعة عند الأطفال

  • الفحص السريري، بعد أن يسأل الطبيب عن الأعراض التي يشعر بها الطفل، سيجري ما يلي:
    • فحص مكان التورم.
    • سيطلب من الطفل إن كان بإمكانه تحريك أو تدوير مكان الكسر.
    • سيتأكد من عدم تأثر الأعصاب والأوعية الدموية المحيطة بمنطقة الكسر.
  • التصوير الشعاعي، تساعد صور الأشعة السينية كثيرًا في تحديد مكان الإصابة.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي، حيث يعطي صورةً مفصلةً للأعضاء والهياكل العظمية داخل الجسم.
  • الأشعة المقطعية، تعطي صورة مفصلة عن العظام والأعضاء والدهون والعضلات.

الوقاية من الكسور الشائعة عند الأطفال

على الرغم من أن الأطفال من أكثر الفئات العمرية المعرضة لإصابات الكسور في العظام، لكن يمكن اتباع ما يلي لوقاية طفلك منها:

  • حصول الطفل على ما يكفي من الكالسيوم.
  • ممارسة التمارين الرياضية لتقوية العظام، كالمشي والركض وقفز الحبل.

في النهاية، إذا تعرض طفلك إلى الإصابة أو السقوط، لا تتهاون في ذلك، وتحدث إلى الطبيب لتشخيص حالته وعلاجها على الفور.